أعتقد أن من حقي، بل من واجبي أن أقولها له بصراحة المدرك لمكانته وتاريخه، حتي لو كانت كلمة الحق لا تجد الصدي المتوقع وسط المواقف التي تسيطر عليها الانفعالات والعواطف، أقولها وقد كنت شاهداً بشكل أو بآخر علي دوره الكبير في ملحمة السويس أثناء حرب الاستنزاف وأثناء حرب أكتوبر المجيدة. أقولها وقد كنت من أوائل الذين أشادوا به سواء من خلال برامجي المختلفة خاصة برنامج »صوت المعركة« كما كتبت عنه في »الأهرام« وكذا في كتبي عن الحرب، وأفضت في الحديث عما قام به أثناء حرب أكتوبر، ودوره في تفجير مشاعر المقاومة ضد محاولة اسرائيل احتلال السويس استغلالاً دنيئاً لقرار وقف اطلاق النار »تحديداً في 32 اكتوبر 3791« وقد كنت شخصياً شاهد عيان كمراسل حربي للإذاعة علي ذلك الدور الكبير، ومن هذا المنطلق أري أنه من حقي، ومن واجبي، أن أقول الآن للشيخ »حافظ سلامة« المناضل صاحب التاريخ في المقاومة الشعبية »من أيام مقاومة الاحتلال الانجليزي«: حنانيك يا شيخنا، ورفقاً بتاريخك، فلا تخذل دورك الذي جددته مع »ثورة 52 يناير« وأكدته في مظاهرات السويس التي كانت من مقومات نجاح الثورة، وإذا بك يقتصر جهدك الآن علي انتزاع ملكية »مسجد النور« متمسكاً بالحكم القضائي الذي صدر لصالح جمعيتك الخيرية، وتزعمت حركة الإضراب والاعتصام، وباركت عملية منع خطيب الأوقاف من الصعود الي المنبر، ولم تزعجك المشادات التي حدثت داخل وخارج المسجد في صدام سيء التوقيت مع حكومة الثورة، والمؤكد يا شيخنا أنها لحظة انفعالية هي تلك التي قلت فيها: »إنك حاربت إسرائيل ودافعت« وحدك »عن السويس«، صحيح انك اطلقت صيحة الدفاع والمقاومة الشعبية في الوقت الذي خارت فيه قوي احد المسئولين بالمحافظة، إلا ان دورك هذا ما كان ليكتمل دون البطولات الرائعة لرجال »منظمة سيناء العربية« أمثال الشهيد »إبراهيم سليمان« ودون المساندة القوية من »إحدي كتائب الجيش الثالث«، ودون التحرك الشعبي لفنانين مقاتلين مثل »الكابتن غزالي«. أخيراً أقول لك يا شيخنا المناضل الكبير: احتراماً لتاريخك الذي لا ينكره الا جاحد، واحتراماً وإعزازاً لثورتنا المجيدة التي تحتفظ لك بما قدمته لها في السويس، ليتك تترك قضية »مسجد النور« للقضاء من جديد، بل انني اصل معك الي اكثر من ذلك فأقول لك: ماذا لو تقبل إشراف وزارة الأوقاف خاصة ان اشرافها الآن بمفاهيم وقيم الثورة يختلف تماماً وكلية عن اشراف »امن الدولة« . المهمة »الصعبة« و»السهلة« لوزير السياحة!! كنت من بين من رحبوا وتفاءلوا بتولي الصديق المثقف »منير فخري عبدالنور« مسئولية وزارة السياحة، بينما تحفظ البعض في تفاؤلهم لما اعتبروه »افتقاده للخبرات السياحية« وقد أثبتت الأيام صدق توقعي الذي بنيته علي خبرتي معه عندما جمعتنا سنوات العمل البرلماني »من 0002 الي 5002« وهي »الدورة« التي لم تتجدد لمواقف الحزب الوطني معنا برغم اختلاف مواقعنا، وقد اقتربت منه اكثر عندما شاركنا معاً في »مؤتمر دولي« عقد في بلجيكا تحت عنوان »مشكلات الأقليات« وكان من أهداف ذلك المؤتمر المريب اثارة النزعات الطائفية في دولنا العربية والافريقية، وأذكر انه عندما تحدث كمصري مسيحي دحض بطلاقة لسانه، وبلاغة تعبيره، تهمة اضطهاد الأقباط في مصر، وألقم إدارة المؤتمر حجراً محترماً! ولكن لماذا أتحدث الآن عن وزير السياحة »منير فخري عبدالنور« وقد مر علي توليه المسئولية فترة ليست بالقصيرة؟! الواقع ان السبب المباشر هو ما تعرضت له السياحة من مصاعب في أعقاب الثورة، وما يلوح الآن في الأفق من احتمالات قوية لانفراجة سياحية تنتظرها وتحتاجها مصر، ومعني ذلك ان وزارة السياحة تتحرك الأن بين »المهمة الصعبة« لاستكمال تشجيع السياح الأجانب و»المهمة السهلة« التي تدعمها الآن حالة الاستقرار وعودة الأمن بشكل ملحوظ ولعل ما قام به الوزير من جولات مكثفة، ولقاءات مثمرة في مؤتمرات سياحية دولية يكون قد أكد سهولة المهمة السياحية، كما انه يحسب له بالتأكيد موقفه بالنسبة لتأشيرات الحج التي أطلقها بعد ان كانت غنيمة سنوية للشركات السياحية الكبري علي حساب الشركات الصغيرة التي تتعامل مع الحجاج الفقراء، وسوف يحسب له ايضاً القرار المتوقع بإلغاء تخصيص »خمسة آلاف تأشيرة« كانت حكومات النظام السابق تحتجزها من أجل توزيعها علي المحاسيب.