تحتفل الكنيسة الأسقفية، غدا السبت بعيد الميلاد المجيد، حيث يترأس المطران منير حنا، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا قداس العيد جاري، وذلك بكنيسة القديسين بالزمالك. واختار رئيس الكنيسة الأسقفية عبارة «ميلاد المسيح.. نور يقهر الظلمة» عنوانا لكلمته والذي حصلت عليها بوابة «صوت الأمة». وأكد أنه سئل عدة مرات ما إذا كانت كنيسته ستحتفل بعيد الميلاد في ظل الأحداث الإرهابية التى وقعت مؤخرًا في الكنيسة البطرسية؟ مجيبًا:«عيد ميلاد السيد المسيح لا يعنى أننا نتجاهل آلام وأحزان أسر الشهداء، لأن احتفالنا بالميلاد لا يتشابه مع احتفالات العالم التى تتميز بالتجمع في الشوارع والميادين وقضاء الوقت في الملاهي الليلية وفي الأكل واللهو. وتابع في كلمته: عندما نحتفل بعيد الميلاد نتذكر قصة ميلاد المسيح الذى أحب البشرية؛ لذلك فإن ميلاد المسيح يمنحنا الرجاء وقت اليأس، والفرح وقت الحزن لأن المسيح جاء ليعطينا حياة أفضل من الحياة التى نعيشها الآن. واستكمل:« يا أحبائي إننا اليوم نصلي من أجل كل الأسر التى فقدت أحبائها نتيجة الإرهاب والحروب والكوارث، ولكي يمنحهم رئيس السلام سلامًا وعزاءًا، ونصلي أيضًا من أجل كل المصابين الذين يرقدون في المستشفيات لكي ما يختبروا شفاء الله، وأيضًا أتينا رافعين بلادنا طالبين بركة وحماية الرب لها، فمصر هى التي فتحت أذرعها لترحب بالطفل يسوع اللاجئ إليها من بطش الرومان». واستطرد: «أحبائي ونحن نتأمل في قصه ميلاد المسيح، وأيضًا النبوات عن الميلاد فإننا نجد كلمتين تتكرران هما النور والظلمة»، فالنبي أشعياء يتنبأ قائلا: «اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا.. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُور». وتابع رئيس الكنيسة الأسقفية في كلمتة: «اليوم ونحن نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح نرى الظلمة تتكرر، ظلمة البعد عن الله التى تدفع إلى الصراعات والحروب والإرهاب والكراهية والإلحاد وظلمة التدين الظاهري التى تدفع البعض إلى قتل أخوتهم في البشرية باسم الدين، وظلمة الجشع التى تتجاهل حاجة الفقراء فيموتوا جوعًا أو يخاطروا بحياتهم محاولين اجتياز البحار حتى يصلوا إلى دول الأغنياء ليجدوا فرصه للحياة». وذكر المطران إحصاءات لحوادث إرهابية وقعت في العالم وقال: هناك بعض الأرقام التى تُظهر مدى الظلمة التى نعيش فيها الآن في 19 ديسمبر حدث 2400 هجوم إرهابي، وفي 59 دولة من دول العالم قتل فيها 20879، وأصيب 26194، وغرق في البحر المتوسط 6000 من المهاجرين غير الشرعيين، و5 مليون سوري تركوا بلادهم إلى بلاد مجاورة، و6 مليون منهم تركوا بيوتهم ونزحوا إلى مناطق أخرى داخل سوريا. مختتما كلمته «أحبائي أمامنا فرصة في كل مرة نحتفل فيها بميلاد المسيح، فرصة أن نقبله وندع سلامه يملأ قلوبنا حتى نصبح أبناء النور لأن فيه الحياة والحياة هى نور الناس».