هل فقدنا حبنا لمصر؟ هل فقدنا انتماءنا لهذا الوطن؟ كيف بالله يهون علينا إلي هذا الحد.. نتركه للاهواء والتيارات وصراعات القوي سواء كانت داخلية أو خارجية. لا رحمة ولا تقدير ولا ادراك للاخطار المحدقة التي سوف تنعكس آثارها سلبا علينا جميعا. لحساب من السعي إلي الصدام بالقوات المسلحة التي لولاها ما كانت الثورة وما كان يمكن أن يكون هناك وجود للذين تواجدوا في ميدان التحرير قبل 52 يناير وبعد 52 يناير؟ لماذا التشكيك ولماذا فقدان الثقة في قضائنا وقضاتنا وممارسة الضغط عليهم لاصدار احكام قد لا تتفق مع العدالة والقانون. لقد ظللنا سنين طويلة نطالب بأن تكون مصر دولة يسود فيها القانون ويجري تطبيقه علي الكبير مثل الصغير. أليس ما يدعو للسخرية ان يعمل البعض علي الا تكون مصر دولة قانون بعد ان نجحت الثورة في اسقاط النظام الذي كان حاكما وتقديم رموزه الي العدالة والقضاء. هل تريدون تطبيق شريعة الغاب والغوغائية التي يمكن لأي واحد من هؤلاء الثوار أن يكون ضحية لها لأي سبب كان؟ لا أعتقد أن احدا وبعد الثورة يمكن أن يعترض علي حق التظاهر والتعبير.. ولكن لابد من مراعاة ألا يؤدي ممارسة هذا الحق الي العدوان علي حق الغالبية في تسيير أمور الحياة دون تعطيل أو معوقات. ما ذنب هذا الزائر الأجنبي الذي اتصل بي مستغيثا بعد ان دفعت به الظروف للتواجد بمصر لقد وجد نفسه فجأة محاصراً بالأحداث المأساوية التي شهدها حي العباسية وأدي إلي منعه من الوصول إلي المطار . قال لي هذا الزائر انه وقف بالتاكسي الذي استأجره ثلاث ساعات كاملة حتي استطاع المرور لاستكمال بقية رحلته إلي مطار القاهرة.. ولكنه وللاسف وصل بعد فوات الاوان حيث كانت طائرته قد اقلعت وبالتالي تعطلت اعماله. لقد وقف هذا الزائر مذهولا لما كان يحدث من صدامات في العباسية . الغريب والمذهل أن نسمع ان جانبا من المتظاهرين كان هدفه الذهاب الي مقر المجلس الأعلي للقوات المسلحة ليس لشكر الجيش علي وقوفه إلي جانب الثورة وحمايتها واتخاذ الموقف الذي حقق أهدافها في اسقاط النظام.. وإنما كانوا يريدون توجيه الاتهامات التي تفتقد المصداقية والمصلحة الوطنية. الغريب أيضاً أن نجد أقلاماً تؤيد هذا المسلك الفوضوي المناهض للأمن والاستقرار. كان من الطبيعي ان يتصدي للمتظاهرين فريق من المناوئين الذين يرون في استمرار فوضي هذه المظاهرات اضرارا بمصالحهم.. . من الممكن ان يكون هذا الفريق الذي حاول منع المتظاهرين قد سئم حالة عدم الاستقرار الناجمة عن هذه المظاهرات وما قد يترتب علي ذلك من تعطيل لمصالحهم واعمالهم التي يتعيشون منها. ان من حق الذين الذين يتابعون ما يجري ويستشعرون الاخطار التي تتعرض لها الدولة المصرية نتيجة الممارسات أن يتساءلوا: أليس للذين يقومون بهذه المظاهرات والذين قرروا ان يستوطنوا ميدان التحرير ونصبوا خيام الاقامة.. جهة يعملون بها واذا كانوا عاطلين فهل معني ذلك انه ليس لهم أهل يخافون عليهم ويقولون لهم عودوا الي بيوتكم . رغم انني لا استطيع ان أخمّن الإجابة المناسبة فإن اخشي ما اخشاه ان تكون هناك جهات كارهة ومتربصة بمصر تتولي تمويل المتطلبات المعيشية لهذه المجموعات الموجودة في ميدان التحرير في مقابل الاستمرار فيما يقومون به من قلاقل. ليس من تفسير لهذا التورط الشيطاني في هذه الاعمال سوي ان نزعة حب مصر والخوف عليها قد تلاشت عند هذه الجماعات. لابد من سبيل لاعادة الامور الي نصابها حفاظا علي مصر وحرصا علي أمنها واستقرارها واللذين بدونهما لا يمكن ان تقوم لها قائمة . ان عملية الانقاذ لن تتأتي إلا بالتدخل الحاسم والناجع من جانب المجلس الاعلي للقوات المسلحة بمقتضي تفويض الشعب له بادارة شئون البلادا وقيادتها حتي بر الامان. إن غير ذلك يعني الضياع!! هل هذا ما يريدون؟ إن المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومن ورائه عشرات الملايين وليس مليونين أو ثلاثة مُطالب بأن يكون حازما في التصدي لعمليات استمرار الخروج علي القانون والنظام العام وتحويل البلاد الي فوضي ومرتع للحاقدين والكارهين لمصر الذين يعترضون طريق الثورة الذي يستهدف الاصلاح والتغيير والقضاء علي دولة الفساد وليس لنشر الفوضي وعدم الاستقرار.