تجهيز 476 لجنة انتخابية ل«الشيوخ».. 12 مرشحا يتنافسون على 5 مقاعد فردي بالمنيا    وزير الإسكان يتفقد مشروع مرافق الأراضى الصناعية بمدينة برج العرب الجديدة    روسيا: تحرير بلدة "ألكساندرو كالينوفو" في دونيتسك والقضاء على 205 مسلحين أوكرانيين    نقابة الموسيقيين تعلن دعمها الكامل للقيادة السياسية وتدين حملات التشويه ضد مصر    عدي الدباغ على أعتاب الظهور بقميص الزمالك.. اللاعب يصل القاهرة غداً    تفاصيل القبض على سوزي الأردنية وحبس أم سجدة.. فيديو    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بطريق "بلبيس - السلام" بالشرقية    «تيشيرتات في الجو».. عمرو دياب يفاجئ جمهور حفله: اختراع جديد لأحمد عصام (فيديو)    لا تتسرع في الرد والتوقيع.. حظ برج الجوزاء في أغسطس 2025    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت 26 مليونا و742 ألف خدمة طبية مجانية خلال 17 يوما    استجابة ل1190 استغاثة... رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر يوليو 2025    استقبال شعبي ورسمي لبعثة التجديف المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    مبابي: حكيمي يحترم النساء حتى وهو في حالة سُكر    "قول للزمان أرجع يا زمان".. الصفاقسي يمهد لصفقة علي معلول ب "13 ثانية"    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    طعنة غادرة أنهت حياته.. مقتل نجار دفاعًا عن ابنتيه في كفر الشيخ    أمطار على 5 مناطق بينها القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025    رئيس عربية النواب: أهل غزة يحملون في قلوبهم كل الحب والتقدير لمصر والرئيس السيسي    60 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم أحمد وأحمد في دور العرض المصرية    رئيس جامعة بنها يعتمد حركة تكليفات جديدة لمديري المراكز والوحدات    "قومي حقوق الإنسان": غرفة عمليات إعلامية لمتابعة انتخابات الشيوخ 2025    وديًا.. العين الإماراتي يفوز على إلتشي الإسباني    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    الثقافة تطلق الدورة الخامسة من مهرجان "صيف بلدنا" برأس البر.. صور    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد من كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة    انخفاض الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 2 أغسطس 2025 (أرض المصنع والسوق)    وزير الرياضة يشهد تتويج منتخب الناشئين والناشئات ببطولة كأس العالم للاسكواش    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    ترامب: ميدفيديف يتحدث عن نووي خطير.. والغواصات الأمريكية تقترب من روسيا    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    مشاجرة بين عمال محال تجارية بشرق سوهاج.. والمحافظ يتخذ إجراءات رادعة    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق حسام الدين خير الله وكيل أول المخابرات السابق يفتح خزينة أسراره
»مبارك« لم يكن يحب أن يظهر أحد معه في الصورة
نشر في الأخبار يوم 23 - 07 - 2011


جمال مبارك كان يتصرف علي أنه الرئيس القادم
المخابرات گانت
ضد التوريث
وحذرت
من استيلاء
عز علي الدخيلة
الفريق احمد حسام الدين خير الله كان الرجل الثالث في المخابرات العامة ورئيس المطبخ السياسي والاقتصادي بهذا الجهاز الحيوي لفترة طويلة شهدت اهم الاحداث في مصر، عمل بها لمده 28 عاما عاصرفيها العديد من المواقف وعاش قضايا الوطن بحكم عمله الذي يجعله متابعا وعالما بالبواطن والخفايا فقد كان وكيل اول المخابرات ثم رئيسا لهيئة المعلومات والتقديرات حتي عام 2005 ساهم خلالها في العديد من المباحثات الدولية متعددة الأطراف الخاصة بالشرق الأوسط كما شارك في الاجتماعات الدولية المتخصصة في السياسة والاقتصاد منذ عام 1994 م وحتي عام 2005 م. شارك أيضا في اجتماعات الحوار الإستراتيجي المصري الأمريكي عامي 1998 / 1999 م. وتولي عمليات التجهيز للعديد من الاتفاقيات الاقتصادية الاقليمية والدولية التي ساهمت في تدعيم الاقتصاد المصري منها الشراكة الأوروبية المصرية والكوميسا الأفريقية والاهم من كل هذا انه كان ملاصقا للواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة وشهد العديد من المواقف الصعبة والمشاكل التي كان يتم حلها بعيدا عن الاضواء لذلك كان من المهم ان نحاور هذا الرجل رغم صعوبة الحوار معه فقد اعتاد ان يستمع اكثر مما يتكلم وعندما يتكلم فيجب ان نستشف مابين السطور حتي تتضح الصورة أكثر.
