تعليم الغربية: لا إجبار في اختيار نظام الثانوية العامة والبكالوريا اختيارية    "الجبهة الوطنية" يعقد أول لقاء جماهيري بالإسماعيلية لدعم مرشحته داليا سعد    وزير الخارجية: الحكومة حريصة على تقديم الدعم والرعاية لأبناء الوطن بالخارج    فتح باب التقديم الإلكتروني للمدن الجامعية بأسيوط    بالفيديو.. أستاذ تاريخ يوضح أسرار ثورة يوليو 1952    إنفوجراف| أسعار الذهب اليوم الخميس 24 يوليو    استقرار أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 24 يوليو 2025    وزير الري يبحث حالة المنظومة المائية وموقف المرحلة الثانية من تطهيرات الترع    وزيرة التخطيط: المشروعات الصغيرة والمتوسطة أثبتت قدرتها على التأثير في اقتصادات الدول النامية    شركات صينية تنشئ 3 مصانع للملابس والمنسوجات بالقنطرة باستثمارات 65.5 مليون دولار    صحة غزة: دخول شاحنات أدوية من منظمة الصحة العالمية لمستشفيات القطاع    إعلام إسرائيلي: وحدات خاصة تشارك بالبحث عن منفذ عملية الدهس في كفار يونا    على خطى اليابان.. الاتحاد الأوروبي يقترب من صفقة تجارية مع الولايات المتحدة    إصابة 9 جنود إسرائيليين في عملية دهس.. مروحيات ووحدات خاصة لضبط منفذ العملية (صور)    راشفورد يكشف الفرق بين برشلونة ومانشستر يونايتد    مصطفى شلبي يعلن نهاية مشواره مع الزمالك ويوجه رسالة للجماهير    إنفوجراف| الأرصاد تحذر من حالة الطقس غدًا الجمعة    غرامات وسحب تراخيص لمخالفي تركيب الملصق الإلكتروني    غدا.. تامر حسني والشامي يشعلان ثاني حفلات مهرجان العلمين    حسين فهمي ضيف شرف الدورة الثانية من جوائز الباندا الذهبية    حملة «100 يوم صحة» تقدم 12 مليون و821 ألف خدمة طبية مجانية خلال 8 أيام    من اكتئاب الشتاء إلى حرارة الصيف.. ما السر في تفضيل بعض الأشخاص لفصل عن الآخر؟    جامعة القاهرة تطلق جائزة التميز الداخلي للجامعات 2025 تأهيلًا للمشاركة في جائزة التميز الحكومي    مندوب فلسطين: تصويت الكنيست الإسرائيلي للسيادة على الضفة الغربية انتهاك للقانون الدولي    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 24 يوليو 2025    إصابة 3 أشخاص في مشاجرة بالأسلحة النارية بسوهاج    «زي النهاردة».. محمد سعيد باشا الذي «كان يحب المصريين ويكره الأتراك والشراكسة» حاكمًا على مصر 24 يوليو 1854    إصابة 4 عمال إثر سقوط مظلة بموقف نجع حمادي في قنا.. وتوجيه عاجل من المحافظ- صور    سيناء في «قلب جهود التنمية»    قصف إسرائيل ومطار «بن جوريون» خارج الخدمة مؤقتًا    لطلاب البكالوريا 2025.. تعرف علي كليات مسار الآداب والفنون    إصابة شخصين إثر انقلاب سيارة بطريق "الإسماعيلية- العاشر من رمضان"    تنسيق الجامعات 2025 علمي علوم.. كليات تقبل من 60% ومؤشرات الحد الأدنى للقبول    أرخص الجامعات الأهلية في مصر 2026.. المصروفات الكاملة وطرق التقديم (القائمة المعتمدة)    «صفقة قادمة».. شوبير يشوّق جماهير الأهلي حول المهاجم الجديد    أحد الزملاء يخفي معلومات مهمة عنك.. حظ برج الدلو اليوم 24 يوليو    مدنية الأحكام وتفاعلها مجتمعيًّا وسياسيًّا    «تحسه واحد تاني».. خالد الغندور يهاجم زيزو بعد التصرف الأخير    سعر السمك والجمبري اليوم الخميس 24 يوليو 2025 بالأسواق    نهاية سعيدة لمسلسل "فات الميعاد".. تفاصيل الحلقة الأخيرة    روسيا: تعليق عمل مطار سوتشي 4 ساعات بسبب هجمات أوكرانية    علي أبو جريشة: عصر ابن النادي انتهى    تايلاند تعلن إغلاق المعابر الحدودية مع كمبوديا وتستدعي سفيرها مع تصاعد التوترات    إخماد حريق في محطة وقود بالساحلي غرب الإسكندرية| صور    مخرج «اليد السوداء»: نقدم حكاية عن المقاومة المصرية ضد الاحتلال    أحمد نبيل فنان البانتومايم: اعتزلت عندما شعرت بأن لا مكان حقيقى لفنى    حسام موافي لطلاب الثانوية: الطب ليست كلية القمة فقط    بمستشفى سوهاج العام.. جراحة دقيقة لطفلة مصابة بكسر انفجاري بالعمود الفقري    سيف جعفر: فيريرا يتعامل معنا بشكل مثالي.. والصفقات الجديدة إضافة قوية    شوبير يكشف حقيقة اهتمام الأهلي بضم أحمد فتوح    تصرف مفاجئ من وسام أبوعلي تجاه جماهير الأهلي.. الشعار والاسم حاضران    5 معلومات عن المايسترو الراحل سامي نصير    اليوم، تعديلات جديدة في مواعيد تشغيل القطار الكهربائي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    أعراض برد الصيف وأسبابه ومخاطره وطرق الوقاية منه    هل يجوز أخذ مكافأة على مال عثر عليه في الشارع؟.. أمين الفتوى يجيب    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. حسن عباس حلمي صاحب تبرع ال 052 مليون جنيه في حوار مع »الأخبار«:
لقائي بالدكتور زويل دفعني للتفكير في مشروع علمي قومي خاص بأبحاث الأدوية تابعت ثورة 52 يناير من خلال الفضائيات وكدت أصاب بالجنون من هول ما رأيته
نشر في الأخبار يوم 20 - 07 - 2011

د. حسن عباس حلمى اثناء حواره مع محررة »الأخبار« منذ 12 عاما كان لقائهما الاول بالاسكندرية .ابدي كل منهما للآخر رغبته في التعاون المشترك لتوظيف البحث العلمي في خدمة الصناعة من خلال كيان تكنولوجي كبير اسوة بما هو موجود في اليابان وامريكا واوربا .ومرت السنوات ولم يتحقق حلم اي منهما حتي الخميس الماضي الساعة الواحدة ظهرا التوقيت الذي تم تحديده لاجتماعهما الثاني بالاسكندرية .كان لقاء مشهودا بالحماس والامل في المستقبل . استمر 6 ساعات اكدا خلاله انه حان الوقت لتنفيذ حلمهما بعد ان تبدد الظلام وانقشع الضباب واخترقت شمس الحرية العقول لتنير المستقبل بالعلم والعمل . فقد اعلن رجل الصناعة السكندري دكتور حسن عباس حلمي تبرعه بمبلغ 250 مليون جنيه للمشروع القومي لمدينة زويل العلمية في سابقة هي الاولي من نوعها لم تشهد لها مصر من قبل مثيلا لها . جاء هذا القرار ليتوج حلم كل من العالم المصري الجليل د. احمد زويل ورجل الاعمال الاصيل د. حسن عباس حلمي وسط اجواء سياسية مضطربة وعواصف اقتصادية عاتية تمر بها البلاد حاليا ليعلنا مساهمتهما في مسيرة التحدي نحو مستقبل مشرق . هذا ما دفعنا الي اجراء هذا الحوار مع د. حسن عباس حلمي رئيس مجلس ادارة وصاحب اضخم مجموعة لشركات الادوية في مصر والشرق الاوسط والتي ساهمت وما تزال في تشكيل منظومة الاقتصاد القومي لمصر .
