»فما أحوج صاحبة الجلالة اليوم.. لأحد الأساتذة ممن أفنوا عمرهم في بلاطها.. وما أحوج الوطن اليوم.. لقلم إبراهيم سعده» من هو البطل أحمد عرابي .. اسم شارع في المهندسين؟! أين يوجد المتحف المصري؟ .. تنوعت الإجابات.. ولا أحد يعرف في برنامج وثائقي علي إحدي الفضائيات العربية.. بعيداً عن اتهامات التلفيق أو الغرض.. شاهدت برنامجاً سمعت فيه كلاماً يوجع القلب.. البرنامج عن التعليم الأجنبي في مصر.. المدارس التي يلتحق بها أبناء النخبة وطبقة الأثرياء.. حوارات مع طلاب المدارس الثانوية.. شهور ويصبحون طلاباً جامعيين.. وسنوات قليلة.. وينضمون لحياة العمل والبناء.. ما طرحته بداية.. كان نموذجاً من العديد من الاسئلة التي طرحتها مقدمة البرنامج علي مجموعة من الشباب والفتيات في البرنامج.. وكانت هذه إجاباتهم المؤلمة.. والأقوي انزعاجاً.. لشباب.. كانت إجاباتهم عن الأسئلة الخاصة بأوروباً وأمريكا.. أكثر إيجابية مما يخص وطنهم.. ولا ذنب في تعليم المدارس الأجنبية في ذلك ولكنها كارثة التعليم والثقافة في مصر.. كيف وصل بنا حال شبابنا اليوم إلي هذه الدرجة المزرية من الجهل.. هذا أمر مؤلم.. يجعل الحديث عن الانتماء عبثا.. وعن مواجهة الإرهاب والتطرف مشوارا طويلا إن لم تبدأ فوراً من الجذور. الشباب الواعي المتعلم جيداً والمثقف.. هو القادرعلي بناء وطنه.. والتحصن ضد كل محاولات الانحراف عن المسار الصحيح.. ليس في قضية الانتماء ومواجهة الإرهاب وإنما في حياتنا كلها. ما تعيشه مصر اليوم.. من حالة عمل وعطاء تنبيء بمرحلة ازدهار حقيقي.. يحقق حلمنا جميعاً أنها ستكون إن شاء الله كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي »قد الدنيا».. يجب ألا ينسينا.. أن مصر التي تعيش حالة ترميم شامل في جميع مفاصلها.. تحتاج إلي ترميم أصعب.. وهم البشر.. في دولة قوامها مائة مليون نسمة، 60٪ منهم شباب.. فهذا يجعلنا نكون علي بصيرة أن القادر علي مواصلة الطريق والحفاظ عليها »قد الدنيا» هم الشباب.. وبالطبع لا أقصد حالة اقتصادية أو اجتماعية.. ولكن الهم الأكبر هو الحالة الثقافية والروحية والبناء الصحيح للشخصية.. وأعتقد أنها من أولويات الملفات أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي في الدورة القادمة.. التعليم والثقافة.. والشباب.. هذا هو صمام الأمان للوطن.. نحتاج إلي ثورة حقيقية.. حالة استنفار بكل القطاعات ذات الصلة بالشباب.. مدارس.. جامعات.. مراكز شباب.. مساجد وكنائس.. تحتاج لكل جهد يعيد تقويم الشخصية المصرية.. وفي كل قطاع مسئول عن هذا.. تتزاحم الأسئلة عن التراخي في أداء مهمتها.. ويطول الشرح في المهام المفروض القيام بها. لا يمكن لشباب غافل عن تاريخه أن يكون قادراً علي بناء مستقبل بلده.. لا يمكن لشاب أن يكون مدركاً لما يحاك لها من مؤامرات.. دون أن يكون واعياً بأغراض استهدافها.. وأهداف هذه المؤامرات وأشكالها عبر تاريخ وسنوات من المحاولات الفاشلة.. وأن بدا نجاحها المؤقت ولفترات قصيرة من الكبوات.. وكان الرهان دائماً علي شباب مصر جدار الحماية والأمان لها. من المفارقات المحزنة.. لو أن أسئلة عن تاريخ مصر في هذا البرنامج التليفزيوني.. كانت مع شباب أوروبا وأمريكا واليابان.. لأدهشتك اجاباتهم الصحيحة الواضحة الشارحة.. ولما لا.. وهم لا يدرسون فقط تاريخ مصر.. وإنما بعضهم يتعلم اللغة الهيروغليفية.؟! زر الذعر توجهت إلي نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان دان باير.. الذي وظفته علي خلفية عمله كأستاذ جامعي في جورج تاون.. حيث كان يقوم بالأبحاث ويعلم تقاطع الطرق بين الأخلاق والاقتصاد وحقوق الانسان. طلبت من دان العمل مع أليك وفريقه لإيجاد سبل