أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الحفاظ علي أمن مصر القومي في هذه المرحلة الدقيقة، يعد مسئولية عظمي وأولوية قصوي. وأضاف: لا يخفي عليكم حجم التهديدات غير المسبوقة التي تواجه المنطقة، والتي تجاوزت في خطورتها وتداعياتها أية تحديات سابقة، فقد تهددت الدول في بقائها، واشتعلت الحروب الأهلية والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية، وعرف الملايين من أبناء الشعوب العربية أقصي درجات المعاناة الإنسانية، والحرمان من الأمن والغذاء والمأوي، والخوف علي أبنائهم وأحفادهم، وانهيار الأمل في المستقبل. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي في الاحتفال بعيد الشرطة، ووجه الرئيس حديثه لشعب مصر الأبي مؤكدا أنه في ظل هذا المشهد القاسي، والذي لم تنته تداعياته وجهود وتضحيات جيشها البطل وشرطتها الباسلة، في تجنب الكثير من الأخطار، والحفاظ علي الوطن، وعلي سلامة أبنائه وبناته. وأعرب الرئيس عن سعادته بالمشاركة في الاحتفال السنوي بعيد الشرطة الذي تمر علينا اليوم ذكراه السادسة والستين، وأكد أن الهدف هو تقدير الشعب المصري العظيم لعطاء أبنائه من رجال الشرطة في يوم عيدهم، ذلك اليوم في الإسماعيلية الذي تجلت فيه بطولاتُ رجالٍ أوفياء من أبناء مصر، قدموا المثل في البسالة والشجاعة، برفضهم الخضوع للظلم والطغيان، والصمود حتي الاستشهاد بشرفٍ وكبرياء، واضعين نُصب أعينهم كرامةَ هذا الوطن العزيز، الذي تهون من أجله كل التضحيات. وقال الرئيس: إن هذا اليوم المجيد من أعيادنا الوطنية، يمثل مناسبة نذكر فيها التضحيات التي قدمها أبطالنا من رجال الشرطة، الذين كانوا ومازالوا في مقدمة صفوف الدفاع عن الوطن، متصدين بشجاعة لمحاولات المساس بأمن هذا الوطن العظيم، وسيظل هذا اليوم الخالد في تاريخنا، رمزاً لتمسك الشعب المصري بسيادته علي أرضها، ورمزاً لوطنية أبنائه من رجال الشرطة. وأضاف: إن رجال الشرطة هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الأصيل، وكان موقفهم البطولي في الإسماعيلية في يناير 1952 مستمداً من قوة هذا الشعب، ومن حرصه علي كرامته، واستعداده للتضحية بكل غال ونفيس لحماية كبريائه الوطني، وسيادته علي مقدراته، وهي الصفات التي مازالت تقود مسيرتنا اليوم لتحقيق آمال وتطلعات الشعب المصري نحو المستقبل الأفضل الذي يرجوه لأبنائه. وواصل الرئيس السيسي: وإننا إذ نشيد ببطولات وتضحيات رجال الشرطة في الماضي، فإننا نسجل بالتقدير والاحترام والاعتزاز بجهودهم في الحاضر، حيث تزايدت التحديات والتهديدات، واستلزمت من جهاز الشرطة تطويراً متواصلاً - ندعمه بكل قوة - علي كافة المستويات، وكانوا دوماً علي مستوي المسئولية الكبيرة الملقاة علي عاتقهم، يبذلون أقصي الجهد ساهرين علي أمن واستقرار هذا الوطن وسلامة أبنائه. وأكد الرئيس أن الإرهاب الأسود كان أهم وأكبر التحديات التي عاثت في المنطقة فساداً وإفساداً، بفعل انهيار بعض الدول وتركها لفراغ كبير ملأته الجماعات الإرهابية، التي وجدت لها - للأسف - نصيراً من بعض الأطراف، فوفرت لها التمويل والتدريب، والدعم اللوجستي في نقل وإعاشة العناصر الإرهابية، فضلاً عن الغطاء السياسي والدعاية الإعلامية التي لا تتوقف. وفي مواجهة هذا الواقع المرير، وقفت مصر بمفردها، تواجه الإرهاب ومن يدعمونه بقوةٍ وعزمٍ لا يلين، مستندة في ذلك إلي حضارة شعبها العريق، الذي لفظ الإرهاب ومَن يمثله، ورَفَعَ صوتَه عالياً مسموعاً في كافة أرجاء المنطقة والعالم، بأن مصر لن تكون أبداً جزءاً من هذا الترتيب الآثم، ولن تكون يوماً قاعدةً للإرهاب وقوي الشر والتدمير، وكلف الشعب قواته المسلحة وشرطته، بالتصدي لهذا الخطر ومحاصرته حتي القضاء عليه نهائياً، بعون الله وتوفيقه. وأضاف الرئيس السيسي: أبناء مصر الكرام، لا يفوتني اليوم أن أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لأبناء شعبنا المصري العظيم، بمناسبة ذكري ثورة 25 يناير، والتي كانت مطالبها نبيلة تسعي لنيل الحرية والكرامة الإنسانية وتحقيق سبل العيش الكريم للمواطن المصري، ومن أجل تحقيق هذه المطالب، سالت دماء مصرية طاهرة لشهداء أبرار، كانت هي الدافع والحافز لنا لنخوض من أجلها معركة تحقيق التنمية لتوفر في مصر واقعاً مختلفاً وجديداً يليق بها. وقال: ومما لا شك فيه أن تعزيز الاستقرار ودولة القانون، وبث مناخ الأمن والطمأنينة، هي أهم العوامل اللازمة كشرط جوهري للمضي قدماً في جهود تحقيق التنمية علي المستويات كافة، وفي هذا المجال تبرز الأهمية القصوي لدور مؤسسة الشرطة الوطنية العريقة، وهو الدور الذي يقدره شعب مصر الوفي ويعتز به. ثم طالب أعضاء هيئة الشرطة قائلا لهم: تحيةٌ لكم في عيدكم، تحيةٌ واجبة نتقدم بها لذكري شهداء الشرطة الأبرار، لبطولاتهم وتضحياتهم الغالية، وللمصابين من رجال الشرطة وأسرهم وعائلاتهم.. نقول لهم إن مصر ستظل بارةً بأبنائها الأبطال الذين يضحون من أجلها، ويسهرون علي حمايتها وسلامة شعبها، وإن مصر لن تترك ثأرها، فهو ليس ثأر الشهداء فقط، ولكنه كذلك ثأر مصر وكل المصريين، ثأر الدماء التي سالت من الشهداء، سواء من الجيش والشرطة، أو من كل من المصريين الذين سقطوا في أعمال إرهابية. حفظ الله بكم هذا الوطن الغالي، ليظل دائماً آمناً مطمئناً، ماضياً في طريقه نحو المستقبل بعزم وثقة. واختتم الرئيس السيسي حديثه قائلا: تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر. والتقط الرئيس عبد الفتاح السيسي صورة تذكارية مع الدكتور مصطفي مدبولي القائم بأعمال رئيس الوزراء واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية وأعضاء المجلس الأعلي للشرطة خلال الاحتفال بعيد الشرطة ال 66.