اقتربنا منه لمعرفة سماته الشخصية كرجل عصامي ناجح بدأ من الصفر حتي وصل الي القمة خلال رحلة عمل شاقة استمرت 57 عاما . حاولنا اختراق عقله الاقتصادي لمعرفة الاسباب التي دفعته للتبرع بربع مليار جنيه وما هو العائد المثمر والسخي الذي ينتظره مقابل ذلك ؟. وما رأي ابنيه واحفاده الثمانية (ورثته الشرعيين) فيما اقدم عليه؟ . وبخبث صحفي حاولنا الاقتراب من المنطقة الشائكة التي كان يتهرب منها د. حسن عباس حلمي الا اننا بالحاح ومثابرة نجحنا في اختراق الحاجز الراسخ الذي وضعه لنا حتي تحدث عن علاقته الخاصة برموز النظام السابق وكيف كتب الله له النجاة من الوقوع في براثن هذا النظام الذي نخر سوس الفساد هياكله حتي سقط غير مأسوفا عليه؟ افصح لنا عن مافيا شركات الادوية الاجنبية وسيطرتها علي مقاليد الامور وتحكمها في اسعار الدواء في مصر . وكيف ان رموز النظام السابق عملوا لصالح تلك الشركات ومنعوا طرح الدواء المصري الجديد للفيروس سي الذي توصل له مجموعه من العلماء المصريين برئاسة د. جمال شوقي عبد الناصر . وكيف وقفوا ضد علاج البلهارسيا الذي اكتشفه العالم المصري د. احمد مسعود . وكيف حاربوا علاج السرطان الجديد المستخلص من عيش الغراب الذي توصلت اليه مدينة الابحاث ببرج العرب وغيرها من الاختراعات والبراءات في مجال ابحاث الدواء التي يحتاجها المريض المصري الغلبان . كان حوارا مفعما بالحيوية والنشاط والامل مع رجل صناعة من الطراز الاول تجاوز السابعة والسبعين ربيعا يحتفظ بذاكرة حديدية وخبرة تؤهله الي استشراف المستقبل وقلب شاب يصبو الي غد افضل )
دكتور حسن عباس حلمي يعمل الان رئيسا لمجلس ادارة مجموعة مكونة من 9 شركات في مجال الصناعات الدوائية والتجارة وتمثل منتجاتها نسبة كبيرة من حجم الانتاج المحلي وحجم الصادرات المصرية من الدواء شغل منصب محافظ المنطقة الروتارية 2450عام 2006 وكانت تضم 9 دول هي مصر والسودان وارمنيا وجورجيا وقبرص ولبنان والاردن الامارات والروتاري هو مؤسسة عالمية لخدمة المجتمع يقوم بانشاء اندية في الدول المختلفة تتخصص في خدمة المجتمع والاعمال الخيرية وتقديم الخدمات الخدمات- هو عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية المصرية بالاسكندرية- ووكيل جمعية رجال الاعمال بالثغر ورئيس مجلس ادارة جمعية عباس حلمي للتنمية الاجتماعية ومركز الاستشفاء بالعجمي مؤسس دور للمسنين بسموحة وكرموز ورشدي- مؤسس مدرستي الصفوة للغات بالكينج مريوط وعباس حلمي الثانوية بالعجمي- مؤسس معهد اعداد الدعاة وتحفيظ القران بمحرم بك- رئيس مجلس ادارة جمعية صيادلة الاسكندرية- رئيس مجلس ادارة جمعية اسعافات القلب والتنفس ورعاية الاصابات وجمعية عين للاعاقة البصرية مؤسس المجمع العلمي للبحوث الدوائية بجامعة الاسكندرية وعضو مجلس ادارة مدينة الابحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية ببرج العرب رئيس مجلس ادارة جمعية فناني ومبدعي الاسكندرية .
