اكتسبت شهرتها منذ قديم الأزل بعد قيام عدد كبير من أهاليها بتعلم فن صناعة الجريد بكل أشكاله المعروفة، فلا يكاد يخلو منزل إلا وتجد فيه أيدي ماهرة تقوم علي هذه الصناعة، حتي عرفت في كل الأوساط بأنها القرية الأم لهذه الصناعة القائمة منذ زمن بعيد وحتي الآن، إنها قرية العجميين التابعة لمركز أبشواي من أكبر القري بمحافظة الفيوم، والتي اشتهرت بتلك الصناعة واصبحت فنا يتقنه معظم اهالي القرية ومصدرا من مصادر دخلهم الهامة لتلبية احتياجاتهم ونفقاتهم وبالمعني البلدي اكل عيش. يقول محمد كمال محمد ∩أحد محترفي المهنة∪ أن صناعة الجريد فن يتقنه معظم أهالي قرية العجميين فأكثر من 1000 ورشة تتواجد داخل القرية، بحوالي 10 آلاف أسرة يعملون في هذه المهنة التي نبدأ يومنا بالعمل فيها لفترات تصل إلي أكثر من 12 ساعة يوميًا، مشيرًا إلي أن المهنة توارثوها عن الآباء والأجداد، الذين اتقنوها بشكل كبير وذيع صيتهم في كل مكان حتي اصبحت القرية تعرف باسم قرية الجريد، واضاف أن أدوات العمل بهذه المهنة لم تتغير منذ بدايتها وتحتاج إلي الأيدي والأرجل ولا تستطيع أي آلة حديثة تنفيذ ما نقوم بصناعته، ، موضحًا أن القرية تشتهر بتواجد اشجار النخيل الذي يعد اهم مستلزمات تلك المهنة التي اصبحت ∩أكل عيش∪ معظم قاطنيها. ويقول خلف محمد خلف 60 سنة يوميا ابدأ العمل في الخامسة فجرًا وحتي انتهاء ضوء النهار وأقوم بصناعة 15 قفصا في اليوم الواحد، بالإضافة إلي عدد بسيط من الترابيزات والكراسي، ويعمل معي بعض أبنائي، ويأتي إلينا الزبائن من أماكن متفرقة من المحافظة وخارجها، وأحيانًا نقوم بالعمل علي ∩الطلبيات∪ التي تأتي إلينا من محافظات أخري خاصة الكراسي والمناضد التي يتم استخدامها في حدائق القصور والفيلل، والمقاهي والكافيتريات، وكل طلب له زبونه الخاص، خاصة وأن صناعتنا لها زبائنها وروادها الذين يتوافدون علينا من كل مكان، ولكي تستمر تلك الصناعة لابد من دعمها ماليا سواء من المحافظة أو الصندوق الاجتماعي حتي لا تتوقف الصناعة التي تشتهر بها القرية. ويشير محمد شاكر محمد 63 سنة ∩أحد صانعي الجريد∪ أنه يعمل في هذه المهنة منذ أن خرج إلي الدنيا، واتقنها تمامًا مثله مثل معظم أهالي القرية الذين يتسابقون في الابتكار والإبداع لجذب الزبائن خاصة من خارج محافظة الفيوم. ويري أحمد حسين 45 سنة أن مراحل استخدام جريد النخل لصنع أثاث المنزل تبدأ في موسم طرح البلح علي النخيل، عقب تقليم النخيل، نقوم بشراء الجريد ويتم وضعه لمدة 3 أيام للتعرض لحرارة الشمس وبعدها نبدأ في مرحلة التصنيع، مشيرًا إلي أنه يقوم بصناعة ∩الكراسي والمناضد وأقفاص الفاكهة والكنب∪، وأنه ورث مهنته عن أبيه وجده وهي مصدر رزقه الوحيد لمواجهة متطلبات الحياة.