نجح مركز الأزهر للترجمة في ترجمة 154 كتابا خلال عام ونصف من بدء إنشائه لتقديم الصورة الحقيقية للإسلام ونشر الثقافة الإسلامية ويعكف حاليا علي إنجاز 5 مشروعات كبري في إطار دوره كأحد أهم الأذرع التي يعتمد عليها الازهر الشريف مؤخرا لتحقيق رسالته. »جريدة الجمعة» التقت د. يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر، والمشرف علي مركز الأزهر للترجمة والرصد والفتوي الالكترونية ليكشف لنا الجديد في عمل المركز. أكد »عامر» أن مركز الأزهر للترجمة هولسان الأزهر العالمي الناطق باللغات الأجنبية؛ نظرًا للدور الكبير الذي يقوم به في مجال ترجمة الكتب الإسلامية، مشيرًا إلي أن الأزهر الشريف يسعي من خلال ذلك إلي تقديم الصورة الحقيقية للإسلام، وقطع الطريق علي المغرضين الذين يتحدثون عن الإسلام بشكل مغلوط تحقيقا لمصالحهم أوبسبب الجهل. المرحلة الأولي وكشف المشرف علي مركز الأزهر للترجمة أن هناك خمسة مشروعات كبري يعكف عليها المركز، أولها: ترجمة معاني القرآن إلي 30 لغة عالمية،علي عدة مراحل حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولي وتتمثل في ترجمة معاني القرآن إلي ثلاث لغات هي الإنجليزية والفرنسية والسواحلية،وسيبدأ في المرحلة الثانية في شهر رمضان المقبل بثلاث لغات أخري منها الأوردية والهندية، مشيرا إلي أن البدء بهذه اللغات له عدة اسباب منها عدد المتحدثين بها وهدف المركز من اللغة،كاللغة السواحلية المنتشرة في إفريقيا حيث تعتبر القارة السمراء من أول اهتمامات الأزهر بحكم المكان والعلاقات،ولابد ان نعود لما كنا عليه في إفريقيا ولابد ان يستفيدوا منا ونستفيد منهم،فلدينا مهارات وقدرات من الممكن ان يقدمها الازهر وجامعته لكل دول إفريقيا ليس فقط في مجال محاربة الفكر المتطرف ولكن في انهاء الصراعات القبلية والنزاعات العرقية ونشر التسامح وترسيخ قيم التعدد وكذلك فيما يتعلق بالتعليم وليس التعليم الديني فقط ولكن التعليم التطبيقي في مجالات الزراعة والطب والهندسة وكل ذلك. وحول المشروع الثاني للمركز حاليا يقول : هو» معجم الأزهر للمصطلحات الشرعية» مترجمًا إلي 15 لغة؛ بغية ضبط المفاهيم والمصطلحات عند الآخرين حيث يقوم فريق عمل علي إعداده باللغة العربية أولا وهويقدم المصطلح وأسئلة متعلقة بكل مصطلح تشرحه وتوضح المقصود منه وهوليس مجرد معجم وإنما محاولة لتقديم الفكر الوسطي بهذه الوسيلة فهناك معاجم موجودة ولكنه يختلف عن سابقيه في أننا غير معنيين بالمعني اللغوي للمصطلح في المقام الأول،ولكن بمفهوم المصطلح في إطار هدفه بتصحيح المفاهيم المغلوطة وتطبيقه العملي الصحيح فنحن نوضح معني المصطلح بإيجاز ونضع أسئلة توضح الفكرة المقصودة. ويوضح أن المركز أنجز حوالي ألف مصطلح وعند الانتهاء منه سيتم ترجمته إلي إحدي اللغات وعند الاطمئنان تماما للمحتوي عبر عدة اختبارات منها طرحه علي جمهور المهتمين من القراء في هذه اللغة وعلاج ما يكون به من ملتبس يتم تعميمه للغات المستهدفة وهي 15 لغة. ويشير إلي أن من المشاريع المدرجة في الخطة ولكن لم يتم البت في تنفيذها ترجمة تفسير فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي من خلال الترجمة الفورية وله أهمية كبيرة كذلك ترجمة مجلة »نور» للأطفال، التي تصدرها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إلي خمس لغات وليس الإنجليزية فقط، موضحا أن الأمر لا يقتصر علي نقل محتوي المجلة فقط ولكن نطلب من المؤلفين إدخال بعض التعديلات لتناسب المجتمع الموجهة إليه فعندما نترجمها إلي لغة الباشتو او الفارسية الدارية وهما لغتان منتشرتان في أفغانستان نضمن الإصدار المحتوي العربي للمجلة إلي جانب بعض الأمور التي تناسب الطفل الأفغاني. ويركز المشرف علي مركز الازهر علي مشروع ترجمة مسلسل »الأزهر»،وهومسلسل رسوم متحركة، ثلاثي الأبعاد، يستعرض تاريخ الأزهر الشريف منذ تأسيسه عام 972م في عهد القائد جوهر الصقلي والدولة الفاطمية ويقول:»وجه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لترجمته لأكثر من لغة وبدأنا في ترجمته للانجليزية. فرق عمل ويؤكد د. عامر أن لكل مشروع من هذه المشاريع فريق عمل وكل المشروعات لا يقتصر العمل فيها علي مترجمين فقط ولكن يضم أساتذة متخصصين في علوم القرآن والشريعة الإسلامية والعقيدة والسيرة النبوية والبلاغة وعلم القراءات إلي جانب المترجم الأزهري المتخصص في اللغة والدارس لكل هذه العلوم وفي النهاية تعرض الترجمة علي القارئ الخبير . ويوضح أن هناك عدة معايير يحرص عليها مركز الأزهر للترجمة عند اختيار المترجمين وهي الكفاءة وصحة العقيدة، مضيفًا أن هناك مراحل خمس للترجمة حتي تصل إلي الصورة النهائية، أولها: الترجمة، وثانيًا: مراجعة الترجمة من قبل مترجمين آخرين، وثالثًا: التدقيق اللغوي، ورابعًا: المراجعة المشتركة بين المترجم والمدقق اللغوي، وخامسًا: فحص ونقد الترجمة من قبل مختصين آخرين. ويلفت إلي أن المركز ترجم الكثير من الكتب المهمة، من أبرزها كتاب »الإسلام عقيدة وشريعة»، للإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق، إلي 6 لغات هي:»الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الباشتو، العبرية». وكذلك كتاب »مقومات الإسلام» للإمام الأكبرد.أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وكتاب »الإنسان والقيم في التصور الإسلامي» للدكتور محمود حمدي زقزوق، وكتاب »نبي الإسلام في مرآة الفكر الغربي» للدكتور عز الدين فراج، وكتاب »مائة سؤال عن الإسلام» للشيخ محمد الغزالي، وكتاب »وسطية الإسلام» للدكتور محمد المدني، وكتاب »نظرية الحرب في الإسلام» للشيخ محمد أبوزهرة، وغيرها من الكتب المهمة التي توضح الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه الأزهر طيلة أكثر من ألف عام.