في البداية كان لابد ان أسأله عن حالات الجاسوسية التي نكتشفها يوميا رغم اننا في عصر المعلوماتية والانترنت الذي جعل كل المعلومات متاحة اضافة الي الفضائيات التي تنقل كل مايدور داخل اي بلد الي العالم كله؟
قال عالم المخابرات يتبع مبدأ أنه " لا صديق دائم ولا عدو دائم وحالة عدم الاستقرار التي تمر بها مصر وما يواكبها من سيولة أمنية وشبه انكفاء علي الداخل يمثل أفضل مناخ مريح لإسرائيل التي يهمهما استمرار حالة عدم الاستقرار والانشغال بالموقف الداخلي سواء لجمع المزيد من المعلومات، خاصة عن الشخصيات التي قد يكون لها دور مستقبلي في حياة مصر، والتعرف علي كافة جوانب هذه الشخصيات سلبا أو إيجابا وتوجهاتها، كذا التجمعات السياسية والنظامية والحزبية أما لتوقع السياسات المحتملة لتلك الشخصيات أو الأحزاب في حالة توليها السلطة، أو قيامها بدور رئيسي في الحياة السياسة من جهة، والبحث عن كيفية التأثير في توجهات وسياسات هؤلاء من جهة أخري، وعلي ذلك فإن الوعي الشعبي في المرحلة الحالية لا سيما من الشباب ضرورة لاكتشاف تلك المحاولات المضادة لمصر، ولا شك أن حالة الإفاقة التي تشهدها مصر والتغير الملحوظ في نهج سياستها الخارجية وعلاقاتها بالقوي الإقليمية المختلفة، تفرض علي إسرائيل حالة من الترقب والتوجس لما يمكن أن يسفر عنه تنافس القوي المصرية من تسلم زمام الأمور في مصر، خاصة أن مصر تضع القضية الفلسطينية في قلب سياستها الخارجية.
الثورة في مصر لم تحدث فجأة، كان لها مقدمات وكانت هناك حالة غليان بالتأكيد كنت تشعر بها كرجل مخابرات ألم يتم تقديم تقارير مخابراتية تحذر من تفاقم الاوضاع؟
وظيفة هيئة التقدير والمعلومات في الخارج لا الداخل لكن كنا نجمع التقارير والمعلومات ونحلل قراءة الصحف الاجنبية وكانت البداية مع الاصلاح الاقتصادي أيام الدكتور عاطف عبيد كانت التقارير تؤكد ان هذا الاصلاح سيضع 40٪ من المصريين تحت خط الفقر وقد وضعنا كافة المعلومات أمام القيادة السياسية ولكن لم يلتفت احد الي هذه التقارير بل كان يتم ترويج معلومات وهمية لتضليل الناس واقناعهم بأهمية الاصلاح الاقتصادي وانه يجب ان يتم باي طريقة كانت ! وعندما وضعنا امامهم المعلومات الصحيحة استقال بعض الوزراء لانهم عرفوا ان المعلومات مضللة وغير صحيحة وان هناك ضحكا علي الناس، فقد كانت هناك مجموعة من الجهاز المركزي للمحاسبات وكان يرأسها عاطف عبيد وجزء من اخطاء الخصخصة التي نبهنا اليها كانت في العمالة التي ستفقد عملها ويتم احالتها للتقاعد والمعاش المبكرمقابل مكافأة لتصبح قنابل موقوتة.
حذرنا من الفساد
هل كانت هناك شواهد علي حالات الفساد التي انكشفت الآن والمحاكمات التي تتم حاليا امامكم كأجهزة امنية ولماذا تم تركها حتي وصلت لهذا الحد؟
كنا نلمس حالة فساد شديدة وكل ماتتناوله الصحف العالمية كان يؤكد ذلك قدمنا تقارير لرئيس الجهاز ليقدمها لرئيس الدولة لكن دورنا يقف عند هذا نقدم التقارير ونحذر فقط اما اتخاذ القرار فهو ليس دورنا فنحن جهاز استشاري فقط تابعنا مثلا عملية الاستيلاء علي مصنع الدخيلة من نسبة 26 ٪ يملكها احمد عز الي استيلائه علي المصنع بالكامل وحذرنا بلا فائدة.
