فجأة وبدون مقدمات.. وصل سعر اللاعب في مصر إلي 35 مليونا و15 مليونا دون أن يشارك في منتخب بلاده لو مباراة واحدة.. ارتفاع جنوني سيطر علي انتقالات الشتاء في مصر متأثرا بالأرقام العالمية والصفقات بين الأندية الكبري في فرنسا وإسبانيا ولكن في مصر دون تقييم لقيمة وقدرات اللاعب. ووجه نجوم الكرة وخبراء اللعبة اللوم إلي الاندية التي تنافست وساهمت وساعدت وكلاء اللاعبين الذين تحولوا إلي »سماسرة» في رفع سعر اللاعبين دون أي محاولات للتقييم أو تقدير قيمته الفعلية ومدي حاجة الفريق اليه. وبعد الصفقات التي أشعلت الميركاتو الشتوي خاصة الثنائي صلاح محسن الذي انتقل إلي الأهلي قادما من انبي بمبلغ قارب ال 35 مليون جنيه ومحمد عنتر الذي انتقل للزمالك قادما من النادي الاسيوطي ب 15 مليون جنيه.. وجهت الاخبار عدة اسئلة لنجوم الكرة ومسئولي التسويق للتعرف علي أسباب تلك الظاهرة ومن ساهم في ارتفاعها فضلا عن امكانية وضع سقف محدد لها في المرحلة المقبلة أمام لا. طه إسماعيل: عرض وطلب أكد طه إسماعيل نجم الأهلي السابق ان تزايد الأسعار يرجع إلي ترجمة النادي الدولار للجنيه بمعني ان النادي يقوم بطلب 2 مليون دولار ويقوم بالتالي بترجمة الدولار لجنيه فيصبح سعر اللاعب 40 مليون جنيه مصري مضيفا انها عملية عرض وطلب وليس للحكومة أو الدولة دخل فيها. وأشار إسماعيل إلي ان النادي هو من يحدد سعر اللاعب بالإضافة إلي الوكيل الذي يسعي إلي رفع السعر من أجل العمولة التي يحصل عليها والدليل علي ذلك مينو رايولا وكيل أعمال الفرنسي بول بوجبا لاعب وسط مانشستر يوناياد الانجليزي والذي حصل علي 20 مليون يورو نظيره انتقال موكله الفرنسي للمان يونايتد في صيف 2016. وأضاف طه ان هناك أندية تتعامل مع الصفقات بنظرة عقل ومستقبل عن طريق الاستفادة طويلة الأمد من اللاعب كخدمات ومهارة وبيعه أيضا بسعر أعلي مما دفع لجلبه وأندية أخري تتعامل بنوع من العند مع المنافس عن طريق شراء لاعبين تألقوا لمدة موسم واحد في أندية أخري مما يجعله يدخل في مفاوضات معه لجلبه إلي ناديه وفي النهاية يجد عنده أكثر من لاعب في القائمة نتيجة لعدم التخطيط الجيد في جلب الصفقات. وضرب إسماعيل مثالا لتعامل النادي الأهلي في الصفقات حيث أكد ان الأحمر يستثمر بتعاقده مع اللاعبين ، مضيفا ان الأهلي تعاقد مع عدة لاعبين ولكنه اعار لاعبين آخرين وان عقود الإعارة هي من استطاعت جلب الصفقات الشتوية للفريق مشيرا إلي انه يتم استثمار الصفقات علي فترات بعيدة المدي عن طريق التخطيط للفوز ببطولة أفريقيا للأندية من ثم الفوز بجائزة المسابقة المالية والمقدرة ب2.5 مليون دولار بالإضافة إلي المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية والحصول علي نفس الرقم وبالتالي يكون قد استطاع الاستفادة من اللاعبين عن طريق الناحية الفنية وفيما يخص الناحية المالية يتم بيع اللاعبين بأسعار عالية ومثال في ذلك رمضان صبحي وإيفونا وأحمد حجازي. أبو جريشة: »لازم سقف» أكد علي أبو جريشة نجم النادي الإسماعيلي