شهاب: أي تغيير في وضع المدينة هو والعدم سواء.. مكرم محمد أحمد : المؤتمر قلادة شرف لمصر شومان: تحرير القدس والصلاة في الأقصي وعد إلهي التويجري: استعادة الوعي لنصرة الحق.. كيوان: نتحمل المسئولية التاريخية ركزت جلسات اليوم الثاني والأخير لمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس علي أهمية استعادة الوعي بالقضية الفلسطينية. وأكدت الجلسات الدور السياسي والثقافي والتربوي والإعلامي علي قضية القدس باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولي ومسئولية المجتمع الدولي بكل مؤسساته تجاه هذه القضية. وطالب معظم الحاضرين في كلماتهم بضرورة استعادة الوعي بقضية القدس ومخاطبة العالم كله بأن العرب والمسلمين لن يقفوا ساكنين علي أي تجاوزات في حق القضية. وأكد د. مفيد شهاب، وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، أن الإجراءات التي تقوم بها إسرائيل في القدسالمحتلة والقرار الأمريكي الأخير بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس قرارات باطلة ولا يترتب عليها أي أثر، مؤكدًا أن البعد القانوني للقضية الفلسطينية واضح بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن أن القدسالشرقية أرض محتلة وأن أي قرارات تقوم بها إسرائيل من تغيير في المدينة أو بناء مستوطنات أو تغيير في تاريخ أو جغرافيا المنطقة هي والعدم سواء. وأشار د. مفيد شهاب، خلال كلمته في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس والتي حملت عنوان: »المركز القانوني الدولي للقدس» أن القرار الأمريكي الأخير بنقل السفارة رفضته 14 دولة من أصل 15 دولة حيث استخدمت الولاياتالمتحدة حق نقض الفيتو، وفي الجمعية العامة رفضت القرار 128 دولة، لافتا أننا أمام وضع مخالف للقانون الدولي وللأعراف الدولية، متعجبًا في الوقت ذاته من كل القرارات الخاصة بشأن القدس في السابق وافقت عليها الولاياتالمتحدة، وشدد علي أن قرارات الجمعية العامة الخاصة بالقدس ليست توصيات أو نصائح بل قواعد يجب الانصياع إليها. 100 عام تكفي وقال د. مصطفي حجازي، مستشار رئيس الجمهورية السابق، إننا إذا تحدثنا عن القدس والأقصي وقبلهما أوطاننا ومستقبلنا فيجب أن نقول إنهم لا يحتاجون الدموع وإن صدقت، ولا التباكي علي العجز وإن كان حقيقة، ولكن يحتاجون الفكر الصادق من عقول غير مُتنازلة، ومن وجدان غير شائخ، وأنه الخصم قد أتانا من ثغور نحن تركناها كلأ مباحًا وأكد أن مائة سنة من الدهشة والتباكي علي قضية فلسطين تكفي وتزيد، والتاريخ لا يرحم المندهشين. وأضاف أن الاستغراق في أفعال البيروقراطية وحدها لا يردع عدوا ولا يستنصر صديقا، ولكن لابد من التعلم من دروس الماضي القريب، فلم يعد هناك وقت للتذرع بأن طريق المستقبل تسده صخرة احتلال، فقد حطمنا كثيراً من صخرات الاحتلال في الماضي ولكن للأسف حِدنا عن الطريق وأصبحنا نواجه مستقبلًا غائمًا، مؤكدًا ضرورة العمل علي الأرض والإبداع والإعمار والتغلب علي المشكلات حتي نصير في مصاف الدول المتقدمة. وأوضح أن عالمنا القادم لا يستطيع أحد القطع - حتي الآن- لأنه يتشكل من واقع أقرب إلي الواقع الكوني غير المستقر، الذي تعد فيه المعرفة علي رأس موارد الاقتصاد، وتستخدم فيه العقول قبل الجغرافيا في الحروب، ويعد ميزان القوي هو وعي كل أمة بقدرتها علي الشراكة والقيادة أو حتي الاحتكار متمثلًا في أطروحتها، وقد اقتضت حكمة الله بأن يكون الوعي هو مناط كل قدرة وجوهر العدل في كل تكليف. ليست ميراثا وأكد د. عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، أن