بعد نجاح حزب المؤتمر الوطني الأفريفي في الضغط علي الرئيس جاكوب زوما لتقديم استقالته يستعد الرئيس الجديد سيريل رامافوزا للتخلص من أنصار زوما في حربه علي الفساد وذلك بعد فشل الاخير في تحقيق حلم جنوب افريقيا بإنهاء التمييز العنصري. ويتولي رامافوزا الحكم ليكمل فترة زوما التي كان من المقرر أن تنتهي العام المقبل تزامنا مع الانتخابات البرلمانية.وسيواجه رامافوزا طريقا صعبا بعد ان تسلم ارث جاكوب زوما، الذي قضي في الحكم 9 سنوات ملأتها الفضائح. ومن المتوقع أن يتحرك رامافوزا خلال أيام لتطهير حكومته من الوزراء المتهمين بالفساد ويكثف جهوده لمحاكمة رجال الأعمال البارزين الذين تطالهم مزاعم بتحقيق الملايين في ظل حكم زوما. كانت الإطاحة بزوما أول التحديات التي يواجهها رامافوزا كرئيس لحزب المؤتمر الوطني. فهو لم يواجه زوما وحده، بل واجه أيضًا حلفاءه القدامي، ومن ضمنهم بعض المحافظين وزوجة زوما السابقة. وتعهد رامافوزا ببزوغ »فجر جديد» في جنوب إفريقيا ووعد بمحاربة الفساد في المؤسسات العامة. كما وعد بتحقيق النمو الاقتصادي، ومحاربة التمييز العنصري المتأصل في جنوب إفريقيا. حيث شهدت سنوات حكم زوما تسييس وإضعاف عدد من أهم المؤسسات العامة في البلاد وقد تم اتهامه في سلسلة من فضائح الفساد وتدهور الاقتصاد وبلغ معدل البطالة أعلي مستوي له في 14 عامًا. ويتطلع المسئولون في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي إلي أن يُحسّن رامافوزا من شعبية الحزب المتدنية بعد ان قاد الحزب الكفاح ضد التمييز العنصري، وظل في السلطة منذ أن أصبح مانديلا رئيسًا بعد أول انتخابات حرة في جنوب إفريقيا عام 1994. ويواجه رامافوزا العديد من التحديات، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، في بلد يعاني الفقر والبطالة والفساد ومن المرجح أن يراجع رامافوزا سلسلة التعيينات المثيرة للجدل لكبار ضباط الشرطة، وقد اتخذت الحكومة بالفعل قرارا بزيادة ضريبة المبيعات للمرة الاولي منذ 25 عاما. وسيعمل رامافوزا علي تسويه الخلافات داخل حزبه حيث أدت فترة حكم زوما إلي تراجع الدعم الشعبي للحزب، إضافة إلي الانقسامات المتزايدة بين زعماء وقادة الحزب في عدة مقاطعات فضلا عن محاربة الفساد الذي يهدر عشرات المليارات كل عام. وستكون مبادرة التعليم العالي المجانية التي أعلنها زوما قبل استقالته واحدة من التحديات الرئيسة في طريق رامافوزا حيث لا توجد ميزانية لهذه المبادرة علي الرغم من إقرارها من قِبَل الحزب الحاكم. مما يعني أن شعب جنوب إفريقيا ينتظرون تنفيذ المبادرة من الرئيس الجديد. كما وعد رامافوزا بتطبيق الحد الأدني للأجور في وقت لاحق من هذا العام، مما سيؤثر علي 6 ملايين جنوب إفريقي، بالإضافة إلي مبادرات أخري للحد من معدل الجريمة المتزايد. ويخضع رامافوزا الآن لاختبار صعب يراقبه عامة الشعب وأحزاب المعارضة طوال المائة يوم الأولي من حكمه وحينها يمكن الحكم لصالحه أو ضده..فهل يستطيع أن يصلح ما أفسده زوما؟.