تمكننا من تقديم المساعدة.. إعلموني أن ثمة تقنيات قوية ناشئة.. يمكننا تمويلها.. تساعد المنشقين علي التحايل علي إشراف الدولة ورقابتها - يمكن أن تؤدي استثماراتنا دوراً محورياً في توسيع نطاق وسائل كهذه.. وجعلها متوافرة للنشطاء، فيما هم في أمس الحاجة إليها. لكن ثمة تبعات سلبية تمكن المجرمين والقراصنة استخدام هذه الأدوات لعدم كشفهم.. وستواجه استخباراتنا ووكالات تنفيذ القانون لدينا صعوبة في المواكبة.. هل نكون فتحنا بذلك صندوق باندوبا »طماطم» للنشاط المحظور عبر الانترنت؟.. هل يستأهل الأمر المجازفة لتقوية النشطاء وحمايتهم؟ أخذت هذه المخاوف علي محمل الجد.. نظراً إلي تأثيرها الفعلي في أمننا القومي.. لم يكن الامر سهلاً.. لكنني قررت أن توجيه ضربة إلي حرية التعبير وحرية تكوين الجماعات في العالم يستحق المخاطرة. سيجد المجرمون دائماً طرائق لاستغلال التقنيات الحديثة. فما من سبب للبقاء مكتوفين. ومن هنا أعطيت الضوء الأخضر للمضي قدماً.. انكب فريقنا علي العمل، وإلي حين زيارتي ليتوانيا عام 2011، كنا استثمرنا أكثر من 45 مليون دولار في تلك الوسائل إسهاماً منا في توفير حماية المنشقين عبر الانترنت.. ودربنا أكثر من خمسة آلاف ناشط في العالم، دربوا بدورهم آلافا غيرهم.. وعملنا مع مصممين لابتكار تطبيقات وأجهزة جديدة، مثل زر الذعر الذي يمكن المحتج من الضغط علي الهاتف لارسال اشارة إلي أصدقائه لإعلامهم أنه أوقف »تم القبض عليه» فتحمي في الوقت عينه ذاكرة أرقامه والجهات التي اتصل بها. كل هذه الفقرة نصا بالفاصلة والنقطة عدا ما بين القوسين اقتباساً من يوميات هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية إبان ما أسموه ثورات الربيع العربي.. في كتابها »خيارات صعبة» بالصفحتين 535، 536 وهو نفس الكتاب الذي اعترفت فيه أن أمريكا كانت في مأزق ما بين ما يدعونه حقوق إنسان والمصالح الأمريكية.. والشرح الزائد مني قد يثير الغموض أكثر من التوضيح.. فلا تعليق.. وياما في جراب الحاوي الأمريكي.. وياما في الصندوق من أسرار.. حيث الكشف عن تفاصيل قضية التمويل الأجنبي. إبراهيم سعده شاء القدر.. أن توليت مسئولية رئاسة تحرير أخبار اليوم مارس 2011 كان من الطبيعي أن تتوالي الاتصالات التليفونية مع استاذنا الكبير ابراهيم سعده.. فيما كان في بداية زيارته بسويسرا التي اعتاد السفر إليها من آن لآخر.. ولم يخطر بالبال للحظة أن هذه الزيارة ستطول.. وفي ختام إحدي المكالمات قال كلمة تلقائية.. كثيراً ما يختم بها أي اتصال أي متحدثين في أي مجال.. قال.. لو عايز حاجة كلمني فوراً.. بادرته.. نعم أريد شيئاً كبيراً ومهما... ماذا.. أريدك أن تعود رئيساً لتحرير أخبار اليوم.. ولو ليوم واحد.. أجلس أمامك.. أتابعك.. وأتعلم كيف يدير أستاذ كبير.. صحيفة كبيرة.. ولو ليوم واحد.. التقط منه قدر استطاعتي.. استاذية إبراهيم سعده.. في الصحافة.. وإدارة الجريدة.. وكيف نجحت في عصره الي الآفاق الواسعة في الصحافة المصرية والعربية.. كيف نجح في التعامل المهني والإنساني بالجريدة والتي تولي رئاسة تحريرها لفترة كبيرة.. أسعدتني »قهقهة ضحكته» في الغربة.. وتصور أن حديثي من قبيل المجاملة.. ولكني كنت بالفعل جاداً في هذه الفكرة المجنونة وشبه المستحيلة.. فمن منا لا يحتاج التعلم من الأستاذ إبراهيم سعده. وأسلوب إدارته وحيوية الفكرة الصحفية وجرأتها، التي جعلت من أخبار اليوم في صدارة الصحافة العربية.. كنت من محرري جريدة الأخبار.. تعلمت وتربيت صحفيا» علي يد استاذي جلال دويدار.. ولكن من لا يطمع في تعلم المزيد من عمالقة الصحافة.. سواء من أطال الله في عمرهم.. أو الاطلاع علي تجارب الأساتذة الراحلين من كل