انه يجب علي وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة ان يتدخلا في تحديد سعر اللاعبين من أجل محاربة الزيادة غير الطبيعية في الأسعار مؤكدا انه لا يوجد لاعب في مصر قيمته تتعدي الخمسة ملايين جنيه وان الصراعات بين الأندية هي من الأسباب التي ساعدت في تلك الأرقام خلال الفترة الماضية. وأضاف أبو جريشة أن وكلاء اللاعبين عامل رئيسي أيضا في زيادة الأسعار مشيرا إلي ان الوكلاء يذهبون للأهلي ويعرضون اللاعب ويؤكدون ان الزمالك يفاوض اللاعب والعكس وذلك من أجل زيادة سعر اللاعب وبالتالي زيادة العمولة الخاصة به من الصفقة. وأشار نجم الأسماعيلي السابق ان كل فريق يجب ان يلتزم بعدد معين من الصفقات حسب احتياجاته الفنية وذلك بعدما أصبح القيد 25 لاعبا فقط وبالتالي هناك لاعبون قد لا يشاركون ويرحلون في الموسم الأول لهم مع الفريق. وأضاف أبو جريشة الأ انه يجب ان يتم وضع سقف للتعاقدات مثلما يحدث في السعودية بحيث يكون سعر اللاعب الدولي يختلف عن اللاعب المحلي يختلف عن اللاعب الشاب حسب سنه بالاضافة إلي مستواه الفني كل ذلك تعتبر معايير لتحديد سعر اللاعب عن آخر. وأكد علي أبو جريشة ان زيادة الأسعار أصبحت ظاهرة عالمية مشيرا إلي أن عندما حدثت صفقة نيمار لباريس سان جيرمان الفرنسي ب222 مليون يورو هناك أشياء اخري عوضت قيمة الصفقة. جعفر: السماسرة السبب في المقابل أكد فاروق جعفر نجم نادي الزمالك السابق أن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار اللاعبين يرجع إلي السماسرة مضيفا إلي انه لايوجد في مصر وكلاء لاعبين وانما هم سماسرة. وأشار جعفر إلي انه لايوجد معايير تحدد أسعار اللاعبين فنية وان من يحدد قيمة اللاعب السوقية هم النادي والوكلاء والسماسرة. وأضاف فاروق انه لا تسطيع إيقاف تلك الأرقام والانتقالات وانه يجب علي الدولة ان تدخل من أجل عدم زيادة الأسعار مرة أخري مشيرا إلي انها اصبحت ظاهرة عالمية وانه لا يوجد لاعب في مصر يستحق مبلغ 40 مليونا متسائلا هل يعقل ان يكون اللاعب أغلي من النادي بجميع أملاكه. حازم إمام:»السوشيال ميديا» لها دور أكد حازم إمام عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ان اسعار اللاعبين أصبح مبالغاً فيها للغاية مشيرا إلي ان الأهلي والزمالك لهما دور في الزيادة حيث يرفع كل ناد سعر اللاعب عن النادي الآخر إضافة إلي دخول السوق السعودي في الصورة بشكل كبير عن طريق دفع مبالغ كبيرة لاعارة اللاعبين المصريين. وأضاف امام انه لايوجد معايير لتحديد سعر اللاعبين في مصر مشيرا إلي انه بمجرد ان يتألق اللاعب في مباراة امام القطبين يحدث ضجة كبيرة بين المشجعين علي السوشيال ميديا رغم عدم كون اللاعب دوليا مع المنتخب الأول او الشباب كما انه لا يكون هداف في الدوري. وأشار أمام إلي ان الوكلاء لهم دور كبير في تحديد سعر اللاعب من أجل زيادة نسبتهم الخاصة بالصفقة بالإضافة إلي الجماهير التي تضغط علي الإدارة من أجل لاعب معين دون النظر في المبلغ المطلوب ويتم انتقاد الإدارة