استكمالا لما تحدثت عنه في الاسبوع الماضي بشأن " ناس الاقوال " و " ناس الافعال " الذي تناولت فيه اصحاب الحناجر الزاعقة التي تمتص عقول الاخرين بشعارات صارخة فلا نري منهم غير اقوال ثم اقوال ثم اقوال . اليوم اقدم نموذجا آخر من " ناس الافعال " الذين يحبون مصر بالفعل وليس بالقول ، انه الرجل الذي تبرع لمصر ب 30 مليون دولار من اجل المشروع المطروح من د. احمد زويل ، انه د. محمد العريان المرشح الان لرئاسة البنك الدولي خلفا للفرنسي ستراوس ، انه الرجل الذي وصفته جريدة " نيويورك تايمز " بالمصري الاهم والاكثر تأثيرا في العالم ، واسمته ايضا بالرجل الغامض ، وقالت الجريدة في تقريرها إن أهمية الدكتور العريان علي المستوي العالمي لا تضاهيها أي شخصية مصرية أخري، وذلك لتأثيره علي مجريات الشئون الدولية المالية. هل اهتمت اجهزة الاعلام بالقاء الضوء علي الدكتور محمد العريان قبل او بعد تبرعه لمصر في مقابل اهتمامها وجريها وسعيها وراء الاثارة الصاخبة التي يجيدها اصحاب الحناجر الصارخة ؟ هل قدم الاعلام الذي اصابته لوثة الاثارة وتغييب العقل حكاية المصري الاصيل الذي قدم بالفعل لبلده ما يعينها في الازمة الطاحنة التي تعيشها نتيجة لعدم الاستقرار والانفلات الحادث في كل شيء ، للأسف لم يفعل الاعلام بجميع وسائله شيئا من هذا ، لانه علي ما يبدو لا يسعي وراء " ناس الافعال " انما يجذبه صراخ " ناس الاقوال". من الواجب ان تعرف الناس ان الدكتور محمد العريان ، هو اهم خبير إقتصادي مصري أمريكي يشغل منصب المدير التنفيذي لمؤسسة بيمكو الأمريكية، التي تعتبر من أكبر شركات إدارة الأصول في العالم وتدير أصولا تزيد قيمتها علي 1.1 تريليون دولار أمريكي، أي أكبر من حجم اقتصاديات أغلب دول العالم النامية، وهو من مواليد عام 1958 لأب مصري وأم فرنسية، متزوج من محامية ولديه ابنة وحيدة، والده هو الدكتور عبد الله العريان الذي كان أستاذاً للقانون ثم قاضيا في محكمة العدل الدولية، وعمه الأستاذ أحمد العريان أستاذ هندسة المواد في كلية الهندسة جامعة القاهرة، احتل الدكتور محمد العريان المرتبة ال11 ضمن أفضل 500 شخصية عربية حسب استفتاء مجلة أريبيان بيزنس، والمرتبة السابعة عام 2009 كما أنه يعد مرجعا لعدد كبير من المؤسسات المالية والصحف العالمية والعديد من الدول، العالم كله لجأ لتصريحاته وآرائه اثناء الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالعالم في 2008 وقد حصل العريان علي شهادته الجامعية في الاقتصاد من جامعة كامبريدج، ثم حصل علي شهادتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد ، وعمل لمدة 15 عاما لدي صندوق النقد الدولي قبل تحوله للعمل في القطاع الخاص، وقد حصد ألقاباً كثيرة وبرز اسمه كواحد من أهم نجوم عالم الاستثمار الذين صعدوا بسرعة غير عادية، نال في عام 2008 جائزة عالمية عن كتابه "عندما تتصادم الأسواق"، وقد كان العريان مسئولاً عن الوقف الاستثماري لجامعة هارفرد والبالغ قيمته 35 مليار دولار، وحقق فيه عوائد قياسية بمتوسط 23٪ للسنة المالية وهي الأعلي في تاريخ الجامعة وعند سؤاله عن سر نجاحه في عالم المال والاستثمار، قال إن التفكير المستقل وراء كل نجاح . الرجل من تلقاء نفسه تبرع لبلده .. فيا تري كيف تستفيد البلد من خبرته ومكانته فيما بعد ؟ !