حواجز الأمواج المعلقة تعتبر أحدث انواع الحماىة البحرىة عالميا بحر الساحل مايتنزلش". هذا ماسوف تسمعه دائما عند سؤال رواد الساحل الشمالي عن بحره المهجور.. فبسبب عنف الأمواج وتيارات السحب والدوامات وحوادث الغرق المتعددة أحجم المصطافون عنه.. ولجأت القري السياحية إلي بناء بحيرات صناعية وحمامات سباحة باهظة النفقات لإرضاء المصطافين.. وليست هذه هي المشكلة الوحيدة التي تواجه بحر الساحل .. فهناك أيضا التغيرات المناخية وموجة التسونامي المحتمل ان تصل الي الإسكندرية بارتفاع 5 أمتار مما يهدد سلامة المصطافين وكذلك خطط الدولة لتطوير الساحل وجذب الاستثمارات الضخمة اليه.. كل هذه الأمور دفعت علماء الإسكندرية الي البحث عن حلول عملية وسريعة لإنقاذ الساحل والتصدي إلي كل المخاطر التي تحيط به حاليا ومستقبلاً.. من خلال مشروع "حواجز الأمواج المعلقة " وهي احدث الأساليب العالمية الحديثة في الحماية البحرية والتي يدرس حاليا استخدامها لاول مرة في مصر لحماية شواطئ الساحل الشمالي بكفاءة عالية وبتكلفة اقتصادية مناسبة في إطار التكامل بين العلم والصناعة.. "الأخبار" التقت الفريق البحثي لتتعرف علي تفاصيل المشروع الذي سينفذ بعدد من القري السياحية هذا الصيف. سقالات بحرية !! "الساحل الشمالي له طبيعة خاصة .. ومشاكله يمكن حلها بسهولة ..وبتكلفة لاتتجاوز إنشاء حمام سباحة بإحدي القري السياحية " هكذا يؤكد الدكتور بهاء الشرنوبي أستاذ هندسة الموانئ والمنشآت البحرية بهندسة الإسكندرية ومصمم مشروع حواجز الأمواج الغاطسة بالإسكندرية.. يقول بعد دراسات متعددة وجدنا ان نظام حواجز الأمواج المعلقة هي أفضل مايناسب طبيعة بحر الساحل وهي تعتبر احدث أنواع الحماية البحرية عالميا.. وهي عبارة عن سقالات بحرية (مشايات علي خوازيق) تثبت عليها بطريقة هندسية مدروسة مصدات معلقة للأمواج.. يتركز عملها علي ضرب الموجة في نطاق سطحي فقط.. بالتالي فهي تعمل علي التشتيت الجزئي لطاقة الموجة والسماح بعبور جزء محدد منها.. مع الحفاظ علي الحرية الكاملة لحركة المياه تحت وحول هذه المصدات او الحواجز.. وبالتالي فان هذه الحواجز تحافظ علي اتزان خط الشاطئ و سلامة البيئة البحرية عن حيث لاتمتد إنشاءات الحواجز في العمق كما تراعي حرية حركة المياه والرسوبيات لتجنب أي تأثيرات غير طبيعية.. ويشير د.الشرنوبي الي ان هذه الحواجز موفرة جدا اقتصاديا حيث تعادل تقريباً تكلفة إنشاء حمام سباحة مغلق له نفس المساحة البحرية المؤمنة.. كما انها توازي 25٪ فقط من ميزانية الحواجز التقليدية العالية .. وفوق كل ذلك فان ارباحها المستقبلية أكثر من 10 أضعاف التكلفة الأصلية لها.. والتي سيتم تخفيضها اصلا عن طريق استخدام صخور الحمايات القديمة بالساحل الشمالي.. مشيرا الي هذا النظام تم استخدامه في العديد من الدول المتقدمة ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية وقد تم تعديله بواسطة فريقنا البحثي بحيث يناسب الشواطئ المصرية وبتكاليف اقتصادية مناسبة.. دراسات مستفيضة " ويقول الدكتور محب اسكندر الباحث بمعهد بحوث الشواطئ بالإسكندرية إنه قد تم اختيار هذا النوع من الحمايات البحرية بعد دراسات مستفيضة حيث وضع في البداية نموذج رياضي محاكي للواقع قبل بدء العمل لضمان جودة التصميم والتنفيذ.. كما تم إجراء مسح بحري للتعرف علي نوعية البيئة البحرية وقياس أعماق البحر وتدرجه وكذلك ارتفاعات الأمواج واتجاه التيارات البحرية والرياح ونوعية الرمال وبحث اي عوائق لتنفيذ الحمايات.. وأضاف ان الدراسات خلصت الي أن هذا النظام يفضل في الأماكن التي لاتعاني من نحر أو ترسيب إنما تعاني من شدة ضربات الأمواج وقوة السحب التي تهدد حياة المرتادين للشواطيء وهو ماينطبق تماماً علي الخصائص الطبيعية للساحل الشمالي الغربي لمصر حيث تمت دراسة التأثيرات السلبية للحواجز العالية والضخمة بأنواعها المختلفة التي أنشئت هناك فاتجه التفكير بالفعل إلي أن أحد الحلول المثلي يكون بتوظيف الحواجز المعلقة في هذه المنطقة تحديدا.. ولفت د. اسكندر الي ان هذا المشروع سيتم تنفيذه بالتنسيق مع الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطيء وجهاز شئون البيئة وهوما يعد تأكيداً لمعني التكامل بين البحث العلمي والصناعة ومثلاً لتوجيه الأبحاث العلمية إلي حل المشاكل الفعلية للوطن. مزايا متعددة ومميزات هذا النظام كثيرة ومتعددة اقتصادية وبيئية كما يوضحها الدكتور وليد رضا الباحث بمعهد بحوث الشواطئ وعلي رأسها تعدد استخداماتها بدون تكاليف إضافية حيث يمكن استخدامها كمشايات للتنزه أو تراكي المؤقت للوحدات البحرية وكسقالة بحرية لهواه صيد الأسماك.. وتتميز بمرونتها بحيث يمكن إضافة مطاعم شاطئية ومظلات جلوس ومجموعة كبيرة من الألعاب المائية.. كما إنها تضفي لمسه جمالية للمنطقة البحرية فيمكن اختيار الشكل المعماري الذي يتكامل مع عمارة المنتجع السياحي وبذلك نتجنب التشوه البصري الذي ينتج عن استخدام حواجز الأمواج التقليدية..والاهم من ذلك فإنها صديقة للبيئة للحفاظ علي مياه البحر الطبيعية المتجددة مما يحقق أعلي معدلات نقاء المياه ويضمن خلوها من الملوثات فلا تحتاج إلي اي إضافات او مطهرات خارجية كما يحدث في حمامات السباحة المغلقة فهي تمنع تولد بؤر للمياه الراكدة.. فتأثيرها علي النظام البيئي الطبيعي اقل ما يمكن كما انها لا تعيق حركة الرسوبيات وبالتالي ليس له تأثير علي المناطق المجاورة.. يمكن التحكم في الظواهر غير المستحبة مثل المخلفات والملوثات البحرية وأعشاب البحر والقناديل وذلك بتركيب مجموعة من الشباك الخاصة علي امتداد الحواجز المعلقة.