عندما نقول إن هذا الوطن مستهدف، ويتعرض لمؤامرات كبري، فهذا ليس من قبيل الفزاعة، ولا استثمار سياسي للخوف، في وطن لا تعرف قلوب ابنائه الخوف، ولديهم ثقة راسخة وإيمان لا يتزعزع، بأن مصر قادمة والإرهاب إلي زوال، وأن الوطن الذي يتهيئ لانتخابات رئاسية سيخرج فائزا، وهو يجدد الثقة في رئيس،كان هو والمصريون علي موعد مع القدر، ليخلصوا بلادهم من عصابة الشيطان، التي ارادت الارتداد به، إلي عصور الظلام والتخلف والسيف والجلاد. عادت مصر إلي شعبها وتستكمل حلم العودة، ببناء دولة عصرية حديثة وناهضة، تبني وتشيد وتعمّر وتزرع،وكل طوبة يرتفع بها بناء هي رصاصة في رءوسهم، وكل عود اخضر ينبت في الارض الطيبة، خنجر يرشق في صدورهم، وكلما استفاق الوطن دخلوا في غيبوبة، وكلما فرح المصريون هاجمتهم الكآبة والاحزان، وعندما تحين لحظة الوفاء ويخرج الشعب لاختيار رئيسه، سوف يشهرون اسلحتهم الفاسدة للتشكيك واثارة الفتن والشائعات، وما احوج البلاد في هذه اللحظات المصيرية إلي المواجهة، بإيقاظ الوعي وإفاقة الغافلين، واسترداد الهوية الوطنية التي حاولوا السطو عليها. حان وقت تطهير العقول، علموا شبابنا أن حب الأوطان لا يتعارض مع الأديان، وأن عشق العَلَمْ والنشيد والأرض، ليس معصية ولا خطيئة ولا رجسا من عمل الشيطان، وأن الحدود لا تستوجب إقامة الحد علي من يسهر عليها، وإنما هي خطوط تحمي الأوطان والهوية، وتحفظ السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية. علموا اولادنا ان حب الوطن من درجات الإيمان، ومن يُقتَل دفاعاً عن أرضه وماله وعرضه فهو شهيد، أما الارهابيون فليس لهم مال ولا أرض ولا عرض ولا وطن، ولا أي شيء يدافعون عنه.. قتلة مأجورون لمن يدفع وتعبث بهم أصابع الشيطان، ومجرد جثث نتنة سوف تلتهمها رمال الصحراء. امسحوا الأفكار الظلامية من عقول الشباب،حتي لا يقتلوا أبناء وطنهم، متصورين أن ذلك جهاد في سبيل الله، بينما الضحايا هم محمد وعلي ومحمود، ضباط وجنود، مسلمون مصلون عابدون، يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويواجهون قتلة مجرمين صناعتهم الموت وليس الحياة، ويروون الأرض بالدماء، وليس الماء والخضرة والنماء. قالوا لهم اكرهوا بلدكم وجاهدوا ضد شعبكم، وغرسوا في قلوبهم السوداء، أن كراهية الأوطان درجة من درجات الجهاد، وأن قتل الابرياء هو الطريق الوحيد لاعتلائهم مقاعد السلطة وارادوا الحكم حتي لو كان فوق جثة الوطن. مصر باقية ولهم الفناء، مصر صامدة ولهم الموت، مصر يحفظها الله ويحمي شعبها، أما القتلة المجرمون فلا يناصرهم إلا الشيطان.. ابتعدوا عن بلادنا واتركوا شعبنا، وإلا فسوف تصليكم النيران، نيران الغضب ونيران السلاح، فأسلحتنا مشروعة وأسلحتهم من صنع الشيطان.