هناك تقصيرا في التوعية بالقضية الفلسطينية في المناهج والمقررات. وشدد علي أن موقف الأزهر الرافض لزيارة القدس تحت الاحتلال ثابت.. والاختلاف راجع إلي تقدير المصالح والمفاسد وأن معركة الوعي هي الأخطر مع الكيان الصهيوني وانتصارنا فيها مفتاح التحرير وأن موقف الأزهر الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني بكل أشكاله ثابت ولن يتغير وقال إن تحرير القدس والصلاة في الأقصي وعد إلهي لن يتخلف.. وأنه علينا إعداد العدة لهذا اليوم. وأكد أن الأزهر سيظل حائط صد منيعا في وجه من يريد شرا بالإسلام ومقدساته بل بالإنسانية وحضارتها وأن قرار ترامب يبعث الأمل من جديد في جمع الأمة بعد تفرقها وحسبه أنه أحيا القضية في الأذهان. وتساءل وكيل الأزهر في كلمته، كيف للعالم أن يتحدث عن القدس كمدينة واحدة لكننا كعرب نقسمها كشرقية وغربية؟. وأضاف أن أمريكا تتغني برعاية السلام وأنها دولة الحريات وانخدع فيها الكثير حتي أصدر دونالد ترامب قراره الباطل، منوها بأن القدس ليست ميراثا لبلفور أو ترامب حتي يمنحاها للكيان الصهيوني. وتابع: »تحرير القدس إن لم يكن علي أيدينا فسيكون علي أيدي أبنائنا أو أحفادنا، ويكفي أنه لا يوجد مسلم ومسيحي إلا وقد استعاد وعيه بالقضية الفلسطينية وعرف شيئا عن القدس لم يكن يعرفه مسبقا». وأوضح أن المؤتمر ليس تظاهرة كلامية وإنما هو فعل إيجابي علي الأرض، ويكفي فيه اجتماع النخبة من أقصي بقاع الأرض لدعم القدس. شرف لمصر أكد الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام أن مؤتمر نصرة القدس قلادة شرف أهداها الأزهر لمصر وأنه من واجبنا تعزيز صمود القدس.. وقدم رئيس الأعلي للإعلام في كلمته ضمن محور »دور الإعلام في استعادة الوعي» أمس- الشكر للإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي صاغ من هذا المؤتمر لنصرة القدس قلادة شرف لمصر بأزهرها الشريف الذي يصدع بقول الحق في وجه الطغاة المستبدين.. وقال إن من واجبنا كعرب ومسلمين أن نعزز صمود القدس وأن نساعد أهلها المقدسيين لإبقائهم في مكانهم. انتهاك صارخ وقال د. إدريس الجزائري، المدير التنفيذي لمركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، إنه ينضم إلي صوت الأزهر الشريف في نصرته للقدس، والتضامن مع الشعب الفلسطيني الأبي، وإذا تحدثنا عن أوضاع حقوق الإنسان للمقدسيين فهناك ثلاثة حقوق أساسية للشعب الفلسطيني في هذا الشأن وهي: الحق في تقرير المصير، الحق في حرية التنقل، والحق الثالث وهو مبدأ عدم التمييز. وأضاف أن اعتبار القدس عاصمة ل»إسرائيل» رغم رفض المجتمع الدولي لذلك القرار له عواقب سلبية علي تمتع الفلسطينيين بحق تقرير المصير، وحق الشعب الفلسطيني في تسيير أموره بنفسه، وهو أحد مبادئ حقوق الإنسان الأساسية المنصوص عليها في المادة الأولي من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وميثاق الأممالمتحدة ذاتها، وأشار إلي أن حرمان الشعب الفلسطيني من حرية تقرير مصيره هو انتهاك صارخ لهذا الحق الثابت. وأوضح أن الأحداث الأخيرة وتشجيع »إسرائيل» علي تصعيد الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان قد يؤدي في جلة الأمور إلي زيادة توسيع المستوطنات وعمليات الهدم الممنهجة للمنازل في القدسالشرقية ضاربًا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان عرض الحائط، وهذا القرار من أنه أن يؤدي إلي التضييق علي المقدسيين لدفعهم إلي الرحيل عن القدس. لن نفرط في قدسنا وأكد د. مهدي عبدالهادي، رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشئون الدولية بالقدس، أنه جاء من القدس يحمل رسائل للعالم وهي رسالة عربية تقول إن القدس يعيش حالة غير خلاقة ولكن الشعب العربي يريد حقوقه المسلوبة وكرامته وحريته ووجوده في هذه الأرض ولن يفرط فيها، ورسالة وطنية أنه ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة وأن الأيادي المرتعشة لا تبني وأننا لن نفرط في قدسنا أبدًا ما حيينا، ورسالة مقدسية للجميع وهي حراك الشباب الوطني، فالوطنية هي الالتصاق بالأرض الفلسطينية والصمود في مواجهة الاحتلال، والشباب المقدسي ضد محاولات إقصائه عن بيته ومسجده وثقافته وعمله وضد بناء المستوطنات وضد تدنيس مقدساته الإسلامية والمسيحية. وأوضح فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات إن مدينة القدس كانت من تاريخ طويل ملتقي للديانات والطوائف جميعا تحت مظلة التعايش المشترك والتسامح والحوار بين الجميع، وعن مواجهة الأزمات التي تمر بها القضية الفلسطينية ومدينة القدس اقترح بضرورة مخاطبة الغرب بقيمه وقوانينه والعمل علي تقريب الرؤي ووجهات النظر حتي نستطيع تكوين قوي ضاغطة علي القرارات الأوربية تجاه القضية الفلسطينية مثلما تفعل إسرائيل. حتمية »القدس» وقال د. مصطفي عثمان إسماعيل، وزير الخارجية السوداني السابق، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، نستبشر خيراً أن يكون منطلق القضية الفلسطينية من الأزهر الشريف كما عودنا، فالقدس والقضية الفلسطينية ظلتا حاضرتين في فعاليات الأزهر الشريف منذ عام 1948، وأشاد بإعلان الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رفضه طلباً رسمياً من نائب الرئيس الأميركي مايك بينس للقائه في ديسمبر الماضي. وأضاف عثمان، من الضروري استعادة الوعي العربي تجاه القدس وعدم التركيز فقط علي البعد الروحي للقدس، علي الرغم من أهميته، لكن يجب التركيز أيضاً علي أبعاد أخري كالبعد الثقافي، والبعد التاريخي، وحق الأرض، وتأكيد حتمية أن تكون القدس عاصمة للفلسطينيين من خلال منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والعلاقات الخارجية والتعاون الدولي في رفع الوعي بالقضية العربية. استعادة الوعي وأكد د. عبدالعزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة »ايسيسكو» علي أهمية استعادة الوعي بقضية القدس والقضية الفلسطينية وذلك بالحضور في الساحة الدولية، والوقوف في وجه كل من يحاول طمس هوية القدس، وقال إن استعادة الوعي شيء مهم ومؤثر لنصرة القدس يقوم بها أصحاب الأرض المحتلة، ويؤيدهم كل محب للسلام. المسئولية التاريخية وقالت د. فاديا كيوان، المدير السابق لمعهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف بلبنان، إن القرار الأميركي الأخير يمعن في تحريك جروحنا وفي صفع كرامتنا وفي المساهمة في قهرنا من خلال الإقرار بالقدس عاصمة لدولة صهيونية، وهو ما يشكل تحدياً للمجتمع الدولي وللقانون الدولي العام ولا يجوز أن يمر مرور الكرام. وأضافت أن المؤسسات العربية تتحمل المسؤولية التاريخية تجاه الشعوب العربية في تنمية الوعي بقضية القدس، من خلال وضع رؤية لما يمكن القيام به لحماية القدس من وضع اليد الكامل عليها من قبل الحركة الصهيونية وبمباركة أميركية حتي الآن، بالرغم من الاعتراض الدولي الواسع علي هذه الخطوة. وناشدت من خلال منصة المؤتمر القادة العرب أن يأخذوا المبادرة ويعملوا علي وحدة الموقف العربي وعلي حشد الدعم الدولي وعلي الحزم في المواجهة، من خلال السعي لحشد التأييد والدعم الدوليين لقضية القدس ومن خلالها قضية الشعب الفلسطيني.