تابعنا كيف استدانت الدولة من الريان ثم اوقفت نشاطه.
تابعنا اتفاقية الغاز مع اسرائيل وكيف تحولت الاتفاقية مع دولة الي شخص ليصبح هو الوسيط لدولة اخري وعلمنا انه تم عرض شركة ميدور علي القذافي ليشتريها لكنه رفض لأنه يعلم ان بها شريكا اسرائيليا. لكن همنا الاول كان حماية سيناء من أي تواجد اجنبي بها. كان هناك قرار ايام بطرس غالي منذ ان كان وزيرا للخارجية بمنع أي تواجد اجنبي في سيناء وقد حدث التفاف من البعض مثل سياج واخرين بادخال جنسيات اخري بعد ان باع لاجانب من الباطن لكن المخابرات كانت تتدخل بمنع الموافقة الأمنية.
كيف كان موقفكم من ملف التوريث وما هو موقف اللواء عمر سليمان كرئيس للجهاز؟
المخابرات وغيرها من الاجهزة في الدولة كانت ضد التوريث وكانت تحذر منه فقد كان هناك رأي عام داخلي وكنا ايضا نستشعر حالة غضب وغليان بين الناس من موضوع التوريث وحذرنا وكان هذا يصل للقيادة وطبعا رئيس اي جهاز كان يعرف ما يجري داخل جهازه فكان معروفا اننا غير مؤيدين للتوريث وايضا كان نفس الشيء في القوات المسلحة لكننا اجهزة منضبطة لانقف ونعلن مواقفنا فنحن نعرف دورنا وحدود عملنا.
ماهي الخطوة المباشرة التي ادت الي تفاقم الاوضاع؟
الرئيس السابق بعد وفاة حفيده لم يعد يتحكم في الامور وجمال كان يتصرف علي انه الرئيس القادم حتي الترتيبات الرسمية كانت تتم علي هذا الاساس أيضا سوزان مبارك في السنوات الاخيرة وبالاتفاق مع صفوت الشريف حاولت ان تحرق رئيس المخابرات باثارة الاحاديث والشائعات ضده وحدث خصام بين عمر سليمان والرئيس السابق مبارك لمده شهر ولكن عمر سليمان وهذه شهادة حق رجل متزن وعاقل جدا ووطني لأقصي درجة كان حريصا الا يظهر تحت الاضواء حتي في الاحتفالات كان يتجنب الظهورويقضي اكثر وقته في الجهاز وهو دائم الانصات يستمع اكثر مما يتحدث.
عمر سليمان
ماهي تفاصيل الخصام بين الرئيس السابق ورئيس جهاز المخابرات؟
عمر سليمان أبلغ الرئيس حسني مبارك بأن (خلي جمال يخف ظهوره في الاعلام لأن ذلك له رد فعل يثير الناس) فقال له: (قله بنفسك) فاستدعي عمر سليمان جمال مبار ك في مكتبه في الجهاز وأبلغه. فذهب جمال شاكيا إلي والدته فاتفقت سوزان مع صفوت الشريف علي اسقاط عمر سليمان. وعلي اثر ذلك قاطع الرئيس عمر سليمان لمدة شهرين.
هل كان الرئيس السابق ينوي الاطاحة بعمر سليمان تحت ضغط من زوجته؟
في تقديري لا لأن عمر سليمان مصدر معلومات وأكثر حركة ونشاطا ودائما مقيم بمكتبه في الجهاز.
أثيرت الكثير من الاقاويل حول علاقة عمر سليمان وسوزان مبارك وجمال فهناك من يقول ان عمر سليمان كان قريبا من الهانم و كان يدعم جمال وهناك من يقول ان عمر سليمان كان رافضا للتوريث وأعطي اوامره في الجهاز ان هذا الموضوع لايخصنا من قريب اوبعيد فما هي الحقيقة ؟
هو لم يكن قريبا من السيدة سوزان.
وهل كان رافضا للتوريث؟
هو كان يؤدي دوره.
هل كان الجهاز يتدخل في كل مشاكل مصر حتي المشاكل الاقتصاديه؟
رئيس الجهاز السابق كان يلقي قبولا شديدا وأصبح مركز ثقة وكانت اي جهة تأتي الي مصر تفضل مقابلته أولا.
