بعض الناس لا يشترون ورقة اليانصيب، وينتظرون أن يكسبوا »البريمو » أي الجائزة الأولي !. إنهم أشبه بالذين يريدون أن يصلوا إلي القمر بغير أن يركبوا الصاروخ !. لابد أن تدفع لتأخذ أو أن تتعب لتصل وتنجح وتحصد !. وفي تخيلي أن وراء كل انجاز كروي جنود عظماء، هم أشبه بشموع تضئ الطريق وتدفع للأمام نحو الحلم والانجاز، وبنظرة موضوعية تحليلية متعمقة، نجد أن مصر الكروية بعثت من الموت بعد وفاتها في أعقاب ثورتين متتاليتين ومجزرتين كرويتين ببورسعيد والدفاع الجوي هما الأبشع علي مدار تاريخها !. نجد أن مصر الكروية التي وصلت حالة الشلل والجمود فيها بعد الثورتين والمجزرتين إلي حد تشميع برامجها الرياضية بالشمع الأحمر قد بعثت إلي الحياة مرة أخري، فعادت اليها مسابقاتها المحلية أكثر قوة ونشاطا وحيوية بعدما انتفخت خزائن أنديتها بالملايين من عائد البث الفضائي والحقوق التجارية والبداية كانت في زمن الوزير الجرئ طاهر أبوزيد، وعاد منتخبها كبيرا إلي الساحة الكروية بعد فترة هجر وغربة استمرت 7 سنوات، وحصل علي وصافة أفريقيا، وصعد عن جدارة للمونديال بعد غياب 28 سنة. ومنذ أيام احتفلت واحتفت مصر كلها شعبا وحكومة بإنجاز ثلاثي ثمين وتاريخي بعد صعود صلاح وكوبر والفراعنة إلي منصة التتويج كأفضل لاعب ومدرب ومنتخب باحتفالية الكاف لعام 2017 هذا الانجاز والتحول الرهيب الذي جعل مصر الكروية - أقول الكروية - تعود من الجمود إلي الحركة، ومن الموت إلي الحياة، ومن العدم إلي الوجود ؛ فكر ودبر له اسطورة الادارة الكروية ومهندسها الكبير هاني أبوريدة، فقد تسلم مهمة الاشراف علي المنتخب، وهو مهلهل قبل سنوات.. تسلمه منتخبا تائها عاجزا ومتجرعا لكئوس المرارة الكروية من منتخبات مغمورة كلنا نتذكرها للمثال افريقيا الوسطي والنيجير وسيراليون، ونجح أبوريدة في غضون سنوات بسيطة في قيادة المنتخب إلي جائزة الأفضل، بعدما استقدم له مدربا عبقريا هو هيكتور كوبر وسط انتقادات حادة.. وإذا كان أبوريدة ومن خلفه بعض أفراد مجلسه يستحقون التحية مثل الغائب الحاضر حازم الهواري ومعهم احمد مجاهد وعصام عبد الفتاح ود.كرم كردي وزاهر واللطيف خالد وحازم امام والغائبة الحاضرة د. سحر الهواري فإنني أري أن هناك شخصا آخر يستحق أن نرفع له القبعة لأنه فعل كل شئ بلا ضجيج من أجل عودة مصر الكروية..هذا الشخص هو محمد كامل راعي الكرة المصرية، الذي اشتري ورق اليانصيب، وراهن علي عودة صاروخ الكرة المصرية مجددا، فاستحق أن نلقبه بالبريمو.. تحية لكل هؤلاء..ومبروك للفراعنة وابوصلاح وكوبر وأحمد فتحي..وتحيا مصر.