لم اصدق عيني وانا اشاهد صور الشابين اللذين تم تعليقهما عرايا فوق نخلة بميدان التحرير، ولم اصدق اذني وانا اسمع مذيعة في قناة فضائية تسأل احد شباب الميدان عن سر اهانة الشابين وضربهما وتعليقهما عرايا فيرد عليها بثقة : اكتشفنا ان الشابين من البلطجية فضربناهما وبعد اصابتهما من شدة الضرب ذهبنا لعلاجهما في مستشفي التحرير وبعدها قمنا بخلع ملابسهما وتعليقهما عرايا ليكونا عبرة لمن تسول له نفسه عدم احترام الميدان!! وتسأله المذيعة: ولماذا لم تسلموهما للشرطة لتتخذ معهما الاجراءات القانونية، فيجيبها: سلمناهما للشرطة ولكن بعد ان جعلنا منهما عبرة امام الجميع !! والحقيقة انني اصبت بالفزع بعد ما رأيت وسمعت، فهل اصبح لميدان التحرير قوانين خاصة يضعها من يريد ويطبقها من يريد؟ انا بالطبع لا ادافع عن البلطجية، ولكن من الذي يستطيع ان يحكم ان كان هذا الشاب بلطجيا ام لا؟ من الذي من حقه ان يقرر العقوبة وينفذها ايضا؟ الميدان الآن يضم عشرات الائتلافات والحركات والاحزاب. أليس من الممكن ان ينقلب هؤلاء علي بعضهم ويتهمون بعضهم بالبلطجة لمجرد اختلافهم في الرأي. أليس من الممكن وسط زحام الميدان ان تختلط الامور و يجعل البلطجية من انفسهم ثوارا؟ لقد رأينا جميعا ما حدث حينما انقلب الثوار علي د.صفوت حجازي الذي كان واحدا منهم وارغموه علي ترك الميدان. ارجوكم احترموا القانون لانه الحصن الوحيد لنا جميعا.