نحترم خصوصيات كل دولة وهناك تنسيق كامل لرصد البطالة ومتطلبات سوق العمل أكد فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية ان الحروب والنزاعات التي تشهدها بعض الدول العربية ساهمت بشكل كبير في زيادة أعداد البطالة وتفاقم مشاكل الإنتاج في الوطن العربي، وأشار المطيري في حواره مع »الأخبار» علي هامش مؤتمر العمل العربي بالقاهرة ان عددا كبيرا من الدول العربية المجاورة لمناطق الصراع والحروب منها مصر والأردن والسعودية تونس تضررت كثيراً من استمرار تلك النزاعات وتعرضت لخسائر كبيرة سواء في الأموال أو الاقتصاد او هجرة الجماعات الإرهابية إليها وأهمها مصر.. وقال المطيري ان مصر تخوض حربا مشروعة ضد الجماعات المتطرفة وخاصة في سيناء، مؤكداً علي نجاح مؤتمر العمل العربي الذي دعا ضمن توصياته ضرورة مراعاة ملاءمة مخرجات التعليم لاحتياجات سوق العمل مقدما الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي علي رعايته ودعمه للمؤتمر علي ارض مصر الكنانة والي نص الحوار. ما الدور الذي تقوم به منظمة العمل العربية ؟ - منظمة العمل العربية تعمل وفق إطار جامعة الدول العربية وتأسست عام 1965بعد المؤتمر الأول الوزراء العمل العرب في بغداد ويقع مقرها الرئيسي بالقاهرة ومن اهم أهدافها ايجاد علاقة بين أطراف العمل الثلاثة وهي الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال من أجل خلق بيئة عمل قائمة علي حفظ الحقوق واستمرار عجلة الإنتاج والتنمية, كما تقوم المنظمة بتقديم المعونة الفنية والمشورة لأطراف الإنتاج بهدف تحسين جودة المنتج ومواكبة التطورات الحديثة التي يشهدها العالم, كما تهتم المنظمة بأوضاع العمال والمشاكل التي يتعرضون لها والعمل علي ايجاد حلول لها. صيغة توافقية وهل المنظمة نجحت في أداء دورها منذ تأسيسها حتي الآن ؟ - بالفعل لدينا برامج وأهداف سعت المنظمة لتحقيقها وفق الظروف المحيطة بها لكنها اعتمدت منذ نشأتها علي وضع صيغة توافقية بين وزراء العمل العرب علي التشاور المستمر من أجل تذليل كافة العقبات التي تواجهه أطراف العمل الثلاثة , كما سعت المنظمة إلي إنشاء مراكز تدريب متقدمة تضم خبراء متخصصين في مجالات العمل المختلفة وتقوم المنظمة بعرض خدماتها علي الدول العربية لتدريب كوادرها علي أحدث ما توصلت إليه أساليب الإنتاج الحديثة وقد تم ذلك بالفعل في موريتانياوالأردن. هل الحروب والنزاعات والصراعات التي تشهدها بعض الدول العربية أثرت علي بيئة العمل والإنتاج في المنطقة ؟ - بكل تأكيد الأوضاع التي تشهدها بعض الدول العربية زادت من صعوبة الأوضاع لدي قطاعات كبيرة من بيئة العمل وتأثرت أطراف الإنتاج والعمل الثلاثة, بل تفاقمت مشكلة البطالة وتدهورت أوضاع العمال في تلك الدول مما ألحق خسائر فادحة في الإنتاج وتعرضت تلك الدول التي تشهد نزاعات وحروبا إلي تردي في الأوضاع الاقتصادية مما أثر في اقتصادها القومي. وهل مشاكل تلك الدول التي تشهد نزاعات وحروبا له تأثير علي الدول المجاورة لها ؟ - طبعا بكل تأكيد دول الجوار للمناطق التي تشهد نزاعات وحروبا تأثرت بشكل مباشر وتعرضت لاضرار وخسائر كبيرة منها الأردن ومصر والسعودية وتونس سواء كانت في تحملها للاجئين تلك الدول مما حمل ذلك علي البنية التحتية والاقتصاد بالاضافة إلي هجرة الجماعات الإرهابية إلي دول الجوار وهو ما حدث في مصر التي تخوض حربا مشروعة ضد تلك الجماعات الإرهابية وخاصة في سيناء. التنمية البشرية وهل المنظمة معنية بقضية الهجرة ؟ّ - حقيقي ولدينا إدارة متكاملة متخصصة في هذا الشأن تسمي إدارة التنمية البشرية وتهتم بكل ما يتعلق بمشاكل الهجرة ولدينا دراسات عديدة حول أسباب الهجرة بحثا عن مصدر رزق دون حساب المخاطر التي تنتج عن تلك الهجرة. هل هناك تنسيق بين المنظمة وأجهزة الإحصاء العربية للوقوف علي اخر أوضاع العمال بها ؟ - نعم.. لكننا نحترم خصوصيات كل دولة.. في البداية نخاطب الدول العربية ونطلب منها التعاون في رصد أسواق العمل وفرص الإنتاج ومخرجات العملية التعليمية ونلقي استجابة كبيرة من بعض الدول وتقوم بإجراء عملية ربط إلكترونية بين أجهزة الإحصاء بها وبين منظمة العمل العربية ويتم ذلك بشكل سري جدا حتي لا تتسرب تلك المعلومات أو البيانات, ومن ثم يتيح لنا ذلك مناقشة تلك الدول لأهم المشكلات التي تتعلق بأوضاع العمال والعاملين. وماذا قدمت المنظمة لدولة فلسطين وخاصة انها تشهد اكبر انتهاكات عمالية من قبل الاحتلال الاسرائيلي ؟ - فلسطين والقدس في قلب كل عربي وفي قلبي أنا شخصياً ولم تتخل المنظمة عن فلسطين وشعبها واصدرنا اكثر من بيان ندين فيه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة تجاه الشعب الفلسطيني ونرفض بشدة ما يتعرض له الأشقاء في فلسطين من اعتداءات مستمرة عليه. أسواق عمل هل حقق مؤتمر العمل العربي في دورته ال 45 النتائج المرجوة خاصة انه يأتي في ظروف عربية صعبة ؟ - بداية انا أوجه الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وضع مؤتمر منظمة العمل العربية تحت رعايته وأوجه الشكر للحكومة المصرية برئاسة المهندس شريف إسماعيل التي ذللت كافة العقبات لإقامة هذا المؤتمر الذي حضره اكثر من 20 من وزراء العمل العرب وفود منظمات اصحاب العمل والاتحادات العمالية والأمانة العامة للجامعة العربية واشير إلي ان مصر دولة محورية في المنطقة ولها ثقل كبير, وأعتقد أن حضور هذا الكم الكبير من الوزراء والمسئولين والوفود من جميع الدول العربية خير دليل علي إثراء المؤتمر بأفكار ورؤي تصب جميعها في مصلحة العمل العربي المشترك وقدم المؤتمر خلال جلساته رؤية غير تقليدية لفهم طبيعة أسواق العمل في الدول العربية ومناقشة المسؤولية الاجتماعية لدور القطاع الخاص في المشاركة في الحد من البطالة وفتح أسواق عمل جديدة بالاضافة إلي طرح أفكار جديدة لتحسين الإنتاجية بخلاف مناقشة مخرجات التعليم لاحتياجات سوق العمل, كما شهد المؤتمر توقيع عدد من البروتوكولات الخاصة بالشبكة العربية لمعلومات سوق العمل. وماذا عن ترأس ليبيا للدورة 45 لمؤتمر العمل العربي ؟ ليبيا دولة عربية لها ثقل تاريخي واقتصادي وقبل الحروب والنزاعات التي تشهدها كان لها دور فعال في توفير فرص عمل وكانت من أكبر الدول العربية استيعابا لسوق العمل ومستبقلا للعمالة المهاجرة وان شاء الله قريبا تستقر الأوضاع هناك ورئاستها للدورة 45 لمؤتمر العمل العربي امر طيب يؤكد ان ليبيا في قلب الوطن العربي تشارك همومه ومشاكله وافراحه والوفد الليبي الذي شارك في المؤتمر وعلي رأسه د. المهدي الأمين وزير العمل والتأهيل الليبيي شعر بتلك الحفاوة والترحيب. ما هي اهم التوصيات التي خرج بها مؤتمر العمل العربي وهل يمكن تحقيقها علي ارض الواقع ؟ بالفعل المؤتمر خرج بتوصيات ونتائج هامة أهمها وضع خطط واستراتيجيات مستقبلية للحد من مشكلة البطالة ومحاولة فتح أسواق عمل جديدة من خلال انشاء مراكز تدريب مهنية علي مستوي الوطن العربي ومراعاة التقدم التكنولوجي والرقمي الذي يشهد العالم من حولنا لخلق بيئة عمل مناسبة ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم من حولنا والعمل علي علي اتباع نموذج تنموي قائم علي حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والعمل علي تعميق مفاهيم المسئولية الاجتماعية وتحقيق الشراكة الفعالة بين الحكومات وأصحاب الأعمال بالاضافة إلي رفع كفاءة أسواق العمل العربية والعمل علي وضع اقتصاد المعرفة عين الاعتبار لتحقيق أفضل النتائج. ماذا قدمت المنظمة للشباب العربي وخاصة في ظل تراكم اعداد الخريجين سنويا دون توفير فرص عمل لهم ؟ - تعمل منظمة العمل العربية علي تهيئة الشباب علي الانخراط في سوق العمل من خلال إدراجه ضمن برامج ودورات تدريبية مكثفة لتأهيله لسوق العمل وفق وظائف تناسب مؤهلاته ومهاراته وقدراته وهذا ما طالبنا به من توصيات خلال المؤتمر وخاصة فيما يتعلق بملاءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل.