هل لفت نظرك في نتيجة الحائط التي أمامك أو الجريدة التي بين يديك أنها تشير إلي أننا نعيش هذه الأيام في شهر »كيهاك»، وننتظر خلال أيام شهر »طوبة» الذي كان بطل المثل المصري »طوبة يخلي العجوزة كركوبة»، وهذان الشهران والعشر شقيقات الأخري تمثل الشهور المصرية القديمة أو المتعارف علي تسميتها بالقبطية، حيث اتخذ أجدادنا المصريون القدماء السنة النجمية وحدة أساسية في قياس الزمن، وصناعة التقويم لسنة عدد أيامها 365 يوماً وربع اليوم بكل دقة، وبذلك يكون الفراعنة هم أصحاب أول تقويم عرفه العالم. ويشير الباحث الأثري علي أبو دشيش، خبير الآثار المصرية، وعضو اتحاد الأثريين المصريين إلي أن هذا الحدث كان مهمًا في تاريخ البشرية، وحدث قبل قيام الأسرة الأولي، أي في القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد، حيث كان اختراع التقويم استجابة لنظام الفيضان، وظروف الزراعة، ويشير إلي أن المصري القديم لاحظ أن الفيضان ظاهرة سنوية تتكرر بانتظام، وأن نجم الشعري اليمانية يظهر في الأفق مع شروق الشمس في نفس اليوم، الذي يصل فيه الفيضان إلي مدينة منف، وتم بناء علي ذلك ترتيب العمليات الزراعية وابتكار السنة المكونة من 365 يوماً وتقسيمها إلي 12 شهرا والشهر إلي 30 يومًا، أما الأسبوع فقد كان 10 أيام، كما تمكن من معرفة الأبراج ال 12، وبدأ ببرج الأسد.. وقسم السنة من خلال النجوم العشرية، ومن خلال السنة تظهر 10 نجوم عشرية.. وخلال العام تظهر 36 نجمة عشرية، ويكون الناتج 36 نجمة في 10 ويكون الناتج (360+ 5 أيام النسيء)، وبإجمالي الناتج (365 يوماً) وهو التقويم القبطي الذي نسير عليه إلي الآن. ويشير إلي أن الشهور القبطية تحمل الأسماء الفرعونية وهي »توت» وبالهيروغليفية »تحوت» وكان إله الحكمة والمعرفة ويسمي عيد النيروز.. و»بابه» وبالهيروغليفية »بي ثب وت» وهو إله الزراعة و»هاتور» وفي هذا الشهر كانت الأرض تتزين بالمزروعات وينسب إلي حتحور ربة الحب والعطاء و»كيهك» وبالهيروغليفية »كا ها كا» وهو إله الخير أو الثور المقدس ثم »طوبه» أو »طوبيا» أي الأعلي أو الأسمي ثم أمشير وهو الاسم الذي كان يطق علي إله المطر أمشير إشارة إلي عيد يرتبط بإله »مخير» المسئول عن العواصف والزوابع و»برمهات» وبالهيروغليفية »بامونت»، وتنضج فيه المحاصيل الزراعية و»برمودة» وبالهيروغليفية »باراهاموت» وهو إله الموتي وفيه تنتهي المزروعات بعد جني الثمار ويدل علي عيد الحصاد »رنودة» ثم »بشنس» وبالهيروغليفية »با خنسو» ويساعد علي إزالة الظلام ويكون فيه النهار أطول من الليل و»بؤونة» وبالهيروغليفية »با أوني» إله المعادن ويسميه العامة بؤونة الحجر، ثم »أبيب» وبالهيروغليفية »هوبا» أي فرح السماء لأن الفراعنة كانوا يفرحون فيه لزعمهم أن هوديس إله الشمس انتقم فيه لأبيه أوزيريس أي النيل من عدوه أيفون أي التحاريق والشهر الأخير هو »مسري» وبالهيروغليفية »مسو رع» أي »ولادة رع» أو »سا رع» ابن الشمس، ويشير علي أبو دشيش إلي أن الأيام الخمسة الباقية من السنة تم اطلاق اسم »أيام النسيء» عليها، وكانت مخصصة لأعياد الآلهة المصرية القديمة.