من يتعامل بقسوة مع هذه المخلوقات »مريض نفسي» العنف أول طريق الانحراف ومرتكبه آثم يرصد الشارع المصري ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ما تتعرض له الحيوانات والطيور من حوادث إيذاء وتعذيب منها الضرب العنيف للدواب لتجر أثقالا لا ترحمها وقتل الكلاب الضالة بلا رحمة لتعرضها للمواطنين وما حدث باحد النوادي الرياضية من قتل للقطط التي تغزو النادي وتزعج رواده وغيرها من أفعال إيذاء الحيوانات التي قبل ان تسيء إلي صورة مصر في الخارج تسيء إلي الشريعة الاسلامية التي تحرم وتجرم العنف ضد الحيوان أو الانتقام منه بأي صورة ولان القانون المصري لا يحمي الحيوانات الضالة فلا جزاء علي من يعتدي عليها أو يقتلها الامر الذي دفع بعض جمعيات الرفق بالحيوان وأصدقاء الحيوان لتقديم مشروع قانون لحماية حقوق الحيوان ليناقشه البرلمان.. وفي السطور القادمة نوضح ما نصت عليه الشريعة الاسلامية من حقوق الحيوان وضوابط الانتفاع به أو التخلص منه في حالة مرضه أو إيذائه للغير ويقدم خبراء الصحة النفسية الاسباب التي تدفع الانسان للتعامل مع الحيوان بعنف فيتولد لديه تبلد المشاعر. يقول الشيخ عمر الديب من علماء الأزهر الشريف: يقول تعالي »وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَي بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ» فالاسلام دين الرحمة والله سبحانه أرسل رسوله رحمة للعالمين وكلمة العالمين شاملة للانسان والحيوان والجماد فالجذع الذي كان يخطب عليه الرسول وتركه بعدما صنعوا له منبرا بكي وسمع بكاءه جميع من في المسجد مما يدل علي رحمة الرسول بهذا الجماد وتؤكد الشريعة الاسلامية علي معني الرفق بالحيوان فما هي إلا أمة من الأمم قال تعالي »وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم» فمن حقها أن تنعم بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان في بيئة علا فيها قول رسول الله وطبقت فيها أفعاله وعدة سور في القرآن الكريم سميت بأسماء الحيوان تكريما لهذه المخلوقات التي يعتبرها البعض لا قيمة لها والمحزن أن ثقافة تعذيب الحيوان منتشرة علنا لدرجة تصوريها ونشرها علي المواقع ومشاهدتها في الشوارع دون أدني تأنيب للضمير. حقوق واجبة وحول حقوق الحيوان في الاسلام روي جابر أن الرسول مر علي حمار وسم في جبهته فقال »لعن الله الذي وسمه» علي اعتبار ان هذا الفعل جريمة، كما أن الاحسان إلي الحيوان والرفق به عبادة من العبادات التي قد تصل إلي أعلي درجات الأجر وأقوي أسباب المغفرة ويتجسد ذلك في قول الرسول : »بينما رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثري من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه فسقي الكلب فشكر الله له فغفر له» ويضيف الشيخ الديب أن الإساءة إلي الحيوان وتعذيبه توصل إلي اعمق درجات الاثم والمعصية فشرع الرسول تحريم حبس الحيوان وتجويعه فيقول : »عذبت امرأة في هرة لم تطعمها ولم تسقها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض» كما نهي الرسول عن اتخاذ الحيوان هدفاً فها هو أبن عمر رضي الله عنهما يمر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه فقال لهم : »لعن الله من فعل هذا إن رسول الله لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا» كما أمر الرسول أن يستخدم الحيوان فيما خلق له وعلي قدر استطاعته، ويوجهنا إلي الرفق بالحيوان حتي عند ذبح ما أحله الله لنا فقال : »إن قتلتم فأحسنوا القتلة واذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته» كما أمرنا ان نختار للدواب المراعي الخصبة وان لم توجد فعلي اصحابها ان ينتقلوا إلي مكان آخر. ويضيف الشيخ عمر الديب أن قتل الحيوان أو إيذاءه عمدا لغير غرض شرعي حرام وفاعله آثم يجب عليه ان يستغفر الله ويتوب إليه لقوله : »ما من انسان قتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها قيل يا رسول الله وما حقها قال يذبحها فيأكلها ولا يقطع رأسها ويرمي بها» وعليه لا يجوز قتل الحيوان الضال أو العاجز بالسم أو اطلاق النار عليه أو بأي طريقة غير رحيمة إلا في حالات الدفاع عن النفس والممتلكات ويكون قتله بما لا يسبب له ألما أو معاناة وهو ما يسمي بالقتل الرحيم تحت إشراف طبي بيطري ويضيف أن الدستور المصري في مواده حفظ حقوق الحيوانات في مصر بنص المادة 45 التي تنص علي أن الدولة تكفل الحفاظ علي الثروة النباتية والحيوانية والسمكية وحماية المعرض منها للانقراض أو الخطر والرفق بالحيوان ولم تتضمن مواد القانون معاقبة من يقتل أو يعتدي علي حيوان ضال. شخصية مريضة وعن ظاهرة العنف في معاملة الحيوان والطيور يقول د. علي عبدالراضي استشاري الصحة النفسية بجامعة عين شمس: من يتعامل مع أي حيوان بقسوة سواء بالضرب أو القتل أو الاستخدام السيئ مثال الذي يستخدم سطحا ساخنا ويضع عليه كتاكيت ويدعي انها ترقص مع الموسيقي وهي في الواقع تصرخ وتتحرك من الألم أو ليقوم بصباغتها بالوان صناعية ضارة ويدعي انها ملونة لبيعها للصغار أو مسابقات الديوك هؤلاء اقتربوا من الشخصية المازوخية أي شخصية مريضة تستمتع بإيذاء الآخرين وتجد لذة في ذلك هذه الشخصية قد تقوم بإيذاء المحيطين بها سواء في المنزل مع زوجته أو زوجها أو الاولاد هذا اذا كان الشخص بالغا أو مع اقرانه في الحضانة أو المدرسة اذا كان صغيرا. صيد سهل ويؤكد أن خطورة هذه الشخصية تكمن في انها يسهل استقطابها للانحراف فهي صيد سهل من قبل عصابات الجرائم المنظمة أو الإرهابيين تحت دعوي انها شخصية ذات قلب ميت كما يقول العوام. ويضيف: لابد أن تتضمن المناهج الدراسية الطرق السليمة الرحيمة للتعامل مع الحيوان وايضا تخصيص برامج ثقافية في الفضائيات لكيفية التعامل مع هذه المخلوقات وكيف يصبح الانسان صديقا لها.