منذ تسلم المشير طنطاوي ومجلسه أمانة الحفاظ علي الثورة والشعب وسلوكيات بعض المصريين الذين تعودوا التسلق والتشعلق ومسح الجوخ للوصول إلي اولي الأمر يتشدقون بعلاقاتهم القوية بالمشير لدرجة أن أحدهم الذي اعرف جيدا انه يبحث عن سلم يصعد به إلي أي مكان قال لي: علي فكرة المشير كان صاحب أبويا جدا.. حتي أبويا كان المفروض ان يكون مكانه!! وحرمه صاحبة أمي جدا جدا. وقبل ان يكمل كلامه قلت له: انت بتبيع المشير.. اسمع يا ابني انا عارفة المشير كويس واعرف حرمه جيدا وهي امرأة شديدة المصرية وتهتم بوظيفتها جدا ولا يعلم احد في عملها انها زوجة قائد الجيش!! ولكن عادة التسلق عادة مصرية منذ اخناتون ووالده امينوفيس الثالث. ولم يسكت المتسلق دائما وذهب فعلا للمشير ولعله لم يستطع ان يحقق شيئا لانني لم افرغ له لاتتبعه حيث سوف اتعب لتتبعه في جميع المجالات التي يتسلقها حتي يلهث وينام آخر الليل يحلم باخر من اولي الامر ويرسم كيف يتسلق عليه!! والغريب ان الثورة كانت شديدة المقدرة في الأيام الثامنة عشر الاولي فاطاحت بالنظام في غيبة من قدرات النظام حيث كانت الضربة القاسمة وهم لاهون في غيهم علي انهم »شوية عيال يتشاكلوا في ميدان التحرير« وحينما أفاقوا تخبطوا وكانت موقعة الجمل بتخطيط غبي وافاقوا وكانت فلولهم والمنتفعون بالمال السايب مازالوا في انتظار الاوامر »ومازالوا ينتظرون« وهم اكثر من ثوار ميدان التحرير ويختلفون في نوعياتهم واخطرهم هؤلاء الذين مازالوا يجلسون علي كراسيهم الوتيرة ويمسكون باقلامهم التي لولا الذين تسلقوهم »وهم الآن في المزرعة« لولاهم لقصفت الاقلام وطويت الصحف!! وليس غريبا انهم يمارسون التسلق حتي الآن ولا يتصورون ان القاريء نفسه أصبح بدلا من ان يقرأ يبصق ويلقي بالكلمات في سلة المهملات.. لم أتعجب علي القدرات الفارقة فقد كانوا متسلقين ومداحين للنظام الفاسد فلم تتركهم خاصية التسلق والمديح ولكن ذكاؤهم لم يتخل عنهم فحولوا الكلمات احيانا الي الشعب نفسه واحيانا الي اولي الأمر الجدد ولكنهم يمسكون بالعصا من النصف لانهم مازالوا مخلصين للدورة الدموية الفاسدة التي كانت تغمس فيها الاقلام فتكتب بسلاسة الاتجاه لمن صنعوهم ولكن الكارثة الكبري انهم تمادوا في استعمال اقلامهم حتي تواصلوا الي معية المشير ومجلسه تلك المعية التي لا مكان فيها للزلفي ولا للنفاق فعلي أكتافهم مهمة شعب وثورة.. واختاروا سلما عجيبا لم اكن اتصور انهم بهذه الجرأة والصلافة ولكن لما لا يستعملون الجرأة والصلافة وهم بها باقون علي مقاعدهم ويتناولون اجورهم وهم لا يستحقون!! لقد اختاروا سلم الثوار!!.. اختاروا ان يشوا بالثوار عند المشير والذين معه!! وتفننوا في وصف خطايا الثوار واثرهم علي اقتصاد مصر ونسوا ان اقتصاد مصر كان مهلهلا متخبطا.. نسوا انهم كانوا يمتصون اجورهم التي يتناولونها اجرا للنفاق والموالسة علي حساب الشعب الغلبان. اصبحوا يلبسون ثياب الوعاظ ويجلدون الثوار ولهم الحق فالثوار لم يطالوهم بعد واعتقدوا ان الثوار لا يعرفونهم