خاض الرباعي المصري الأهلي والاسماعيلي وبتروجت وحرس الحدود اختباراً قوياً في لقاء الذهاب مع أندية الاتحاد الليبي والهلال السوداني والصفاقسي التونسي وتسيمبا التانزاني ببطولتي دوري الأبطال الكونفدرالية الافريقيتين علي مدار يومي الجمعة والأحد الماضيين.. لم ينجح أحد من هذا الرباعي في اجتياز الاختبار بدون ملاحق باستثناء الاسماعيلي الذي تفرد بتشريف الكرة المصرية وقدم عرضاً متوازناً تفوق في الكثير من فتراته علي أصحاب الأرض وترجم تفوقه هذا إلي هدف جميل جاء ثمرة لجهود مركبة ارتطمت فيها الكرة بالعارضة بعد أن صدها المعز محجوب الحارس السوداني المخضرم لتتهيأ أمام الموهوب حمص ليكملها داخل الشباك.. ورغم التشجيع الحماسي والمد الجماهيري العارم الذي دفع لاعبي الهلال لمضاعفة الجهد وإحكام السيطرة وزيادة الضغط علي الضيوف.. غير أن الدراويش بقيادة جهازهم الفني والعمدة سليمان صمدوا حتي النهاية وقاوموا الغزوات المتلاحقة التي شنها الهلاليون بقيادة هيثم مصطفي وعمر بخيت وكاريكا وسادومبا وتصدي لها بقوة وصلابة الدفاع الأصفر المعتصم سالم وأيمن رمضان وابراهيم يحيي ومن خلفهم السد العالي عصام الحضري الذي لابد أن نعترف له بالفضل الأول في المحافظة علي عذرية شباكه ونظافتها بخبرته ويقظته وسرعة تلبيته واستعادته للتوازن اللحظي حتي عندما تسبب بخطأ سطحي في احتساب ضربة حرة غير مباشرة لاحتفاظه بالكرة لأكثر من المسموح به تمكن بيقظته من استخلاصها قبل أن تشكل خطورة محدقة.. بهذه النتيجة قطع الاسماعيلي أكثر من نصف المشوار نحو التأهل لدوري المجموعات حتي مع الإقرار بأن المتبقي من المسافة لبلوغ مرفأ التأهل أكثر وعورة وأشد صعوبة لأن الهلاليين لن يرفعوا راية التسليم بسهولة وسيزحف خلفهم إلي الاسماعيلية . بقية أضلاع المثلث المتنافس مر بملاحق صعبة إلي اللقاء الثاني العودة ويحتاج للمزيد من الجهد والتركيز استعداداً لخوض اختبار الإعادة. الحدود: الهدفان المباغتان اللذان تمكن لاعبو ماسيمبا التنزاني من إحرازهما عن طريق ايمانويل اكوين وموسي حسن في الدقيقتين 55 و27 من عمر اللقاء الذي أجري بالاستاد الوطني بالعاصمة التنزانية دار السلام أربكا الدفاع الحدودي وأوهما قيادات الحرس أن الأمل في التعويض صار صعباً وأن الغيابات في الركائز الأساسية كما حدث مع إسلام الشاطر وأحمد عبدالغني وأحمد عاصم ومحمد الهردة ومحمد حليم لابد أن تؤثر بالسلب علي مستقبليات الفريق.. لكن التعديلات الخططية والشحن المعنوي الذي بذله الجهاز الفني بقيادة البشري والعيسوي أثمر عن هدف العودة والذي غرس الأمل من جديد لإمكانية التعويض في اللقاء الثاني الذي سيجري علي ملعب استاد المكس بالاسكندرية والذي قد يلحق به بعض المصابين أمثال عبدالغني والهردة وحليم ومن المؤكد أن يعود إليه الشاطر بعد انتهاء إيقافه. بتروجت: طريق ممثل المنظومة الافريقية بتروجت لاجتياز الأحراش الصفاقسية التونسية أصبح ملغماً ووعراً بعد التعادل غير المطمئن 1/1 في اللقاء الذي أقيم بالسويس أول أمس.. مجريات هذا اللقاء أوضحت أن الضيوف التوانسة أكثر نضجاً من الناحية الخططية وأعمق فهماً للواجبات والمهام وأفضل وعياً للانتشار والانطلاق فضلاً عن توفر عوامل السرعة والقوة والنهايات الدقيقة للهجمات المرتدة حتي ولو كانت قليلة.. وكان الصفاقسي سباقاً في التهديف عن طريق لاعبه النشط حمزة يونس في الدقيقة 22 وانتصفت المباراة دون أن يتمكن بتروجت من التعادل فما بالكم لو كان المطلوب الفوز بأي نتيجة.. ورغم أن الموهوب وليد سليمان أحرز هدف التعادل بعد أربع دقائق فقط من بداية الشوط الثاني غير أن هذا الهدف لم يشفع لأقرانه لممارسة مزيد من الضغط وحتي عندما مارسوه أحياناً تكفل السيد حمدي ومحمود عبدالحكيم وأحمد ومحمد شعبان وعاهد عبدالمجيد بإهدار كل المتاح من فرص.. وإذا كان التعادل الإيجابي هو النهاية غير السعيدة للقاء الذهاب.. فإن التعادل السلبي يكفي ممثل الكرة التونسية. الأهلي: الحديث عن الأهلي يدفع علي الإحباط ويدعو للأسي ويعمق الألم في النفوس.. ولهذا الشجن والشقي أسباب فنية وما يزيدها عمقاً وسحقاً أنها ليست منطقة ولا عقلانية.. وأنها ناجمة عن هفوات وزلات في المقدور الاستشفاء منها والتخلي عنها لو أن المدافعين ركزوا في أداء واجباتهم واهتموا بالتعاون والتنسيق فيما بينهم وراقبوا منافسيهم بقوة ولعبوا علي السهل والمضمون.. أما عن لاعبي الوسط والهجوم فلابد من أن يتفهموا مسئوليتهم الأشد والأقسي.. لابد أن يعملوا واجبهم في تخفيف الضغط وتقليل العبء عن دفاعاتهم سواء بتشكيل ضغط هجومي يربك الدفاعات المقابلة ويهز الشباك المنافسة وبإحراز أهداف تعوض الخسائر وتحسن النتائج وتعدل المواقف.. المهم موقف الأهلي بعد خسارته بهدفين للشيباني وأحمد الزوي في الدقيقتين 41 و37 لاعبي الاتحاد الليبي يصعب التكهن به أن القطع بأن التعويض ممكن أو التسليم بأن الخروج محتمل.. فتذبذب المستوي لكل الخطوط واللاعبين لا يمكن أن يساعدنا علي التوقع أو التنبؤ.. ولا نستطيع إلا أن نترقب.. فالاحتمالات كلها واردة.. والأمور كلها محتملة ومقبولة.. ولا نطلب من اللاعبين سوي التركيز وتذكر أنهم يمثلون الأهلي الأعرق والأفضل والأحسن ليس علي المستوي الافريقي فحسب وإنما علي جميع المستويات القارية والعربية والاقليمية والمحلية.. وسيندد بهم التاريخ لو أنهم تسببوا في الخروج الافريقي المبكر مرتين متتاليتين.