كانت هناك بعض المسائل التي يتدخل فيها عمر سليمان ويقوم بحلها هل هذا صحيح؟
نعم كان يحل بعض المشاكل لكن دون ان يظهر في الصورة لأن هذا هو دوره إضافة الي ان الرئيس لم يكن يحب »حد يظهر بجواره في الصورة«.
مبارك والغرب
بحكم المعلومات المخابراتية التي كانت تصلكم ماهو موقف الغرب من مبارك؟
معظم دول الغرب كانت تحب مصالحها أولا وتحب مبارك من أجل هذه المصالح فكانوا يتحدثون عن رجل السلام صاحب المواقف القوية لتهدئة الأمور.
ولكن الموقف الصعب كان بالداخل، كان هناك تقصير شديد فرغم اعادة بناء البنية الداخلية والاهتمام بها كان المواطن المصري يشكو وكانت هناك قطاعات كبيرة من الشعب مهمشة بالكامل بل محافظات وقري بأكملها مثل الفيوم وبني سويف. لو حسبنا كم مرة زار مبارك باريس خلال حكمه مثلا سنجدها 63 مرة بينما لم يزر عددا كبيرا من المحافظات في مصر وكانت اكثر المحافظات التي تحظي بزياراته هي شرم الشيخ والاسكندرية.
وبالنسبة لأفريقيا ماهو الموقف؟
في عام 2003 طلبنا الاهتمام بأفريقيا وتعيين وزير للشئون الافريقية لكن جاء الرد ان الرئيس لايريد ذلك فهو لايريد ان يكرر تجربة بطرس بطرس غالي وعلاقاته القوية بافريقيا فقد كان استاذا في السوربون وكثير من الرؤساء والقادة الافارقة كانوا من تلاميذه وكانت تفتح له كل الابواب في افريقيا وبعد محاولة اغتيال الرئيس لم يعد سرا انه اهمل افريقيا وكانت افريقيا تشعر ان هناك حالة استعلاء في التعامل معها عكس عبد الناصر الذي خلق "أرضية "لمصر في افريقيا فقدم اليهم المنح وفتح الابواب للتعليم ودعم حركات التحرر ولكن بعد نكسة 67 تأثرنا اقتصاديا وحدث نقص غير مقصود وتغيرت القيادات الافريقية التي تربطها علاقات معنوية بمصر الزعيمة قائدة حركات التحرر ومن هنا بدأت العلاقات الهشة وغير الوثيقة والاهمال لأفريقيا.
هل ابديتم اي ملاحظة حول الظهور الاعلامي المكثف لجمال؟
منذ عام 2002 كان جمال يطلب من الاعلام وضعه في الصورة وكان ظهوره الاعلامي قد زاد بصورة كبيرة وغير طبيعية مما جعلنا كجهاز مخابرات نثير هذا الموضوع مع رئيس الهيئة العامة للأستعلامات لكنه رد علينا قائلا: ان جمال هو الذي يطلب ذلك.
كيف تري شخصية جمال مبارك؟
جمال متحدث جيد لكن كونه يريد ان يصبح رئيسا، فالوضع مختلف فهو متحدث جيد لأن الموضوعات كان يتم تحضيرها له واعدادها اعدادا جيدا والترتيبات كان يقوم بها زكريا عزمي وحبيب العادلي ولجنة السياسات. وقد حاولا تعريف الولايات المتحدة بشخصية جمال لكن في احدي المرات تم رفض استقباله برغم المصالح الامريكية مع الرئيس السابق فقد كانوا يعرفون الواقع في مصر وعلي علم بالرفض الداخلي للتوريث علي كل المستويات.
منحني خطر
كيف تري مايحدث في الشارع السياسي في مصر حاليا؟
بالنسبة للأحداث الحالية لابد ان نكون مدركين ولا ندفع بالامور لمنحني خطر لانستطيع الرجعة منه وأتمني من كل المرشحين المحتملين للرئاسة مراجعة مواقفهم الانتخابية فلا يصح سكب الزيت المغلي نحن نريد ان نكون اكثر عقلانية وان نعرف الي اين مصر ذاهبة هناك حقوق كثيرة ومطالب للناس ولهم كل الحق فيها لكننا نريد ان نتعقل. نمارس الضغط لكن الضغط الذي لايؤثر علي المصالح المصرية. اعتقد ان عجلة الانتاج لم تعد بنفس المعدل السابق والمواقف الحادة رد فعلها علي السياحة سيئ جدا. صحيح انه مع الثورات لابد ان تحدث هزات وان ندفع الضريبة لكن علينا ان نقلل الفاتورة وان نكون حذرين فكلما تعطلت الامور نجد الاطراف. »زهقت« او زاد عدد المتضررين وهناك عدد كبير اصبح يشعر ان الموضوع غير مريح خاصة مع التعنت في الطلبات فيجب ان نبحث كيف نحافظ علي الثورة وفي نفس الوقت نحقق مطالبنا والمخابرات موجودة ولابد ان تظل موجودة وان تقوم بعملها فهناك العديد ممن يتربصون بمصر.
