غموض غريب يحيط بقصة هدي وابراهيم الطهطاوي أول وآخر شهداء الإسكندرية.. حيث انكرت مختلف الجهات المسئولة معرفتها بأي معلومة تخص حقيقة وفاة هدي أو شقيقها. »الأخبار« تتبعت هذا اللغز لتعرف الحقيقة هل هذا نوع من التجاهل لمصابي وشهداء الثورة كما تتهم الاسرة، او انه هناك لغز ما وفرقعة اعلامية. في البداية قامت »الأخبار« بالاتصال عدة مرات بشقيق هدي وابراهيم للتواصل معهما الا انه كان دائم التهرب، وضرب مواعيد مختلفة وخلفها، وكان حديثه يدور فقط حول انه مظلوم، واتضح ان الامر كذلك مع باقي الصحفيين الذين منحهم الكثير من المواعيد »المضروبة« من بينها موعد الجنازة وندعو وليد الي الحضور وتوضيح الحقائق كما يشاء.. كما اكدت احلام الخولي عضو لجنة المرأة بحزب الوفد والتي قامت بتنفيذ إحصائية دقيقة حول اسر الشهداء والتوجه إلي مساكنهم وإجراء مقابلات شخصية معهم جميعا،حيث أكدوا عدم معرفتهم بقصة ابراهيم أو شقيقته. »الأخبار« لجأت كذلك الي النيابة والمفترض ان يكون لديها جميع المعلومات الخاصة بهذه القضية فكانت المفاجأة هي النفي التام !!.. فقد نفي المستشار ياسر الرفاعي المحامي العام لنيابات الاسكندرية وجود اي تحقيقات بشان المواطنة أو (الشهيدة) هدي، كما اكد المستشار عادل عمارة المحامي العام لنيابات شرق الاسكندرية انه لم يتلق اي بلاغات سواء من اهل "هدي " او من المستشفيات بالاسكندرية تفيد وفاتها،ولم يصدر عن النيابة تصريح بدفن الجثة ولم يتم إخطار الطب الشرعي!!.. أما المفاجأة الكبري فكانت بيان صادر من مديرية امن الإسكندرية يوم الجنازة، اكدت خلاله ان الصورة الضوئية لتصريح دفن منسوب صدوره لمكتب صحة الجمهورية باسم ابراهيم محمد سيد الطهطاوي، شقيق المتوفاه، والذي يفيد بدفنه في مقابر المنارة، بتاريخ 25 يناير2011. غير حقيقي ومزور!..واوضح البيان انه بالاستعلام من مكتب الصحة المشار إليه افاد بعدم صدوره من المكتب، وصورة ضوئية من ورقة من محضر تحقيق منسوبة لنيابة محرم بك تتضمن وفاة المذكور نتيجة اصابته بطلق ناري اميري من سلاح المقدم مصطفي الدامي وانه هو الذي اطلق الرصاص وذلك بعد التشريح وتحليل الرصاص ثبت لدي النيابة انه من سلاح ذخيرة الضابط المذكور، وتبين ان الورقة مصطنعة وغير حقيقية كما ذكر مديرية الامن انها قامت برصد توزيع مستندات مزورة تدين الشرطة بين محتجين تستهدف تدمير الثقة بين الشرطة والمواطنين بلا مبرر.. وأكدت المديرية أن المتابعة الامنية قد رصدت حوالي70 شخصاً امام مقابر المنارة بدائرة قسم باب شرقي لانتظار وصول جثمان المدعوة هدي محمد الطهطاوي احدي ضحايا الثورة لدفنها مرددين بعض الهتافات العدائية ضد الشرطة والنظام، وتردد فيما بينهم قيام القوات المسلحة بدفن الجثمان سرا، واعتزامهم السير في جنازة رمزية..