مشروع قومي
متي اتخذت قرارك بالتبرع بربع مليون جنيه لمدينة زويل؟
خلال مقابلتي مع د. احمد زويل بالاسكندرية الخميس الماضي والتي عرض خلالها التصورات الاساسية للمشروع القومي لمدينة التكنولوجيا التي ينوي اقامتها واوضح اوجه التعاون المشترك بين مدينة زويل ومركز د. مجدي يعقوب للقلب باسوان وكذلك مركز د. محمد غنيم للكلي بالمنصورة واثناء حديثه تفتق ذهني عن مشروع علمي قومي خاص بابحاث الادوية بالاسكندرية علي ان يكون تابعا لمدينة زويل العلمية خاصة اننا بالفعل في الاسكندرية بدأنا في وضع بذرة الاساس لهذا المشروع بتصميم "مركز الاسكندرية للابحاث الدوائية والتدريب" وعندما وافق د. زويل علي اقتراحي قمت بالتبرع بمبلغ مائة مليون جنية لمدينة زويل علي ان تخصص لدعم هذا مركز الاسكندرية . لكن ذكاء د. زويل وفطنته دفعته لطلب مبلغ 20 مليون دولار لدعم مدينته العلمية اي ما يعادل ال120 مليون جنيه فوافقت بالطبع وزودت المبلغ 30 مليون جنيه اضافية ليصبح مجمل قيمة التبرع 250 مليون جنيه . ولا اخفيكم سرا انه كان بداخلي رغبة وامل للتعاون مع د/ زويل منذ ان قابلته لاول مرة عقب حصوله علي جائزة نوبل وتمنيت من يومها ان اتعاون معه حتي حان الوقت بعد 12عاما ليتحقق الحلم.
هل كان هناك معوقات تواجه تحقيق هذا الحلم ؟
نعم .فالمناخ العام في مصر خلال السنوات الماضية كان لا يشجع علي البحث العلمي ولا توظيفه في خدمة الصناعة بل العكس هو الصحيح فقد كانت الصعوبات والعراقيل توضع بفعل فاعل للحيلولة دون اقامة اي مشروع علمي جديد.
من وجهة نظرك .ما الذي دفع د. زويل لطلب تعاونك معه؟
هو علي علم تام بمركز ومكانة مجموعة الشركات التي اتولي ادارتها في مصر والوطن العربي والعالم ونشاطها العلمي في مجال البحوث الدوائية ومشروعاتها المستقبلية الخاصة بانتاج ادوية جديدة وفعالة رخيصة الثمن لأمراض الكبد والسرطان والسكر والبلهارسيا . ويعلم ايضا المشروعات الخيرية التي تتبناها المجموعة لخدمة ابناء الوطن . واخبركم اني لم افاجيء برغبة د. زويل مقابلتي لاني دعوته لهذا اللقاء منذ 12 عاما وكان بالنسبة لي حلم وامنية ان اضع يدي في يد شخصية مصرية عالمية تسعي الي مصر المستقبل لتصبح في مصاف الدول المتقدمة .ومن يتعرف علي د/ زويل يتمني ان يكون بالقرب منه دائما فهو متواضع. دمث الخلق. مقنع جدا .ذو عقلية علمية فذة . عاشق لمصر وبيدوب في ترابها . جاد في تحقيق هدفه ومتحمس لتحقيقه علي ارض الواقع.
بصفتك رجل اقتصاد فبالتأكيد توجد اهداف تسعي لتحقيقها مقابل هذا التبرع .
هذا المشروع لا يبغي احد من المشاركين فيه الي الربح المادي فهو مشروع قومي يرسم مستقبل مصر .وكان طلبي الوحيد من د/ زويل ان يكون مركز الاسكندرية للبحث العلمي والتدريب تابعا لمدينة زويل . وهذا سيضمن لي بالطبع تعليم وتخريج كوادر مدربة ذات كفاءة عالية سوف تعمل في شركات المجموعة مما سيؤدي الي تطوير وتحديث الانتاج وتحقيق ارباح . ونحن بالفعل بدأنا في انشاء هذا المركز علي مساحة 8 افدنة بمنطقة العامرية وسيكون نواة لجامعة جديدة بالاسكندرية تبدأ بكليتي الصيدلة والعلوم.
