أنصار الرئيس السوري بشار الأسد هللوا لما قاله أمس الأول في خطابه أمام طلاب وأساتذة جامعة دمشق، في حين أن الثوار السوريين علي اختلاف مواقفهم ومعتقداتهم نددوا بالخطاب وبقائه وأعلنوا استمرارهم في التجمع والتظاهر حتي اسقاط النظام. فالخطاب الثالث لبشار الأسد خلال شهور الثورة الأربعة لم يأت بجديد وإنما فقط تكرار لخطابيه السابقين متهما »عصابات مسلحة، ممولة من الداخل والخارج بمسئوليتها عن الاضطرابات واستمرار الاشتباكات بينها وبين قوات الأمن الحريصة علي أمن الوطن وسلامة مواطنيه«. ليس هذا فقط.. بل أضاف »الأسد« مستخفا بالتظاهرات التي تعم سوريا فوعد باستمرار التصدي لتلك »العصابات« مادامت تواصل تخريبها وعنفها ومخططها لأسابيع أو شهور قادمة، وهو ما دفع الثوار إلي النزول إلي الشوارع قبل أن يختم الأسد خطابه، وهتفوا ب»سقوطه« وهددوا بحرب أهلية ما لم يتنح اليوم قبل الغد. وردا علي تحدي الثوار، اهتمت أجهزة الإعلام الحكومية بنقل آراء أنصار الأسد المتجمعين في تظاهرات مضادة، ويهتفون: »الجراثيم تريد إسقاط النظام«! وطالبوا بسحقها تحت الأقدام. المدافع الأول، حتي الآن، عن ثوار سوريا رئيس حكومة تركيا: »رجب طيب أردوغان« فسر تصريحات رأس النظام السوري بأنه ينوي استخدام العنف الوحشي ضد جماهير المعارضة فسارع بتحذير بشار الأسد من تكرار »مذابح حماة« التي سبق لنظام البعث الحاكم ارتكابها في تلك المدينة المنكوبة خلال سنوات الثمانينات من القرن الماضي. لم يكن »أردوغان« وحده الذي تنبه إلي »نية النظام السوري الحالي لتكرار مذابح حلب«. فقد سبقته الناشطة السياسية السورية: الأستاذة »ناهد بدوية« في حديث أدلت به في الأسبوع الماضي للزميل »فواز فرحان« قرأته علي الموقع الإلكتروني المتميز: »الحوار المتمدن« قالت فيه: جاءت انتفاضة الشعب السوري لتعبر عن الحرمان الطويل من الحرية الذي عاشه هذا الشعب لمدة خمسين سنة. حرمان من الدولة الحديثة، والمؤسسات، والحريات، والكرامة، والمشاركة في صنع مصير البلاد وثرواتها. حرمان من الحداثة التي باتت حلما ملحا لكل طفل وشاب سوري والذي يختصر بالجملة العامية الدارجة علي لسان كل سوري: »وين نحنا ووين العالم؟!«. وربطت الناشطة السورية الشهيرة »ناهد بدوية« بين ما يحدث في سوريا الآن وتكراره لما حدث خلال النصف الأخير من القرن الماضي، قائلة: [ هذا الحرمان من الحريات والاحتكار الكامل للاقتصاد والسياسة والمجتمع لم يأت دفعة واحدة مع استلام حزب البعث للسلطة عام 3691 بل جاء علي عدة جولات، إلا أن الجولة الأخيرة والتي أرست قواعد النمط الحالي من الحكم، ورسمت مواصفاته، هي نفسها ما حصل في الثمانينات حين قرر النظام أن يهزم الاخوان المسلمين عسكريا، وأن يكسر المجتمع السوري سياسيا واجتماعيا. ففي الوقت الذي كان يحاصر »حماة« ويرتكب أبشع المجازر فيها، كان يشن حملات اعتقالات واسعة علي الأحزاب السياسية المعارضة الأخري مثل: البعث الديمقراطي، والعمل الشيوعي، وباقي الأحزاب اليسارية الصغيرة، والمجموعة الدينية المسالمة، وتم حل جميع مجالس النقابات المنتخبة وألقيت قياداتها في السجن وحلت محلها مجالس معينة وأهم ما يميزها الانبطاحية! وانتشرت ال »شبيحة« في الشوارع تروع السكان، وتوزع الاهانات كما يحدث الآن تماما بالتشارك مع سرايا الدفاع وكان اسمها آنذاك كتائب البعث]. .. وللحديث بقية.