نحن نعيش في هوجة الائتلافات الثورية.. هذا واقع الحال وليس مجرد كلام في الهواء أو تقليل من شأن هذه الائتلافات التي وصل عددها الي ما يزيد علي 136 ائتلافاً.. هذا الرقم ليس اجتهاداً من أحد أو محاولة للتهويل ولكن تم حسابه علي أساس عدد الذين حضروا المناقشات مع المجلس العسكري عندما وجه مؤخراً الدعوة للحوار كانوا 136 شخصاً يمثلون 136 ائتلافا بواقع 10 أشخاص عن كل ائتلاف كما حدد المجلس العسكري. هؤلاء هم الذين تمكنوا من ارسال الأسماء الخاصة بهم في الوقت الذي حدده المجلس العسكري ومعني هذا ان هناك ائتلافات أكثر من هذا خاصة ان هناك من قاطعوا. وبالعودة الي الأيام الأولي لثورة 25 يناير نجد ائتلافات تكونت بالفعل قبل اعلان الرئيس السابق التنحي أي في ذروة الثورة كما يقولون وهي: ائتلاف شباب الثورة ومن مؤسسيه زياد العليمي وشادي الغزالي وناصر عبد الحميد وائتلاف شباب ثورة مصر بقيادة الدكتور طارق زيدان وائتلاف مجلس أمناء الثورة سيد أبو العلا وائتلاف تحالف ثوار مصر.. "عامر الوكيل" يضمها ما يعرف باللجنة التنسيقية للثورة. وهناك 4 ائتلافات أخري من خارج اللجنة التنسيقية ولكن لها وجودها القوي والفاعل وتعتبر من القوي المؤثرة في الساحة ويوجد تنسيق بينها وبين اللجنة التنسيقية وهي ائتلاف اتحاد شباب الثورة بقيادة عمرو حامد واحمد حنفي وعبد الرازق عيد وائتلاف الوعي المصري وجهاد سيف الإسلام وائتلاف الاتحاد العام للثورة وائتلاف اتحاد الثورة المصرية. من وجهة نظر المراقبين للأحداث والمحللين للثورة المصرية الائتلافات سابقة الذكر هي الحقيقية.. أما ما عدا ذلك فهي ائتلافات مصنوعة وخرجت للنور من خلال تدبير محكم.. إما من خلال فلول الحزب الوطني أو السلفيين أو الاخوان المسلمين لاثبات انهم يتصدرون الساحة وحتي يستطيعوا في بعض الأوقات ان يملوا ارادتهم ويفرضوا تصوراتهم حول قضايا معينة..بل ان البعض يتنذر علي كثرة عدد الائتلافات قائلاً إن كل عشرة أشخاص ليس لديهم ما يشغلهم أو لديهم وقت فراغ يقومون بتكوين ائتلاف ثوري في أقل من 24 ساعة. الدكتور طارق زيدان مؤسس ائتلاف شباب ثورة مصر يقول: الطريف في الأمر ان هذه الائتلافات الورقية كما يطلقون عيها اتخذت مسميات طريفة كائتلاف دقت ساعة العمل الثوري أو ائتلاف شباب الزيتون وائتلاف شباب الصعيد وغيرها من الاسماء الغريبة ومعظم هذه الائتلافات تكونت بمجرد الاعلان عن عقد ما يعرف باجتماعات مؤتمر الوفاق القومي أو عقب دعوة الجيش للتحاورمع الائتلافات عقب ما حدث في جمعة الغضب الثانية. والشواهد تدل علي ذلك ففي احدي الاجتماعات الخاصة بالوفاق القومي قام أحد الأشخاص للتحدث باسم ما أطلق عليه ائتلاف الصعيد. فتصدي له أحد الحاضرين واثبت انه كان عنصراً فاعلاً في الحزب الوطني في محافظة سوهاج في الماضي فتم طرده من الاجتماعات وهو ما يؤكد ما يلعبه الحزب الوطني من محاولة للانقضاض علي الثورة وخلق مؤيدين له بين صفوفها. ومثال آخر عندما تم دعوة الائتلافات كما قلنا للحوار فقام كل فصيل علي الساحة بتكوين عدد من الائتلافات وارسال عشرة اسماء الي المجلس العسكري وهؤلاء هم الذين حضروا بالفعل الاجتماعات. والغريب ان الائتلافات الحقيقية التي خرجت من رحم الثورة لم تشارك لأن الدعوة جاءت علي عجل ولم يتم دراستها أو الاتفاق عليها أو رفضها حيث يشترط للاعلان عن موقف معين ان يجتمع المكتب التنفيذي للجنة التنسيقية والتصويت علي اتخاذ قرار بشأن أي قضية وبالطبع هذا الوقت الضيق ما بين الدعوة للاجتماع وعقدها بالفعل لم يتح اتخاذ الاجراءات بالفعل.. وحتي عندما خاطب المكتب التنفيذي المجلس العسكري لارسال الاسماء المطروحة للمشاركة قيل لهم أنه تم الاكتفاء بالعدد الذي ارسل موافقته علي المشاركة وهي حوالي 13 ائتلافاً. وما يؤكد ان هذه الائتلافات الورقية لن تعيش طويلاً انها لم تنضم للجنة التنسيقية للثورة التي وضعت شروطاً ومعاييرا للانضمام اليها ومنها ان يكون الائتلاف مشاركا في الثورة منذ اللحظة الأولي لاندلاعها وأن يكون له نشاط فعال في الميدان أثناء الثورة ويضم عدداً معيناً من الأعضاء وهو ما لا يتوافر في هذه الائتلافات التي لا تلتزم أيضاً بما تم الاتفاق عليه في اللجنة التنسيقية أيضاً التي يعرف أعضاؤها بعضهم البعض جيداً بسبب تواجدهم في الميدان والالتزام بعدم التعرض أو الهجوم علي الآخرين حتي وان اختلفوا معهم في الرؤي السياسية لأن كل فصيل يقدر للآخر دوره في الثورة حتي مع الاختلاف في وجهات النظر. بقي ان نذكر ان معظم الائتلافات الورقية تكتفي باصدار البيانات دون فعل علي الأرض بينما هناك أحزاب تحاول ان تكون ذات تأثير حقيقي لتخصيص يوم الجمعة لدعم نشاط معين كدعم السياحة وتوجيه دعوات علي الانترنت لكل العالم لزيارة مصر مع عرض صور لميدان التحرير أثناء الثورة كذلك التعاون مع بعض محافظتي المدن الساحلية في البحر الأحمر وسيناء لتنشيط السياحة بوسائل عديدة.