مبلغ التبرع
هل قمت بتسليم مبلغ التبرع للدكتور زويل؟
حررت له 6 شيكات الاول بمبلغ 50 مليون جنيه وتم صرفه بالفعل يوم 18 يوليو والثاني ب50 مليون جنيه وصرفه مستحق يوم 2 اغسطس والثالث ب15 مليون ومستحق ايضا يوم 2 اغسطس والرابع ب 80 مليون ومستحق في اول اكتوبر والخامس ب 20 مليون ومستحق في اول ديسمبر والسادس ب 35 مليون ومستحق في 15 نوفمبر . وتم تقسيم المبلغ بهذا الشكل لصعوبة وجوده بالكامل في بنك واحد ويوم واحد .
اثناء اجراء الحوار استقبل د. حسن عباس حلمي عدة اتصالات من احفاده مما دفعني لسؤاله عن رأي ولديه شيرين ويشار واحفاده الثمانية بصفتهم الورثة الشرعيين له فيما اقدم عليه من التبرع بهذا المبلغ الكبير؟
اجاب: علي الرغم ومن ان ولداي شيرين ويشار هما نائبان لرئيس مجلس ادارة المجموعة ويعمل الاول في مصر والثاني في مقر الشركة برومانيا الا انهما لم يعترضا مطلقا علي ما اقدمت عليه بل هما واحفادي جميعا سعداء بهذا القرار . واحب ان اوضح شييء وهو ان الربع مليون جنيه قيمة التبرع ليس من اموال المجموعة بل هو من جيبي الخاص ولم استأذن احدا لاتخاذ هذا القرار .وقد ربيت ولدي واحفادي علي حب العلم وفعل الخير والانفاق علي كل ما هو مفيد ويخدم الوطن والناس وابني شيرين الان مع اسرته في اجازة قصيرة للولايات المتحدة الامريكية والاخر في رومانيا ولم يعلما بقراري الا بعد ما اتخذته وحررت الشيكات لان هذا القرار كما اوضحت كان وليد لقائي مع د. زويل ولم اكن اخطط للتبرع بهذا المبلغ .
ما الذي قدمته خلال توليك منصب محافظ المنطقة الروتارية ؟
توليت هذا المنصب لمدة عام فقط 2006 اقمت خلاله 730 مشروعا خدميا في مصر فقط منها ادخال المياه النقية في عدد من القري علاوة علي مشروعات محو الامية فضلا علي المساهمة في حملة القضاء علي شلل الاطفال في مصر والدول التابعة لمنطقتي الروتارية .
ثورة يناير
اين كنت وقت احداث 25 يناير وكيف تفاعلت معها ؟
كنت في الاسكندرية وتابعتها من خلال شاشات التليفزيون والفضائيات . وكنت في حالة ذهول واكاد ان اصيب بالجنون من هول ما اراه . فلم اتوقع مطلقا ان يحدث هذا ولم اتصوره علي الاطلاق . لكنه حدث واصبح واقعا لا يمكن تجاهله وهو ان مصر تغيرت بالفعل واصبحت علي مشارف مستقبل جديد سيحدده ابناؤها فاذا اتبعوا الطريق الصحيح بالعلم والعمل والانتاج فسيكتب الله لهذه الامة التقدم اما اذا ضلوا الطريق فسنقع جميعا فريسة للفوضي . لكن ما شهدته مصر من احداث كان له اسبابه المنطقية التي كانت غافلة علي الجميع.
