»القفاصين» قرية تقع علي أطراف مدينة كفر البطيخ بدمياط امتهن أهلها صناعة الأقفاص من جريد النخيل وسميت بهذا الاسم طبقا لمهنة أهالها حيث كان أول من قام بصناعة الأقفاص أحد أبناء القرية يقع منزله علي الطريق وان ركاب السيارات والمارة كثيرا ما كانوا يتوقفون لشراء احتياجاتهم من منتجات جريد النخيل وذاع صيت الرجل في العديد من القري المجاورة وهو ما حدا بالكثير من أبناء القرية إلي امتهان هذه الحرفة واشتهرت القرية بصناع الأقفاص وكانت مقولة القادمين إليها لشراء ما يحتاجونه من هذه المنتجات (عند القفاصين) فسميت القرية بهذا الاسم وعندما تسير داخل شوارعها تجد انتشارا لجريد النخيل وأيضا الأقفاص بجوار اغلب المنازل.. يقول رشدي شهوان احد أقدم صناع الأقفاص بالقرية انه يعمل بها منذ 60 عاما وتوارث المهنة عن والده وانه يبدأ عمله من الساعة السادسة صباحا حتي آذان المغرب وفترات راحته تتمثل في تأدية الصلاة وتناول الغذاء ويقوم بتصنيع من 8 إلي 10 عاديات يوميا وكل صانع يعمل علي قدر طاقته لأنها مهنة شاقة بنشتغل فيها (بأيدنا ورجلينا) ونبدأ بجمع جريد النخيل من أكثر من مصدر من الفلاحين مباشرة خاصة بالمناطق التي ينتشر بها النخيل ومنها كفر البطيخ أو من وسيط يقوم بجمع الجريد من الفلاحين ويطلق عليه (مسطاح ) أو يقوم عدد من صناع الأقفاص بالاشتراك وشراء نقلة جريد من القاهرة ويكون الشراء بالربطة جريد به خوص ويسمي ثمن (16 جريدة) أو جريد منجور ويسمي ربع (25 جريدة) أو يتم الشراء بالكميات (1000 جريدة) وتكون أسعارها 700 جنيه ولكن تواجههم العديد من المشاكل في الحصول علي الجريد خاصة في شهور (7 - 8 - 9 - 10) حيث ترتفع الأسعار إلي 1500 جنيه.. وأما عن مراحل التصنيع نقوم باستخدام السلاح لقطع الجريد بحسب المقاس المطلوب ثم نستخدام مسمار تنقيط لعمل الثقوب ونقوم بعد ذلك بتركيب أعمدة الجريد في أماكنها وبذلك يتكون القفص.. أما عن التسويق فيكون هناك اتفاق مع صاحب وكالة علي طلبية محددة أو إذا كان هناك إمكانية مادية يتم تصنيع كميات وبيعها للأسواق أو يقوم وسيط بجمعه الأقفاص وبيعها لحسابه.. ويضيف محمد الشادلي أحد صناع الأقفاص بالقرية أن والده توفي وهو في سن صغير ولم يكن أمامه سوي تعلم مهنة لينفق علي نفسه ووالدته فتعلم مهنة صناعة الأقفاص ويتذكر أن أول من كان يقوم بصناعة الأقفاص بالقرية المرحوم الحاج رزق بورشة كانت تمتلكها والدته وبدأ العديد من أهل القرية معه حتي تعلموا المهنة وبدورهم علموها لأبنائهم وأصبح كل صانع يعمل منفردا لحسابه الخاص لذا سميت بالقفاصين، مضيفا انه منذ ظهور الأقفاص المصنوعة من البلاستيك وهناك تراجع ملحوظ في الإقبال علي الأقفاص بالجريد ولكن الذي يحافظ علي استمرار المهنة حتي الآن هو أن هناك بعضا من أنواع الفاكهة والخضراوات لا تتحمل التعبئة في الأقفاص البلاستيكية منها البرتقال والطماطم وهو ما جعل أبناء القرية يستمرون في المهنة.