كيف تري رئيس مصر القادم؟
لابد ان يكون لديه إيمان عميق بالكرامة و العدل والحرية والديمقراطية. كما يجب ان يكون مدُركا تماماً لمشاكل شعبه و أن يضع الحلول اللازمة لها. كما يجب ان يكون مثقفاً و يحكم بعقله و لا يصرح بتصريحات عنترية تفتح علينا النار.
من الذي تراه مناسبا من الاسماء المطروحة علي الساحة كمرشحين محتملين للرئاسة؟
مع تقديري لكل الناس بدون ذكر اسماء يزعجني ان كل مرشح يتحدث في برنامجه - قد يكون بحسن نية - بان لدينا جيشا قويا قادرا علي مواجهة الارهاب والجريمة المنظمة والحرب الاهلية رغم انني اعلم ان هذا مثل من يبث السم في العسل لان الارهاب والجريمة المنظمة من اختصاص الشرطة ولو كنت سيئ الظن سافكر في شيء آخر فهي محاولة لتغيير العقيدة وتشتيت الجيش عن مهامه الاساسية فبدلا من ان تكون مسؤليتي الجبهة الشرقية والامن القومي توظفني في مهام ليست مصرية لحساب شيء آخر.
قلق عام
الي أين تتجه مصر؟
لدينا أمل في المستقبل ولكن هناك قلقا عاما فالأمور تحتاج الي حزم وحسم وقت اللزوم وتقدير الصالح العام.
ما هو دور المجلس العسكري الذي يجب أن يقوم به مع الشعب؟
الحزم بالرحمة في حدود القانون نريد أن تدور العجلة نلاحظ ان القوات المسلحة ليست محترفة سياسة حيث تقوم بالعمل علي وصول مصر الي بر الامان ليس لها في الألاعيب والمناورات وارجو ألا تصل لمرحلة الزهق.
مصر تحاط من الشمال البحر المتوسط بالاسطول الامريكي ومن الجنوب هناك جنوب السودان الذي تم فصله عن الشمال ومن الغرب ليبيا التي بدأ يتم مخطط تقسيمها... في ظل هذه الظروف كيف تري الوضع في مصر؟
اوربا أكثر اهتماما بليبيا من امريكا لان البترول الليبي يذهب لاوروبا لذلك ذهبت اشتون الي ليبيا،والولايات المتحدة لا تريد التدخل لان الرئيس الامريكي مقبل علي انتخابات، بالنسبة لجنوب السودان فجميعنا يدرك أن الانفصال جاء نتيجة العلاقة الموجودة منذ خمس سنوات ونحن نملك مدارس ومستشفيات في جنوب السودان ولابد من ربط مصالحنا بجنوب السودان لوجود بعد أمني ومصلحة قومية، فاسرائيل تقوم بمشاريع هناك لذلك لابد من جذب الجنوب في اتجاهنا ونحن لدينا ارضية هناك لابد من عدم التفريط فيها، مصر ذات ثقل استراتيجي، ولكن سياستنا لابد ان تكون سياسة عاقلة فنبني أنفسنا داخليا ولا نعطي فرصة لاحد ان يستفزنا.
الاستثمارات العربية هربت من مصر كيف نعيدها؟
العالم العربي جزء منا ومصالحنا مشتركة نحن أقوياء بهم وهم اقوياء بنا، في مصر ناس شرفاء لابد أن نشجعهم علي الاستثمار في القطاع الخاص ونبعث برسالة اطمئنان للعالم لتشجيع الاستثمار، لابد من وضع قواعد مضبوطة وأن يكون لدينا شفافية، والجميع يعلمون أن مصر من أكثر الدول استيعابا لاستثماراتهم فمن الممكن في امريكا أن يتم تجميد فلوسهم لكن في مصر هم يعلمون تماما انه مهما طالت المدة سيكونون مطمئنين علي استثماراتهم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.