انتبهت وزارة التربية والتعليم أخيرا لأهمية الدين في مناهج التعليم الأساسي بل والملفت اضافة مادة اسمها الاخلاق لغرس القيم الفاضلة في نفوس الصغار ليشبوا وفي نفوسهم ما يحميهم من فتن الدنيا وما أقساها! ولكن إذا كانت الوزارة ودار الافتاء جادة فعلا في الاعتماد علي الدين الذي كان ولايزال مظهرا مطلوبا ويدرس كمادة نجاح ورسوب فقط دون ان يرسب فيه أحد.. فلماذا لا يتم تعديل هذا النظام ليصبح الدين مادة درجات تضاف الي المجموع في كل سنوات الدراسة.. وان يتدرج في مفاهيمه وقيمه صعودا حتي الوصول الي الجامعة؟ نحن فعلا في حاجة للدين برحمته وسماحته.. ولكن أيضا بأوامره ونواهيه. لا نريده ديكورا في حياتنا وإنما نريده قائدا لنا لمعرفة المطلوب منا في هذه الحياة حتي نفوز بجنة ربنا في الحياة الاخري!.. تصوروا مثلا ان هناك طلابا في المرحلة الثانوية لا يعرفون في ظل مادة الدين التي تدرس حاليا كيفية الوضوء ولا الغسل.. بل وكثيرون منهم لا يصلون استهانة بأمر الصلاة.. ولا يفهمون معني حفظ الفرج واللسان. وان هناك طالبات مثلهن اقصي أمانيهن ان يصبحن مثل ممثلة أو مطربة أو حتي راقصة بعينها!! فكيف نصعد بهؤلاء وهؤلاء لمعرفة الله الذي خلقهم وان نعيد ترتيب افكارهم في زمن نحتاج فيه للسلام والوئام والرحمة بلا شطط ولا تشنج.. فالذي ارسل الانبياء جميعا هو الله.. والذي أرسل الرسالات والكتب جميعا هو الله.. والله لن يرسل لعباده رسائل متعارضة أو متضاربة.. وإذا وجدت تعارضا فهو من عند الناس الذين لم يفهموا أو الذين تم تضليلهم.. نحن في حاجة لتدريس الدين بعمق وتركيز وفي حاجة لمنهج دراسي مستنير نعالج به مشاكل مجتمعنا وقضايانا ونصيغ به أفكار شبابنا.. لا نريد تدريس دين مظهري أجوف بلا لون ولا طعم.. وكفي اثارة للدهشة ان هذا هو حال الدين بيننا ضعيفا متراجعا بينما جميع الطلاب في جميع المراحل حققوا فيه علي الورق نجاحا باهرا!! نريد دينا حقيقيا.. غير منزوع الدين!!