وما هي تلك الاسباب؟
سوس الفساد الذي ظل ينخر في مؤسسات المجتمع لسنوات طويلة في غيبة قد تكون متعمدة او غير متعمدة من المسئولين والقيادات والرموز .ولكن الواقع اثبت ان سوس الفساد تسبب في تآكل وتهالك هياكل وبنيان المؤسسة السياسية والامنية التي تهاوت امام صمود واصرار شعب عظيم يبحث عن حقه في الحرية والعدل والكرامة .
هل تعرضت شركاتك لأزمة بسبب الاعتصامات الفئوية لعدد من العاملين بها ؟
تعاملت مع الموقف بعقلية اقتصادية .لانه بالفعل كان قد نظم عدد من العاملين بالشركات التابعة للمجموعة وقفات احتجاجية واعتصامات وامتنعوا عن العمل عقب احداث يناير وطالبوا بزيادة الاجور والحوافز . استمعت اليهم جيدا وناقشتهم في مدي احقيتهم فيما يطلبون . واقنعتهم انه من حق اي عامل او موظف ان يطلب زيادة حوافزه ومكافآته لكن في مقابل ذلك لابد ان يعطي انتاجا ويعمل بجدية وهذا هو الشرط الوحيد لزيادة الحوافزوتغافلت نهائيا عن هؤلاء الذين لا يعملون ولم اعطي لهم اهتماما . والحمد لله كانت النتيجة رائعة فعاد الجميع الي رشدهم وزادت الورديات وعدد ساعات العمل وبالتالي زادت الحوافز . وحققت المجموعة انتاجا بزيادة 31٪ في فترة الثورة والاحصائيات تؤكد ان مبيعات الشركة في العام الماضي في مثل هذا التوقيت كان 718مليون جنيه زاد خلال الشهور الخمسة الماضية واصبح 831مليون جنيه .
كيف تستطيع مصر الخروج من ازمتها الاقتصادية الحالية؟
هي ازمة طارئة تشهدها البلاد في الوقت الراهن فقد اجتمعت العوامل السلبية في وقت واحد بالوقفات الاحتجاجية والاعتصام والاضراب عن العمل في معظم المصانع والشركات فضلا عن عدم وجود رؤية اقتصادية فاعلة وشاملة للقيادات المعنية بذلك لواجهة الازمة الطارئة . واقول لاصحاب القنوات الفضائية والبرامج الحوارية رفقا بالوطن وعليكم بتوعية الجمهور باهمية العمل والانتاج ولا تشجعوهم علي تلك الاعتصامات والاضرابات .
وماذا عن منطقة برج العرب الصناعية؟
تواجه ايضا ازمة فهناك كثير من المصانع تم غلقها بعد ان هجرها العمال اعتراضا علي الاجور .والمثير ان هؤلاء المعترضين كانوا يتقاضون نفس الاجور قبل احداث يناير .وهناك ايضا مشكلة تواجه مصانع برج العرب وهي المواد الخام وعدم توافرها في كثير من المصانع.
حدثنا عن علاقاتك برموز النظام السابق قبل وبعد الثورة؟
كانت تربطني بمعظمهم علاقات عادية . وبالنسبة لي لا يوجد فرق قبل او بعد الثورة فمنظومة العمل بالمجموعة لا تعتمد علي تلك العلاقات والنتيجة واضحة الان والحمد لله فالشركات لم تتأثر بسقوط النظام بل علي العكس زاد الانتاج والتوزيع والارباح . فبالنسبة لي "يروح زيد او يجي عبيد لا يوجد فرق" . بل علي العكس واقسم بالله انا كنت بطلب واستجدي تعاطف عدد من الرموز والقيادات بان "يبتعدوا عني ويسيبوني اشتغل في حالي" . فقد كان تركيزي ومجهودي في كيفية الابتعاد عنهم وليس القرب منهم وكان لله حكمة في ذلك ايقنتها بعد تلك الاحداث التي شهدتها البلاد مؤخرا . فقد حرصت علي تقوي الله في كل ما اعمل فانقذني من الوقوع فريسة في براثن الفساد .
