كالعادة أهداني الأخ العزيز والصحفي المتميز الأستاذ مازن الشوا ابن مدينة »بئر السبع« الفلسطينية الغالية أحدث انتاجه من الكتب والذي عكست كل كلمة فيه حنينه إلي الأرض الفلسطينية.. هذا الحنين الذي لم يفارقه لحظة رغم إقامته طوال الأربعين عاما الماضية علي أرض مصر. وقد اقتطعت الفقرة التالية من الكتاب، والتي تعكس حزن »أخي مازن« علي الحالة التي وصلت إليها العلاقة بين الفلسطيني وأخيه: »لم أكن أتصور أبداً أن يأتي علي شعبنا الفلسطيني يوم يقتل فيه المقاتل الفلسطيني أخاه المقاتل، ونحن في صراع مع الاحتلال! بل لم أكن أتصور أبدا أن يسمح فلسطيني لنفسه سواء من أبناء فتح أو حماس بأن يطلق رصاصة علي أخيه ورفيقه في النضال، بينما نحن في أشد الحاجة لهذه الرصاصة في مواجهة من احتلوا أرضنا واغتصبوا حقوقنا، ويمطروننا بالرصاص والقنابل والصواريخ ليل نهار.. يجتاحون مدننا وقرانا، ويقتحمون علينا بيوتنا، وينشرون الفزع بين شيوخنا ونسائنا وأطفالنا«. ولحسن الحظ فإن حكومة الثورة المصرية قد استطاعت رغم الظروف الصعبة التي تمر بها مصر أن تجمع شتات فلسطينيي فتح وحماس علي كلمة سواء، لتصوب فوهة البندقية من جديد في الاتجاه الصحيح إلي صدر العدو الصهيوني الذي سرق الأرض وهتك العرض ودنس المقدسات، حتي يأتي اليوم الذي تتحقق فيه أمنية »أخي مازن« وأمنية كل فلسطيني والتي عبر عنها عنوان الكتاب »سنرجع يوما«.