محافظة الفيوم كانت مشهورة منذ القدم بتصنيع القماش المزخرف، أو ما كان يطلق عليه »قباطي الفيوم» وهو عبارة عن منسوجات كتانية مزخرفة تتكون من لونين أو أكثر ، وبدأ إنتاجها في مصر منذ العصر الفرعوني واستمر الإنتاج في العصرين اليوناني والروماني وازدهر في العصر المسيحي حتي بلغ أوج عظمته في العصر الإسلامي، وكان يتم تصنيع كسوة الكعبة المشرفة به، وتعتبر الفيوم من أوائل محافظات الجمهورية التي حظيت بصناعة كسوة الكعبة لفترات عديدة. ويشير هشام مسعود العلاقي »باحث تاريخي»، إلي أن مصر بصفة عامة حظيت بشرف كسوة الكعبة منذ أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه, حيث كتب إلي عامله في مصر لكي تحاك الكسوة بالقماش المصري المعروف باسم »القباطي» والذي كان يتم تصنيعه في مدينة الفيوم، لتعتبر محافظة الفيوم من أوائل المحافظات التي حظيت بتصنيع كسوة الكعبة المشرفة، موضحا أن الرسول صلي الله عليه وسلم كسا الكعبة بعد فتح مكة في حجة الوداع بالثياب اليمنية وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين، لافتا إلي أنه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب اصبحت الكعبة تكتسي بالقماش المصري المعروف باسم »القباطي» وهي أثواب بيضاء رقيقة وكانت تصنع في مصر بمدينة الفيوم. ويوضح »العلاقي» أن »القباطي» لفظ أطلقه العرب علي النسيج المصري ذو الشهرة الواسعة نسبة إلي القبط أهل مصر، وهو من أقدم المنسوجات الزخرفية في العالم, وحظيت محافظة الفيوم بنسج طراز فريد من نوعه من هذا القماش ولذلك كان يتم استخدامه في كسوة الكعبة المشرفة لتكون الفيوم من أولي محافظات مصر التي حظيت بكسوة الكعبة في فترات سابقة . ويضيف أن أماكن صناعة كسوة الكعبة تعددت مع انتقال العاصمة في مصر من مدينة إلي أخري حتي تأسست دار كسوة الكعبة بحي الحرنفش في القاهرة عام 1223 ه ومازالت هذه الدار قائمة وتحتفظ بآخر كسوة للكعبة المشرفة داخلها واستمر العمل في دار الحرنفش حتي عام 1962م، ومازالت كسوة الكعبة المشرفة رمزا غاليا وعزيزا علي الأمة الإسلامية لم يشرف شعب في الدنيا قدر الشعب المصري بكساء بيت الله الحرام .