مافيا الادوية
ماذا عن مظاهر فساد النظام السابق وعلاقته بشركات الادوية الاجنبية؟
يكفي القول ان هناك بعض الرموز والقيادات في مجال الصحة كانت تعمل لصالح شركات الادوية الاجنبية دون الالتفات لما يعانيه المريض الغلبان وان تلك القيادات استغلت كل ما تمتلكه من نفوذ لمنع طرح الدواء المصري في الاسواق حتي لا تتأثر تلك الشركات التي كانت تفرض اسعارا باهظة تتحملها الدولة والمواطن . وتلجأ هذه الشركات الي كل وسيلة للحفاظ علي سيطرتها علي سوق الدواء المحلي بالانفاق علي الرحلات ودعوة الاطباء واسرهم للسفروقضاء فترات الاجازة بالخارج .وهناك هدايا ثمينة تعطي مباشرة لعدد من الاطباء. كل ذلك في مقابل الترويج لمنتجات هذه الشركات والتشكيك في كفاءة وفاعلية الدواء المصري .
ماذا عن دواء البلهارسيا الذي اكتشفه العالم الجليل د. احمد مسعود؟
بالرغم من كفاءة هذا الدواء وعدم وجود اعراض جانبية له وبالرغم من شهادة لاتحاد الاوربي للامراض المتوطنة ومنظمة الصحة العالمية بفاعليته وقدرته علي القضاء علي البلهارسيا وخفض نسبة الاصابة بها في مصر وبعض الدول الاسيوية والافريقية التي استخدمته الا ان بعض رموز وقيادات الصحة السابقين قاموا بمحاربة هذا الدواء بكل ما اوتوا من سلطة لصالح دواء اجنبي له اعراض جانبية مدمرة .
وماذا عن دواء السرطان الجديد الذي تم استخلاصه من عيش الغراب؟
هذا الدواء توصل اليه دكتور ايمن ضابا الباحث بمدينة الابحاث العلمية ببرج العرب وقد طلبنا من وزارة الصحة مرارا ان تسمح لنا بتجربة هذا الدواء اكلينيكيا في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لكنهم وضعوا لنا العراقيل للحيلولة دون ذلك حتي لا تتأثر مبيعات الشركات الاجنبية .
المرضي الغلابة
وماذا عن العلاج المصري الجديد للفيروس سي ؟
هذا العلاج اكتشفه فريق علمي مصري برئاسة د. جمال شوقي عبد الناصر واشرف علي تجاربه الاكلينيكية د. احمد ابو مدين وهذا الدواء اثبت حتي الان كفاءة وفاعلية عالية جدا ضد الفيروس سي وجاء بنتائج وصلت الي 80٪ دون وجود اعراض جانبية لا نه مستخلص من مادة طبيعية هي الطحالب . وهذا الدواء تم اجراء التجارب عليه لمدة عشرين عاما واجازته للتجربة الاكلينيكية عدد من المعاهد والمراكز العلمية والطبية . وقامت جريدة الاخبار بتبني حملة علمية وقفت فيها بجوار فريق البحث في مواجهة مافيا رموز النظام السابق بوزارة الصحة . مما دفع القيادات بالوزارة الي تشكيل لجنة علمية برئاسة د. حيدر غالب رائد علوم الادوية في الوطن العربي واستاذ الفرما كولوجي الاكلينيكي بطب قصر العيني الذي اكد علي ان هذا الدواء هو امل مصر في القضاء علي الفيروس سي واوصت اللجنة باهمية طرح الدواء في خمسة مراكز لتجربته اكلينيكيا
هل تم تنفيذ قرار وتوصية اللجنة العلمية؟
بالطبع لا فقد تعمدت القيادات السابقة بالوزارة المماطلة لعدم تنفيذ هذا القرار واختلقت العراقيل فمثلا وفي سابقة هي الاولي من نوعها فقد طلبوا خمسة ملايين دولار تأمينا حتي يوافقوا علي تجربة العلاج الجديد وكل ذلك لصالح شركات الادوية الاجنبية التي انزعجت بشدة من تحقيقات جريدة الاخبار مما اضطرها لخفض اسعارها من 1400 جنيه الي 320 جنيها في الحقنة الواحدة . تصوروا كل هذا الفرق كان يدخل جيوب المسئولين السابقين بوزارة الصحة وبعض اطباء الكبد كعمولات والضحية يكون مريض الكبد الغلبان الذي يقوم ببيع ارضه اوبيته او جاموسته حتي يتمكن من شراء هذه الحقن . تخيلوا كل ذلك وكان هؤلاء القيادات سواء في الوزارة او مجلس الوزراء يعملون علي قدم وساق لعرقلة طرح الدواء المصري الفعال والرخيص الثمن الي الاسواق . كل ما عرضته سابقا يمثل نموذجا لسوس الفساد الذي كان ينخر في الدولة ومما لا شك فيه ان الذي كان يحددث في قطاع الصحة كان يحدث ايضا في باقي القطاعات الاخري في الدولة.
