كتب محمد الفقي وأحمد داود: تحديات جسام وطريق طويل مرت به مصر من اجل اعادة العلاقات مرة أخري مع القارة السمراء باعتبارها العمق الطبيعي والامتداد الجغرافي لمصر.. أكدت لجنة العلاقات الأفريقية بمجلس النواب ان مصر عادت إلي مسئوليتها الإفريقية.. وملأت فراغا بعد غياب طويل.. كما اكدوا اننا غبنا عن القارة السمراء بسبب مواقف شخصية.. ومكانتها الان أصبحت أقوي مما كان.. ورصد النواب عدة خطوات لعودة العلاقات والتصدي لظاهرة اختراق أفريقيا من الخارج حيث اكدوا ان هناك محطات عديدة قامت بها الدولة المصرية من اجل اعادة المياه لمجاريها.. فبعد ان كانت علاقتنا بالقارة السمراء عميقة ابان مساندتنا في عهد الزعيم جمال عبدالناصر لحركات التحرر هناك بدأت العلاقات في الانزواء التدريجي في اواخر السبعينيات واصبحت فاترة في بداية الثمانينيات وتقريبا اصبحت شكلية وانقطعت مع بعض الدول في النصف الثاني من التسعينيات واستمرت بهذا الوضع حتي جاء الرئيس السيسي بفكر استراتيجي ساهم في ان تصبح العلاقات علي شكلها الحالي. واكدوا ان محطات الاهتمام الدبلوماسي والبرلماني والثقافي ورسائل السيسي المتكررة في خطاباته والتأكيد علي عمق العلاقات والتي تنعكس بما لا شك فيه في لقاءاته مع القادة الأفارقة كان لها ابرز الأثر في اذابة الجليد ورسم طبيعة العلاقة الطيبة من جديد مع دول القارة السمراء. قال النائب مصطفي الجندي نائب رئيس البرلمان الافريقي وعضو اللجنة الافريقية بمجلس النواب ، إن العلاقات المصرية الافريقية وما وصلت اليه من مستوي جيد في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، هي عودة قوية وحقيقية بكل معاني الكلمة ، بعد غياب طويل ، وترك فراغ كبير في القارة السمراء امتلئ بدول اخري ، بعضها استثمر الفرصة للاستفادة من ثروات القارة ، والبعض الاخر اصبح يمثل تهديدا للأمن القومي المصري. ووصف الجندي في تصريح للأخبار بأن العودة إلي افريقيا هي قضية وجود ، وتأخذ وقتا طويلا ، الا ان الامر ليس بمستحيل في ظل تطورات ملحوظة وخطوات جادة تصب في هذا الشأن ، وكانت آخر نتائجها الايجابية والقوية هي الاجماع الافريقي علي اختيار مصر رئيسا للاتحاد الافريقي في دورته القادمة 2019 ، ويثبت أن مصر هي أهم وأكبر قوة في القارة السمراء. وأكد عضو اللجنة الافريقية ، أن تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ووزير الخارجية سامح شكري أكثر من ممتازة ، والدليل هو ما وصلت اليه مصر من مركز مرموق ومكانة قوية ، جعلت العديد من الدول الافريقية تقول ان مصر تحارب الارهاب باسمها وباسم القارة الافريقية ، بما يؤكد أن مصر عادت إلي مسئوليتها التاريخية والدولية والاقليمية. وأوضح الجندي أن الفترة القادمة مطلوب أن يقوم البرلمان ممثلا في اللجنة الافريقية بتشكيل جمعيات صداقة برلمانية مع كافة الدول الافريقية ، اضافة إلي ان الحكومة مطالبة بمتابعة كل ما يصدر عن الرئيس من قرارات وتعليمات تخص التعاون المصري الافريقي حتي لا تتحول العلاقة إلي مجرد كلام ووعود دون خطوات تنفيذية. وطالب الجندي بضرورة وجود وزارة للشئون الافريقية ، وان يكون وزيرها باختصاصات كاملة وليس مجرد وزير دولة ، ليتعامل مع كافة الملفات التي تخص الشأن الافريقي والموزعة علي كافة الوزارات والجهات المعنية ، مشددا علي ضرورة انشاء الدولة لشركة تأمين للشركات المصرية العاملة في الدول الافريقية التي تمس الأمن القومي المصري مثلما فعلت فرنسا وألمانيا. وأشار عضو اللجنة الافريقية إلي