قلبي حزين.. دموعي تنساب بلا توقف.. قلمي عاجز عن الكتابة.. يدي ترتعش.. بلد يحترق.. اشتباكات دامية بين الشرطة والمتظاهرين. إن ما حدث مساء يوم الثلاثاء الماضي في ميدان التحرير من انتشار البلطجة بكل أشكالها هو مهزلة بكل المقاييس.. ما ذنب أبنائنا من جنود الأمن المركزي الذين كانوا ضحايا هذه المهزلة، هذا يحمله البلطجية ويلقون به في سيارة مشتعلة والآخر يربطون في عنقه كلبا ويسحلونه، ضابط يفقد ساقه والآخر يفقد عينيه وأخبار كثيرة متناثرة.. ضابط يفقد طحاله، ضابط يستشهد بالعريش.. إلي متي تستمر هذه المهزلة. الكل يطالب الشرطة بضبط النفس.. دلوني علي بلد في العالم لا تستخدم الشرطة العنف فيه مع البلطجية. إن الآية قد انقلبت.. العالم كله به وزارة داخلية لها سلطة مطلقة في رد العنف والخارجين عن القانون. أما في مصر فهي تصفية حسابات ضد حبيب العادلي. من هو هذا العادلي الذي تسقط من أجله هيئة بأكملها. السلطة هي لوزير الداخلية بصفته أما إذا ظهر فساده فليذهب إلي الجحيم وتبقي السلطة كما هي شامخة. تعالوا نسأل أنفسنا من منا يقابل لصا ويتعامل معه بالحسني ويأخذه في حضنه ونناديه بضبط النفس.. عودوا إلي الحق لتسلموا.. هيبة الشرطة من هيبة الدولة.. وإذا سقطت سقطت الدولة. بيني وبينك خالص التعازي لكل أمهات وزوجات وأبناء وأسر شهداء الشرطة الذين لم تعلن وزارة الداخلية عن عددهم ولم يأخذوا نصيبهم من التكريم.