سيظل تاريخ مصر طوال العصور القادمة يعقد المقارنات بين ثورتي 23يوليو 1952 و25يناير 2011 محاولاً إيجاد نقاط الاتفاق والخلاف بينهما .. فالثورة الأولي قام بها مجموعة شباب من الضباط الأحرار لتخليص بلادهم من الملكية الفاسدة والاستبداد والإقطاع والاحتلال الإنجليزي الذي جثم علي بلادهم لأكثر من 72 عاماً وإنضم إليهم سريعاً الشعب لنصرتهم لتنجح تلك الثورة البيضاء .. أما الثورة الثانية فقادها مجموعة من شباب مصر قاسوا مع أهاليهم الأمرين من فساد دام أكثر من 30 عاماً استبد النظام الحاكم بكل رموزه وطغي وأفسد في البلاد ليعرف الشعب المصري معني الفقر والجوع وكبت الحريات.. وسرعان ما وجد شباب هذه الثورة الدعم والحماية من القوات المسلحة خاصة بعد تنحي الرئيس السابق وإنضم أيضاً الشعب بكل فئاته وأعلن كل مطالبه في ضرورة تغيير النظام وتحقيق العدالة الإجتماعية وعودة الحياة الكريمة لكل بيت مصري ولكن للأسف سال دم الضحايا والشهداء غدراً بأيدي شياطين الفساد خاصة بعد حدوث مسرحية الإنفلات الأمني وموقعة الجمل الدامية وإذا كانت ثورة يوليو نجحت في تحقيق الاستقرار في زمن قياسي إلا أن ثورة يناير مازالت تعاني الإنقسام والتخوين بين فئات الثوار من جهة والبلطجية والشرطة من جهة وأخيراً محاولة الوقيعة مع الجيش وهذه هي الطامة الكبري التي نتمني أن نتخطاها سريعاً حتي يكتب النجاح المرجو لثورتنا المجيدة.