تعتصر قلوبنا نحن المصريون حزنا عند أي اعتداء علي دور العبادة سواء كانت كنيسة أو مسجداً.. والحقيقة أن الحوادث الإرهابية التي يرتكبها الإرهابيون الكفرة زادت نسيجي الأمة من مسلمين وأقباط تماسكا ووحدة وإصراراً على مواجهة الإرهاب مهما كانت التضحيات. بالأمس القريب عند حدوث مذبحة مسجد الروضة في بئر العبد كان إخواننا الاقباط مثلنا في الحزن والآسى كما كان حال المسلمين عند الاعتداء على أي كنيسة، وهذا ما يزعج دائما التنظيمات الإرهابية وأجهزة الاستخبارات والدول الراعية للإرهاب التي تخيلت أن الوقيعة بين عنصري الأمة في مصر كفيل بإسقاطها لتلحق بشقيقاتها العراق وسوريا وليبيا واليمن ولكن هيهات هيهات أثبتت مصر بمسلميها ومسيحييها أن الوحدة الوطنية هي الحجر الصوان الذي تحطمت عليه كل مؤامراتهم. خلال متابعتي للحادث الإرهابي الذي وقع أمس الأول أمام كنيسة مارمينا لاحظت ولاحظ معي كل المصريين العديد من الإيجابيات تمثلت في عدد من المشاهد التي تجعلنا نطمئن ان مصر والمصريين بخير وأن الإرهاب زائل لا محالة وأن قوة المصريين سوف تجتثه من جذوره وتخلص البلاد من شروره. المشهد الأول: حالة اليقظة الكاملة التي كان عليها رجال الشرطة من ضباط وأفراد أثناء وجودهم لتأمين الكنيسة ونجاحهم في إحباط محاولة دخول الإرهابي الملغم إلى الكنيسة، حيث تبادلوا إطلاق الرصاص معه بكل قوة وجسارة حتى سقط أحدهم شهيداً وهو أمين الشرطة البطل وسقط ثلاثة آخرون مصابين في ساحة الشرف والفداء، وهذا يؤكد أن الشرطة أصبحت تمتلك زمام المبادءة وحسنا فعل اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية عندما سارع بتكريم رجال مديرية أمن القاهرة وعلى رأسهم الرجل المحنك المحترم اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، الذي يعمل في صمت واللواء محمد منصور الرجل الكفء الذي يقود رجال البحث الجنائي بالقاهرة بكل كفاءة واقتدار والعميد أشرف عبدالعزيز مأمور قسم حلوان البطل الذي قنص الإرهابي برصاصة من سلاحه وأيضاً تكريم 4 من أفراد قوة تأمين الكنيسة الأبطال الذين أبلوا بلاءاً حسناً في هذه الملحمة البطولية لرجال الشرطة. المشهد الثاني: لهذه الإيجابيات ردة الفعل القوية من أهالي حلوان العظام الذين رفضوا الوقوف في سلبية ولم ترهبهم طلقات رصاص الإرهابي وتقدم أحدهم وهو عم صلاح الموجي بكل جسارة إلى الإرهابي بعد أن أصابته الشرطة برصاصة.. جسم عم صلاح على جسد الإرهابي ولم يخش أن تخترق رصاصات بندقية الإرهابي الآلية جسده وخلال ثوان معدودة، كان عشرات الأهالي يعاونونه في شجاعة واستبسال وشلوا حركة الإرهابي وأمطروه ضربا لكنهم فطنوا وحرصوا على ألا يموت وأن يظل على قيد الحياة لمصلحة التحقيق فحافظوا عليه حيا. المشهد الثالث: كان لأحد أهالي حلوان أيضا الذي دخل إلى ساحة المعركة أثناء تبادل النيران فور سقوط مساعد الشرطة رضا عبدالرحمن شهيدا والتقط سلاح أمين الشرطة وأخذ يطلق الرصاص منه على الأرهابيين معاونا رجال الشرطة المشهد الرابع: كان من مسلمي منطقة حلوان الذين هبوا لنصرة إخوانهم المسيحيين.. فهذا هو الشيخ طه إمام وخطيب المسجد القريب من الكنيسة والذي كان متجهاً لصلاة الجمعة واستخدم ميكروفون المسجد فوراً لتنبيه المسيحيين المتواجدين داخل الكنيسة بألا يفتحوا أبواب الكنيسة وحذرهم من الخطر حتى لا يتسلل إليها الإرهابي خشية حدوث مذبحة وهذا ما قلل الخسائر البشرية كثيرا، خاصة إذا علمنا أن الإرهابي كان يضع حول جسده حزاماً ناسفاً ويحمل عددا من العبوات المتفجرة كما ناشد المسلمين قائلاً »احموا إخوانكم الأقباط«. حقا من حقنا أن نفخر ونردد رائعة الفنانة ياسمين الخيام «المصريين اهمه.. حيوية وعزم وهمة» وعاشت مصر ولعنة الله على الإرهاب والإرهابيين