لم اكن اتمني ان اقول اننا لا نفهم الديمقراطية.. ولا نحسن التعامل مع آلياتها وقواعدها وأهدافها، إما أننا شعب فوضوي لا يستطيع ان يحدد هدفه.. واما اننا شعب ساذج يقع في اي شرك ينصبه لنا »اي حد«. الشارع المصري الآن يقول اننا الاثنان معا.. فهناك من يرفع في ميدان التحرير شعارات لاستمرار الثورة.. وسرعة المحاكمات.. وسرعة القصاص.. وسرعة التطهير.. وهذه مطالب مشروعة لكن يبقي ان يكون شكل الاعلان عنها مشروعا ايضا.. ولا يقبل عقل ان تنتقل المظاهرات من التحرير الي مقر قيادة الجيش وتحديدا في عيد ثورة يوليو من اجل اسقاط الجيش في عيده كما سبق وسقطت الشرطة في عيدها. وهناك من يدفع طرفا آخر من الشعب لاشعال نار الفتنة بين اي اثنين في مصر.. ربما تنجح اي قنبلة مولوتوف صغيرة في اشعال مصر كلها.. قنبلة بين المسلمين والمسيحيين.. بين متظاهري التحرير ومصطفي محمود.. بين ماسبيرو وروكسي.. بين علمانيين والسلفيين.. بين دستوريين اولا وبرلمانيين واخيرا بين الجيش والشعب. المهم ان تولع مصر.. الغريب ان الذي يقوم بهذه المهمة مصريون يقفون فوق المنابر وامام الشاشات وفي الميادين يمولون ويخططون ويملأون عقول الناس والهدف ان تولع مصر. هل ما زال في مصر رجال عقلاء.. نحن في انتظار هؤلاء ان كانوا موجودين.