أعجبني كثيرا رأي العالم الكبير الدكتور مصطفي السيد حينما قال ان »الحكومة الشاطرة« وظيفتها تشغيل الناس وليس اطعامهم، وللاسف فنحن نعيش منذ عشرات السنين- وحتي الآن- في انتظار هذه الحكومة الشاطرة!! واذا تتبعنا تاريخ الدول التي انتشلت شعوبها من الفقر والتخلف سنجد ان زعماء وحكومات هذه الدول استثمروا في البشر وراهنوا عليهم، لم ينظروا اليهم كعبء وعالة في حاجة لمن يوفر لهم الطعام والكساء والعلاج.. وحتي الترفيه، بل رأوا فيهم قوة كامنة تحتاج فقط للتوجيه السليم والاستغلال الأمثل.. وهذه هي عقلية »الحكومة الشاطرة« علي حد تعبير عالمنا الجليل مصطفي السيد. اتمني من كل مرشح للرئاسة ان يعي هذا الدرس قبل تأكيد ترشيحه.. لا نريد من المرشح كلاما انشائيا ووعودا معسولة.. بل نريد قائدا حقيقيا قادرا علي التغيير وانتشال بلده من الفقر، نريد منه خطة حقيقية لكيفية استثمار قوة مصر البشرية وتحويل العاطلين بل البلطجية ايضا الي منتجين، نريد منه برنامجا واضحا يطرح افكارا واقعية وفرص عمل يحتاجها المجتمع بالفعل، نريده مسئولا امامنا عن كل وعد أو تصريح ينطق به قبل فوزه، نريده ان يعلم ان الرئاسة القادمة تكليف وجهد اكثر منها تشريف ورفاهية، وان الرئيس القادم سيكون تحت الميكروسكوب، وسيحاسبه الشعب علي كل وعوده وتصريحاته الانتخابية. إذا لم يدرك المرشح كل ذلك فليمتنع عن الترشيح، فلن يستطيع أحد خداع الشعب مرة أخري.