بالاسم واحد واحد وواحدة واحدة ولكنهم وضعوا اولويات لتحقيقها من أجل شعب وثق بهم واعتقدوا انهم يملكون خاتم سليمان وعصا موسي ومصباح علاء الدين حينما قابلتهم في ميدان التحرير.. رأيت الشعب كله وهذا هو حال ناس مصر وما يطلبون!! مش لاقي مصاريف مدرسة الولاد. الميه ما بتوصلش شقتي علشان ما معييش فلوس العداد. خرجوا مراتي من المستشفي علشان ما دفعتش فلوس غسيل الكلي ومستنية الموت في البيت. بعدما استلمت الشغل جه واحد ودفع ثلاثين الف جنيه واخذ الوظيفة وقالولي ورقك ناقص!! وكثير وكثير.. اصبح شباب التحرير كأنهم يملكون تحقيق كل الاماني.. لم يصبح ميدان التحرير ميدان الثوار فقط بل أصبح ميدان احرار مصر الذين لا يملكون قشة واحدة من قدرهم.. اصبح كأنه ضريح أحد الاولياء المقبولي الدعاء!! وينتظر الثوار تحقيق المطالب العامة.. ينتظر الشعب كله تطهير الوطن واذا بكل شيء محلك سر!! اخيرا بدأت المحاكمات بعد ان تحللت جثث الثوار الشهداء.. وتنحي المستشار عادل عبدالسلام جمعة وهو يشير باصبعه نفس اشارة اللواء الفنجري وما فيش حد احسن من حد!! وظهر حبيب العادلي وزير الداخلية السابق من خلف غلالة من الاسلاك اظهروه لكي يشفي غليل الثكالي امهات الشهداء والثوار وتأجلت المحاكمة. وتباطأت المحاكمات ولم يجد كتبة الحكومة السابقون الذين احتارت اقلامهم بين عزل المشير ومعيته وبين التحرش بالثوار ليلبسوهم تهمة الكساد الاقتصادي والفوضي الخلاقة والتي كانت تملأ المكان علي سلم نقابة الصحفيين وفي مصانع المحلة الكبري والتي كانت مولد شباب 6 ابريل. يا الله علي هذه الثورات حما الله المشير وصحبه منها. يا الله علي هذه الثورات التي تتسم بالبجاحة والمقدرة علي الحياة في كل العصور وعلي كل الموائد!! ليتهم يعرفون جيدا ان الناس سواء القراء أو اولي الأمر يعرفونهم جيدا ويعجبون لمقدرتهم علي الحياة والنفاق علي سن القلم في كل العصور.. ولكني احذر هؤلاء من اسلوب الركوب علي ظهور الثوار ليصعدوا الي المشير والذين معه.. ان المشير يحمل مع النياشين التي تزين كتفيه يحمل قلب أب اذا ناداه ابنه واستنجد به هب لنجوته.. المشير يحمل قلبا شديد المقدرة علي الاصلاح كما يحمل سلاحا يقف في وجه أي عدو.. المشير يحمل في قلبه هموم مصر ويحمل ايضا حنانا يعيد لشارع الثوار الهدوء وحسن النظر.. ابتعدوا يا لعيبة السيرك وكل سيرك واتركوا الملعب.. اتركوا الاب القوي الحنون يحاور أولاده.. والمتسلقون يمتنعون.. ومصر بخير ومصر قادمة والفرحة تختفي تحت سن الاقلام بعودة الفساد حتي يعود لكل قلم مكانه ومكانته ونفوذه وسطوته.. ولكن هيهات. ابتعدوا عن المشير والذين معه فهم يفهمون جيدا اساليب المتسلقين ويعرفون جيدا حدود الشباب واصل ثورتهم ويحققون احلام الشباب بنفس قدرتهم علي حماية الوطن.. ان هؤلاء الشباب الذين يصرون علي مطالبهم في التحرير هم أنفسهم شباب المشير الذين معه حينما هبوا لنصرة الوطن في اكتوبر المجيد.. ابتعدوا ولو مرة عن الساحة واعرفوا جيدا ان عصركم قد ولا ولي غير رجعة.