اختيار المهندس هاني أبوريدة رئيس وعضو المكتب التنفيذي للفيفا لجائزة شخصية العام في 2017 بالاستفتاء الذي أجرته مجلة الأهرام الرياضي بقيادة الزميل محمد شبانة رئيس التحرير، هو اختيار صادف أهله تماما، لأنه جاء ترجمة حقيقية إلي الجهد الرائع الذي بذله سرا وعلانية من أجل عودة الكرة المصرية بقوة إلي ساحة الكبار القارية وبلوغها حلم التأهل إلي المونديال بعد فترة هجر وغربة استمرت 28 سنة. عندما نتكلم بلغة الأرقام، ونعود إلي الوراء، وبالتحديد منذ اعلان أبوريدة مسئوليته عن المنتخب الوطني قبل قدومه لرئاسة اتحاد الكرة نجد أن هذا القرار المصيري الذي اتخذه" سلاح ذو حدين " وحمل من الجرأة ما يعكس قوة شخصية أبوريدة الاشبه بصخرة تتحطم عليها كل الصعوبات والأزمات، وهذا ليس بجديد علي أبوريدة الذي يمتلك كاريزما خاصة تكونت علي مدار سنوات من التجارب والخبرات والعلاقات الدولية. قبل عام من قدومه رئيسا لاتحاد الكرة، وافق أبوريدة دون تفكير علي القيام بمهمة الاشراف علي المنتخب تلبية لنداء الوطن، في وقت كان فيه المنتخب، خارجا لتوه من التصفيات القارية والمونديالية ومتجرعا للانكسارات والهزائم من منافسين مغمورين مثل سيراليون وافريقيا الوسطي والنيجير وغيرها، من المنتخبات غير الموجودة علي خارطة اللعبة، لم يخش أبوريدة حملات النقد والتقطيع التي لاحقته، ووضع كل التصرفات الصغيرة في منطقة اللاشعور، وجمع أشلاء المنتخب المهلهل، واستقدم كوبر المدرب العبقري، ودعمه وسانده ووفر له لبن العصفور، وسرعان ما دبت الدماء في عروق وشرايين المنتخب، وكانت أولي الثمار هي عودة مصر إلي نهائيات افريقيا علي حساب نسور نيجيريا الجارحة وبلوغها النهائي الافريقي بعد غياب 7 سنوات علي حساب منتخبات شرسة مثل غانا وبوركينافاسو والسنغال وتخلل الرحلة فك عقدة المغرب بعد اكثر من 30 سنة، وحصلت مصر علي مقعد الوصيف في" الكان 2017 "، ثم جاءت الفرحة الكبيرة بصعودنا إلي المونديال، وحصد ابوريدة ومجلسه ومحمد صلاح وكوبر جوائز الافضل في استفتاء الكاف وهي لحظة تاريخية. وعلي صعيد المنافسات المحلية نجح أبوريدة لأول مرة في انتظام المسابقات، وشاهدنا جدولا ثابتا لها في ظل الظروف الاستثنائية، واستحدث أبوريدة»شقيق الجنرال العظيم سعد أبوريدة» ضرورة إلقاء السلام الوطني قبل كل مباراة، واصبحت عودة الجمهور إلي المدرجات متاحة بعدما كانت محالة، وهو الآن في طريقة لإحداث نهضة حقيقية بعدما عادت الكرة إلي سابق عهدها في الشارع المصري.. مبرووووووك لأبوريدة وبانتظار مجد جديد لمصر في المونديال.