لا أريد أن أطيل فيما أشرت إليه في المقالين السابقين أن أحداث ميدان التحرير مدبرة للإخلال بالأمن وإشاعة الفوضي.. فما تكشف خلال الساعات الأخيرة يؤكد ذلك خاصة بعد ضبط تنظيم سري في السويس يدير بلطجية الثورة حيث يتم تجميعهم ونقلهم في سيارات إلي ميدان التحرير بعد دفع »المعلوم« طبعاً.. وإلقاء القبض علي مجموعة مسلحة بالميدان تحمل أسلحة خرطوش أكد اللواء منصور عيسوي وزير الداخلية أنها مسئولة عن إصابة عدد من المتظاهرين.. لعل أحد أفراد هذه المجموعة هو من عرضت الفضائيات مساء أمس الأول »كليب« مصوراً له وهو يطلق النار بعشوائية علي المواطنين في الميدان.. وتتضمن لقطة أخري من »الكليب« اعترافه بذلك. هؤلاء البلطجية وهذه الجماعات المسلحة استغلوا استياء أهالي الشهداء من طول فترة المحاكمات لرموز النظام السابق ولقيادات الشرطة وأفرادها الذين اعتدوا علي المتظاهرين بالرصاص الحي واندسوا وسطهم ثم افتعلوا مساء أمس الأول اشتباكات أخري بين المعتصمين بالميدان والباعة الجائلين أصيب فيها عدد كبير من المواطنين بالإضافة إلي تلفيات جسيمة في المحلات والسيارات التي تصادف وجودها بالميدان. واجبنا الآن إجهاض هذه المحاولات لزعزعة الاستقرار بأي ثمن فلا يمكن أن نقبل أن يتحول ميدان التحرير الذي كان رمزاً لتوحد المصريين في ثورة 52 يناير إلي ساحة يتقاتل فيها المصريون.. والشرطة »واقفة تتفرج« ! لابد أن تعود قوات الشرطة إلي ميدان التحرير فوراً وتفرض سلطتها علي الميدان وأن تظهر لهؤلاء البلطجية وأمثالهم »العين الحمراء« دون أن تخشي اتهامات من هنا أو هناك بالاعتداء علي المتظاهرين.. اختفاء »العين الحمراء« للشرطة بعد الثورة أفقد الدولة هيبتها.