المدارس والتجارب الصحفية الذين أفنوا حياتهم في أروقة جميع المؤسسات الصحفية المصرية العملاقة.. وخاصة أساتذة المهنة المعاصرين بمدرسة أخبار اليوم المتألقة دائماً.. قلت للأستاذ ابراهيم.. لا تبخل علينا بالنصح والإرشاد.. وبالطبع لا أقصد رشاقة القلم وسلاسته وجرأتك المعهودة في الكتابة لقضايا الوطن.. فهذه الموهبة.. هبة من الله يخص بها من يشاء.. ولكننا ننهل من معين الخبرة.. وخاصة مدرسة أخبار اليوم في الفكرة. وتبني قضية وأسلوب الجريدة المميز في معالجتها الصحفية. وكلنا نعرف في دار أخبار اليوم خلال سنوات رئاسته لصحيفة اخبار اليوم ولمجلس ادارة الدار.. أنه كان رجلاً انساناً.. هادئاً.. خجولاً.. ذا كبرياء نادر.. بينما كان بركانا هادراً أمام أي خطأ.. سيفا باتراً لأي إهمال أو تكاسل.. ولذا كان من الطبيعي أن تصبح دار أخبار اليوم عملاقة في الصحافة المصرية والعربية.. وخاصة في ظل رئاسة رجل صاحب رسالة صحفية ومهمة وطنية.. لم تثر حوله يوماً.. ولو لمرة بعض صغائر الأمور التي يراها البعض من امتيازات المناصب.. لا مصالح شخصية.. لا حوافز مادية.. لا رحلات خارجية عديدة ومتكررة.. حتي في بعض المهام الصحفية لزيارات رئيس الجمهورية للخارج.. عرفناه ب »لورد» الصحافة. تمر السنوات..حتي بلغت من الزمن سبعاً.. عاني فيها الحرمان من الوطن والأهل والأصدقاء.. وعاني فيها القاريء الحرمان من القلم الرشيق الجريء.. وما يدعو للعجب أن قضايا كل من اتهموا بالظلم والطغيان والفساد السياسي والمالي.. ينعمون اليوم بالحياة في بيوتهم حياة طبيعية كاملة وهذا حقهم كاملاً.. لانريد أن ننقص منه شيئاً.. برأهم القضاء.. رسالة الله في الأرض.. للعدل والأمان.. نقف إجلالاً واحتراماً لكلمته.. ولكن ما أقصده أن أكبر وأخطر القضايا وكثيراً منها كان إجهاداً للقضاء قدمت بلاغاتها بلا سند ولا توثيق ولا أدلة أو براهين.. كل هذا صفحة وانطوت.. إلا القليل النادر الذي مازال متداولاً بجلسات المحاكم.. ومن بينها قضية الأستاذ إبراهيم سعده التي مازالت معلقة حتي تاريخه.. رغم أن موضوعها.. وبعيداً عن حق القضاء العادل.. لو تعاملنا معه بالجدية والرؤية الأعمق فأنه يعني ببساطة أن تلغي ما تعرفه مدرجات الجامعات وأروقة كبري الشركات والمؤسسات ما يسمي بالعلاقات العامة والدعاية والتسويق.. وعملها قائم في جانب كبير منها.. علي الهدايا والمجاملات وحفلات الاستقبال.. للقضاء العادل سيفه الباتر في مواجهة كل فساد.. وكل ادعاء يطول الأستاذ.. في القضية المعروفة باسم »هدايا المؤسسات الصحفية».. سوف تنجلي حقيقته في ساحة رجل عرفناه عمراً وأجيالاً عاش لمهنته عزيز الكرامة.. عفيف النفس.. وإذا ما تلقي هو نفسه يوماً بعض الهداية »الرمزية» لم تعرف طريقها الي بيته.. وإنما تكون من نصيب الزملاء المتميزين بأخبار اليوم. كلنا أمل ورجاء في كلمة القضاء العادل.. حتي يعود اللورد الغائب عن بلده.. ويعود قلمه سيفاً باتراً كما عهدناه ولا أجد تعبيراً عن شوقنا لكلماته.. سوي ما قاله الكاتب المبدع هشام عطية مدير تحرير أخبار اليوم.. »الحروف ترقص فرحاً بعودته».. فما أحوج صاحبة الجلالة اليوم.. لأحد الأساتذة ممن أفنوا عمرهم في بلاطها.. وما أحوج الوطن اليوم.. لقلم إبراهيم سعده.. فمتي يعود لوردالصحافة الغائب؟ دعوة للتأمل قبل ثورات الربيع العربي كانت منطقة الشرق الاوسط تغرق في الرمال.. اما اليوم فهي تغرق أكثر - هيلاري كلينتون - (طيب لا نطلب منكم اليوم اعتذاراً.. فقط أن تكفوا شركم). معدل استخدام المحمول لدي الافارقة والعرب أعلي من معدله في أمريكا وأوروبا - دراسة امريكية. طبعاً ليسوا أهل ثرثرة ولا يملكون رفاهية الوقت من الشغل.. ولاغاويين فقر وعنطزة؟!