اليوم، ونحن نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح، نصلي من أجل كل أسر شهداء الوطن الذين فقدوا احباءهم بسبب الهجمات الارهابية الغادرة التي حدثت خلال العام الماضي، ونصلي من أجل حماية إلهية لبلادنا الحبيبة مصر من كل قوي الشر. أيضاً نتذكر إخوتنا الفلسطينيين ونصلي من أجلهم حتي يحصلوا علي حقهم المشروع في العيش في وطن مستقل عاصمته القدسالشرقية. نحن نتضرع إلي الله القديرلانه هو مُجري العدل والقضاء لجميع المظلومين وهو قادر أن يوقف معاناة شعوب فلسطين واليمن وسوريا ،ونحن نثبت أعينناعلي رئيس السلام ليمنح سلامه لكل شعوب المنطقة. لقد عشنا في الاسابيع الماضية وقت تسمية الكنيسة وقت الادفنت أو انتظار مجيء المسيح، وفي هذا الوقت كنا نتأمل في النبوات التي تنبأ بها أنبياء العهد القديم عن ميلاد السيد المسيح، والظروف الصعبة التي كان يعيش فيها الشعب في ذلك الوقت وأيضاً تأملنا في كيف نُعد قلوبنا استعداداً لمجيء المسيح الثاني. واليوم نحتفل بميلاد المسيح أي بذكري مجيئه الاول بينما تتوق قلوبنا لمجيئه الثاني، وإذا قارنا السياق الذي وُلد فيه المسيح بالسياق الذي نعيشه الآن في عالمنا فإننا سنجد تشابها كبيراً بين السياقين. والأن دعونا نتأمل في بداية قصة ميلاد المسيح والتي قرأناها اليوم وتحكي أن الله أرسل ملاكه جبرائيل للعذراء مريم ليبشرها بولادة المسيح، ويُذكرأن العذراء كانت فتاة صغيرة لايتعدي عمرها 16 عاماً وكانت مخطوبة، وربما كانت هذه هي المرة الاولي التي تري فيها العذراء ملاكاً، فاضطربت وخافت عندما قال لها»سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ» (لو1 :28) فحاول الملاك ان يهدئ من روعها فقال لها »لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَي، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،وَيَمْلِكُ عَلَي بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَي الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ» (لو 1 :30-33) أحبائي إن أهم مانحتاج اليوم أن يكون لنا الثقة والتسليم التي كانت لدي العذراء مريم حتي لو لم نعلم إلي اين يقودنا الرب او ماذا سيحدث لنا في المستقبل فقط علينا ان نثق ونسلم له. يا أحبائي إنني أدعوكم ان تفتحوا قلوبكم للمسيح وتستسلموا لعمل روحه القدوس لكي تختبروا خلاصه وتدركوا أنه الرفيق المحب في رحلة هذه الحياة .