حظيت مصر بشرف صناعة كسوة الكعبة منذ أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حيث كتب إلى عامله في مصر لكي تحاك الكسوة بالقماش المصري المعروف باسم «القباطي» الذي كان يصنع في مدينة الفيوم وقدأ طلق العرب لفظ قباطي على النسيج المصري ذو الشهرة الواسعة نسبة إلى أهل القبط فقد ذكر ( المقريزي أن المقوقس حاكم مصر أهدى إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيما أهدى قباء وعشرين ثوباً من قباطي مصر ) كسوة الكعبة فى الدولة الفاطمية —————– بدأ الاهتمام من قِبل حُكام مصر ب نيل شرف كسوة الكعبة المُشرفة مع بداية الدولة الفاطمية، حيث قام الخليفة ((العزيز بالله)) بكسوتها سنة (381ه) وكانت الكسوة بيضاء اللون دولة المماليك وكسوة الكعبه —————— ومع بداية دولة المماليك، اختصت مصر بإرسال كسوة الكعبة، حيث اهتم الحكام المماليك بإرسالها كل عام من مصر، فقام الظاهر بيبرس سنة (661ه) بإرسال الكسوة إلى الحجاز، وكان المماليك يرفضون أن ينال أحد غيرهم هذا الشرف، حتى وإن وصل الأمر للتصدي بالسلاح لأي طامع في نيل شرف كسوة الكعبة المُشرفة .. فقد تعددت محاولات بعض ملوك وأمراء الأقاليم الإسلامية بالفوز بشرف كسوة الكعبة، ففي عام(751ه) أراد ملك اليمن ((المجاهد)) أن ينزع كسوة الكعبة المصرية ويكسوها بكسوة يمنية، فعلم بذلك أمير مكة وعلى الفور أخبر المصريين، فقبضوا عليه، وأرسل مصفداً في الأغلال إلى القاهرة. …. وبعد مرور نصف قرن ارسل ملك اليمن ((إسماعيل بن الأفضل عباس بن المجاهد) كسوة الكعبة ولكن أمير الحج المصري منع دخول حُجاج اليمن ومعهم الكسوة اليمنية وعادت الكسوة إلى اليمن مرة أخرى .. قام الملك ((الصالح إسماعيل بن عبد الملك الناصر محمد بن قلاوون)) ملك مصر في عام (751ه) بتخصيص وقفا خاصاً لكسوة الكعبة، وهذا الوقف كان عبارة عن قريتين من قرى القليوبية هما (بيسوس) و (أبو الغيث)، وكان يتحصل من هذا الوقف على 8900 درهم سنوياً الكسوة زمن الدولة العثمانية —————— اهتم السلطان ((سليم الأول)) بتصنيع كسوة الكعبة وزركشتها وكذلك كسوة الحجرة النبوية الشريفة، وكسوة مقام إبراهيم الخليل عليه السلام وكانت تُقام إحتفالات كبيرة بالقلعة من أجل هذه المناسبة. وفي عهد السلطان (سليمان القانونى) أضيف إلى الوقف المُخصص لكسوة الكعبة سبع قري أخرى. محمد علي باشا وكسوة الكعبة —————————— أرسلت أول كسوة للكعبة في عهده سنة (1220ه)، ثم توالى إرسالها حتى حدث الاصطدام بين الوهابيين في الأراضي الحجازية وقافلة الحج المصرية سنة (1222 ه) حيث توقفت مصر عن إرسال الكسوة لمدة ست سنوات حتى استقرت الأمور في الحجاز، ففي سنة ( 1228ه) قرر ((محمد علي)) باشا السفر إلى الأراضي الحجازية لتسليمها بنفسه وقد تأسست دار لصناعة كسوة الكعبة بحي "الخرنفش" في القاهرة عام 1233ه، وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين السورين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها، واستمر العمل في تلك الدار حتى عام 1962م، إذ توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة عندما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها. …. ياترى هل تتشرف مصر بصناعة كسوة الكعبه مرة اخرى ؟؟ فلننتظر لعل الايان تأتى لنا بالإجابة اميمه حسين