رحلة كفاح
حدثنا عن مشوار كفاحك حتي أصبحت ترأس أكبر مجموعه من شركات الادوية في الشرق الاوسط ؟؟
الصبر ,المثابرة ,العزيمة االعمل الدؤوب القدرة علي تخطي الصعاب ,والامل دائما في المستقبل وعدم اليأس . هذه هي ميكانيزمات النجاح لاي إنسان حتي يصل الي ما يصبو اليه مهما كان طموحه كبير لكن عليه أولا تحديد هدفه وتسخير إرادته لتحقيق هذا الهدف . فوالدي كان يعمل ناظرا بالتربية والتعليم وتوفي وكان عمري لا يتعدي العشرين عاما . وكنت أنتمي لاسرة متوسطة الحال . تخرجت عام 1953 من كلية الطب جامعة الاسكندرية وحصلت علي دبلومات عديدة في صيدلة المستشفيات والصيدلة الصناعية ومن هذا تعلمت كيفية إنتاج الدواء وعملت صيدلي بمستشفيات جامعة الاسكندرية ثم في شركة الاسكندرية للادوية تدرجت في المناصب حتي شغلت مدير عام التخطيط والمتابعة والاحصاء والعلاقات ومدير عام التصدير بالمؤسسة المصرية العامة للادوية وكان كل ذلك بمجهودي الشخصي .ثم تقدمت بإستقالتي وخرجت بالمعاش المبكر وبدأت العمل في القطاع الخاص وفكرت في إنشاء شركة أدوية خاصة أتجنب فيها الاخطاء والعقبات التي عرفتها من خلال القطاع العام ,وكان ذلك عام 1978 ,وساهم معي بنك فيصل الاسلامي في إنشاء هذه الشركة وتسميتها الشركة الاسلامية للادوية والكيماويات والمستلزمات الطبية وكانت جميع منتجاتنا الدوائية خالية من الكحول ودهون الخنازير وحتي الآن نمتنع عن إستخدام تلك المواد . لقد أتقيت الله في عملي فأنقذني من الوقوع فريسة لصراعات شركات الادوية وخاصة الاجنبية منها فحتي منتجاتنا من الفوار تخلو أيضا من الكحول علي عكس ما هو متبع في الشركات الاخري .
ما هي النسبة التي شارك بها بنك فيصل بالشركة ؟
بنسبة 54٪ والباقي كان مجموعه من المساهمين وشارك البنك ب 2 مليون دولار أي بما يعادل المليون و660 ألف جنيه مصري وكان الدولار وقتها ب 82 قرش ونصف مليم . وفي أوائل التسعينات تعرض بنك فيصل لتعثر مالي مما دفعه الي بيع حصته في الشركة ب 120 مليون جنيه بعد أن حقق أرباحا تقدر ب 118 مليون جنيه . قمت بشراء حصة البنك بعدها أنشئت شركة شيرر للكبسولات الجيلاتينية وتوالي إنشاء الشركات الي أن أصبحت المجموعه تضم 9 شركات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.