اهمية فتح الاسواق المصرية والافريقية بطريقة تسمح بتبادل تجاري حقيقي بين مصر واشقائها الافارقة ، ولكن ليس قبل فتح خطوط ملاحية لجميع انحاء القارة ، مع التركيز علي تخصيص خطوط طيران بين القاهرة وكافة العواصم الافريقية ، كما هو الحال في الخطوط الاثيوبية. وشدد علي ضرورة ان يكون للقوة الناعمة دور جاد وواضح في الملف المصري الافريقي من خلال انشطة الرياضة والفن والدبلوماسية الشعبية. أكد النائب ماجد أبو الخير وكيل لجنة الشئون الافريقية بمجلس النواب ، أن مصر غابت عن القارة الافريقية لسنواب طويلة ، وكان يتم التعامل مع الملف الافريقي بناء علي مواقف شخصية ، كما أن فترة ما بعد الثورة مباشرة شهدت سوء ادارة الملف ، وعدم التحرك بشكل جيد مما أدي إلي تفاقم ازمة سد النهضة ، وأدي إلي توتر العلاقة بالاخوة الافارقة. وأشار ابو الخير إلي انه منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية وتم التعامل مع افريقيا برؤية مختلفة ، حققت وجودا قويا لمصر داخل القارة من خلال جولات مكوكية للرئيس علي مدار السنوات الاربع الماضية ساهمت في اعادة السكينة والدفء إلي العلاقات ، وزادت من قوتها ، ومكانتها أصبحت أقوي مما كان موضحا أن الخطوة الاولي كانت من خلال النص في الدستور علي أن مصر تنتمي إلي القارة الافريقية وجزء اساسي منها ، وهو الامر الذي تم تفعيله بتخصيص لجنة للشئون الافريقية بمجلس النواب. وأوضح وكيل اللجنة الافريقية أن الادارة المصرية تتجه بشكل متوازن وفعال إلي افريقيا ، وتم تكليل تلك الجهود باختيار مصر لرئاسة الاتحاد الافريقي 2019 ، مما يعتبر دليلا علي عودة مصر إلي افريقيا ، مؤكدا ان تنامي العلاقة لن يكون الا بالمشاركة والتفاهم المتبادل وعدم الاضرار بالمصالح المشتركة للدول الاشقاء. ووجه أبو الخير إلي اهمية تنفيذ مشروعات تنموية بين مصر والقارة السمراء يكون العنوان الاساسي لها »شراكة من اجل التنمية» اضافة إلي ضرورة استحداث وزارة جديدة للشئون الافريقية لتكون اداة تنفيذية لكافة الامور المتعلقة بالشأن الافريقي في مصر. وأوضح وكيل لجنة الشئون الأفريقية ، أن هناك تجربة حقيقية في تأسيس البنية التحتية لمصر يمكن تطبيقها في عدد من دول القارة ، وتصدير الكهرباء وعمل مشروعات طاقة في دول حوض النيل ، مشددًا علي أهمية عمل مشروعات مشتركة بين الدول الدول الثلاث المطلة علي نهر النيل ، مضيفًا أن النيل هو نبع الحضارة ، ولا يمكن أن يكون هو سبب المشكلة بين الدول. وأكد اللواء بدوي عبداللطيف عضو مجلس النواب نجاح الرئيس عبدالفتاح السيسي في التصدي لظاهرة اختراق أفريقيا من الخارج مشيرا إلي ان هناك محطات عديدة قامت بها الدولة المصرية من اجل اعادة المياه لمجاريها.. فبعد ان كانت علاقتنا بالقارة السمراء عميقة ابان مساندتنا في عهد الزعيم جمال عبدالناصر لحركات التحرر هناك بدأت العلاقات في الانزواء التدريجي في اواخر السبعينيات واصبحت فاترة في بداية الثمانينيات وتقريبا اصبحت شكلية وانقطعت مع بعض الدول في النصف الثاني من التسعينيات واستمرت بهذا الوضع حتي جاء الرئيس السيسي بفكر استراتيجي ساهم في ان تصبح العلاقات علي شكلها الحالي. واشار عبداللطيف الي أهمية انشاء لجنة للعلاقات الافريقية بالبرلمان ووضع أولوية لدي وزارة الخارجية والثقافة فيما يتعلق بالتبادل الدبلوماسي والثقافي مع الدول الأفريقية ، لاسيما دول حوض النيل ثم مجموعة الدول الفاعلة في أقاليمها مثل نيجيريا في الغرب الأفريقي وجنوب أفريقيا في الجنوب الأفريقي.