في حالة عدم التعاقد مع اللاعب. وأكد نجم الزمالك السابق إلي انه لا يوجد حل في الوقت الحالي لوقف زيادة الأسعار الا ان يتعرف الجمهور علي القيمة الحقيقية للاعب خلال مشاركته مع فريقه الجديد. رفعت: صراع الأفراد أكثر من الأندية أرجع خالد رفعت مدير التسويق السابق بنادي الزمالك ارتفاع الاسعار الانتقالات الشتوية داخل مصر إلي المنافسة وصراع الافراد أكثر منها صراع أندية مشيرا إلي أن وكلاء اللاعبين حاولوا استغلال الصراع بين الافراد خاصة مسئولي الاندية لرفع اسعار اللاعبين من أجل تحقيق مصلحتهم والحصول علي عائد أكبر. وقال رفعت إن ما يحدث في مصر بلا شك من الارقام التي تتردد حول أسعار اللاعبين مبالغ فيه للغاية مشيرا إلي أن الاجواء في مصر تأثرت بما يحدث في الخارج ولكن في الصفقات العالمية هناك ما يقرب من 3 أو 4 حالات فقط هي التي ارتفع قيمتها بشكل كبير ولكن تقييمها كان قريبا بشدة من السعر الحقيقي الذي تم رصده ولكن في مصر أسعار اللاعبين مبالغ فيها ولا تناسب قيمتها الفنية. القيعي: »التعويم» غرقنا! فيما كشف عدلي القيعي مدير التعاقدات بالنادي الأهلي أن تحرير سعر صرف الجنيه أثر علي أسعار اللاعبين وأن الأندية واللاعب أصبحا يطلبان أكثر من القيمة الفعلية للاعب. وأضاف القيعي أن التنافس بين الأهلي والزمالك أيضا سبب في زيادة الأسعار حيث يرفض كل ناد ترك لاعب للآخر. وأشار القيعي إلي ان الوكلاء لهم دور في زيادة أسعار اللاعبين بسبب النسبة التي يحصل عليها من الفريقين بالإضافة إلي نسبته من اللاعب مضيفا إلي ان الوكيل يعمل علي عرض موكله علي أكثر من ناد لاجل رفع قيمته المالية ورفع نسبته من الصفقة. وأضاف عدلي إلي ان زيادة أسعار اللاعبين أصبحت ظاهرة عالمية وليست حكرا علي مصر فقط والدليل علي ذلك سعر انتقال نيمار لباريس سان جيرمان الفرنسي. السقا: الأندية الشعبية ستموت أكد عبد الظاهر السقا نجم المنتخب الوطني السابق ان الأسعار عرض وطلب بالإضافة إلي انها فرصة للنادي من أجل طلب مبالغ كبيرة للاستغناء عن اللاعبين وفرصة للاعب من اجل تحقيق حلمه باللعب لأحد القطبين في مصر. وأضاف عبد الظاهر انه لايوجد لاعب في مصر يستحق 38 مليون جنيه مشيرا إلي ان ارتفاع بورصة اللاعبين قد تؤثر علي ادائه في الفترة القادمة بسبب قيمته المزيفة متسائلا كم سيدفع لاحمد فتحي وعبد الله السعيد وسط تلك الأرقام الكبيرة. وأشار عبد الظاهر إلي ان السوق خلال الفترة القادمة مع الزيادة المستمرة في الاسعار ستكون حقرا علي الأهلي والزمالك فقط مضيفا إلي ان الأندية الشعبية لن تستطيع دفع مليون جنيه راتبا للاعب وبالتالي ستموت. وأضاف السقا ان وكلاء اللاعبين هم اصحاب الكلمة الاولي والاخيرة في سعر الصفقة وهم المستفيدون الاكبر منها وذلك من اجل الحصول علي نسبة أكبر. وأكد عبد الظاهر انه يجب ان يتم وضع معايير لتحديد سعر اللاعبين من أهمها ان يكون اللاعب دوليا بالإضافة إلي متابعته موسماً واثنين وان يكون التعاقد مع اللاعب للحاجة الفنية فقط وليس للفوز علي المنافس.