من قلب القدس وفي ذكري ليلة الاسراء والمعراج تحدث معنا الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الاقصي ورئيس الهيئة الاسلامية العليا بالقدس.. حاولنا ان نتعرف منه عن قرب عن احوال مسري رسول الله الذي اوشكت الحفريات الاسرائيلية اسفله علي هدمه.. واستباحت الجماعات اليهودية المتطرفة حرماته وشرعوا في بناء هيكلهم المزعوم بجواره. »الأخبار« تحدثت مع الشيخ عكرمة الذي ابدي قلقه الشديد علي مستقبل المسجد الاقصي ودعا جميع المسلمين والعرب إلي انقاذه ودعمه والتصدي لمخططات اليهود لهدمه. المسجد الاقصي في خطر فبين الحين والاخر تنتهك الجماعات اليهودية المتطرفة باحاته ويحاولون اقامة شعائرهم به كل ذلك يتم بدعم من الحكومة الاسرائيلية اليمنية لكن حراس المسجد الاقصي والمصلين دائما ما يتصدون لهؤلاء المعتدين الدخلاء. وماذا عن مبني المسجد نفسه ومدي تأثره في الاونة الماضية بعمليات الحفر الاسرائيلية اسفله؟ هناك تشققات في جدران المسجد ظهرت في الناحية الجنوبية والشرقية وفي السور الملاصق للمسجد الاقصي نتيجة الحفريات الاسرائيلية المستمرة فاليهود يخططون لاقامة هيكل سليمان المزعوم.. وهم بالفعل قاموا بعمل مجسم للهيكل وبدأوا في اقامة الطقوس التي سينفذونها بعد بناء الهيكل.. ورصدوا لذلك ملايين الدولارات فأطماعهم في المسجد الاقصي مستمرة. ولكن هل يمكن تنفيذ ذلك علي المدي القريب؟ اليهود يتبعون دائما سياسية النفس الطويل وهم ينتهزون اي فرصة لتنفيذ مخططاتهم.. فيستغلون انشغال العرب والمسلمين بالقلق الدائر في بلادهم حتي يستكملوا هذه الخطط الدنيئة لكننا هنا في القدس نحبط ما يصنعون ونفشل كل محاولاتهم. هل لدي اليهود ما يثبت وجود هيكلهم المزعوم اسفل المسجد الاقصي؟ علي مدي عشرات السنوات يحاول اليهود اثبات ذلك وحشدوا خبراء الاثار اليهود من كل مكان حتي يؤكدوا ان المسجد الاقصي تم بناؤه علي انقاض هيكل سليمان المزعوم لكن رغم كل هذا لم يجدوا حجرا واحدا له علاقة بالتاريخ العبري القديم واعترف علماء الاثار لديهم بذلك. وما قصة القصور الاموية التي وجدت بجوار المسجد الاقصي مؤخرا؟ القصور الاموية وجدت ملاصقة للجدار الجنوبي للمسجد الاقصي وهي قصور تم بناؤها في نفس فترة بناء المسجد الاقصي المبارك من قبل الامويين لكن اسرائيل اخذت تحفر حول هذه القصور وسرقت بعض احجارها وزعمت ان احجارها من اثار الهيكل. وماذا عن احوال حائط البراق؟ حائط البراق جزء من السور الغربي للمسجد الاقصي وهو موضع طمع دائم لليهود فهم يصلون خلفه أو قبالته من الخارج ولا يسمحون للوقف الاسلامي بترميمه أو ادارته فهم يسيطرون عليه سيطرة كاملة من الخارج اما من الداخل فنحن الذين نسيطر عليه حيث يلاصق الحائط مسجد صغير داخل باحات المسجد الاقصي يسمي مسجد البراق ويقال انه المكان الذي تم ربط البراق به اثناء رحلة الاسراء والمعراج. هناك خلاف واضح بين علماء الدين حول جواز زيارة المسلمين للمسجد الاقصي الان في ظل الاحتلال فإلي اي الاراء تميل؟ الذين كانوا يدعون إلي زيارة المسجد الاقصي في وجود الاحتلال الاسرائلي خرجوا من الحلبة ومن السلطة. وكان ابرزهم الدكتور حمدي زقزوق وزير الاوقاف السابق.. لكن انا لا أؤيد ان يزور لمسلمين العرب الاقصي الان لان ذلك يعد تطبيعا مع اليهود واعترافا بهم. لكن لا امانع في ان يأتي المسلمون من جنسيات غير عربية حيث ان بلادهم تعترف باسرائيل فوجودهم ليس له اي دلالات سياسية. وماذا عن المصالحة الفلسطينية الاخيرة وهل تري لها طريقا للتنفيذ علي ارض الواقع؟ نحن نأمل في ذلك لان وحدة الفلسطينيين ووحدة العرب والمسلمين هما الامل في زوال الاحتلال وعودة الاراضي المقدسة مرة اخري. وضمان نجاح المصالحة الفلسطينية هو الالتزام ببنودها واطرافها وعدم فرض طرف من الاطراف ارادته علي الاخر. هل تري املا في عودة عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟ لا مجال لعملية السلام فهذه كلها اوهام. كيف تري مصر بعد ثورة 52 يناير؟ نحن نحمد الله علي نجاح هذه الثورة المباركة وعلي زوال نظام مبارك الذي حاصر اهل غزة لسنوات واعتقد ان دعوات الايتام والثكالي والارامل في غزة هي سبب سقوط هذا النظام.. ونحن ندعو الله ان يثبت اركان الحكم في مصر وان تبقي مصر ارض الكنانة المباركة علي الدوام فقد تعلمت فيها في الازهر الشريف فهي دائما قريبة إلي قلبي. في رأيك ما الذي يحتاجه منا الفلسطينيون الان؟ ما نحتاج هو وحدة الموقف ووحدة الصف العربي والاسلامي علي غرار الاتحاد الاوروبي وقتها لن تجرؤ اسرائيل علي المساس بمقدساتنا.