حالة من الفخر والتباهي والتنافس لاحظتها في حديث مسئولي جامعتي »أو لم وشتوتجارت» في ألمانيا بالانجازات العلمية واكتشافات باحثيهم التي ستغير وجه العالم.. وقفت أنا وزملائي والدهشة تعلو وجوهنا ونحن نشاهد سيارة مرسيدس ذاتية القيادة.. نركبها ونتفحص تكنولوجيتها وكيفية عملها وتجربتها في شوارع أولم وتباع بمبلغ 300 ألف يورو.. شاهدنا أيضا معمل تطوير شبكات الإنترنت لتعمل بنظام 5 جي بدلا من 4 جي، أما معمل تطوير المباني سريعة الفك والتركيب والربوت الذكي، فهي أبحاث تفوق الخيال.. المفاجأة أنني وجدت من يشارك في هذه الأبحاث وفي صناعة المستقبل وتحقيق أحلام البشرية هم شباب مصريون »زي الورد» فمن يساهم في تطوير ال5 جي هو مصري يعمل في شركة نوكيا ومن بدأ أبحاث القيادة الذاتية أيضا مصري يعمل في شركة بوش.. في كل المجالات وجدتهم يعملون ويساهمون في تغيير وجه العالم.. في أكبر الشركات والمصانع والمستشفيات.. زيارتي إلي ألمانيا جاءت بدعوة من الجامعة الألمانية بالقاهرة لحضور الاحتفال بمرور 15 عاما علي انشائها، والذي يوافق مرور 50 عاما، علي انشاء الجامعة الأم جامعة أولم الألمانية.. وتشارك في الاحتفالية الجامعة الشريكة شتوتجارت وهي واحدة من أكبر الجامعات في العالم.. مفهوم التعليم والبحث العلمي هنا مختلف، فالجامعات تتعامل مع الصناعة وتقدم الحلول لمشاكلها وتبحث عن آفاق جديدة.. لم يكن وجود طلاب وباحثين مصريين داخل معامل جامعات المانيا من قبيل الصدفة، فالألمان يؤمنون بتدويل التعليم وحرية التنقل لطلاب العلم وباحثيه لذلك انشأوا جامعة لهم خارج ألمانيا هي الجامعة الألمانية بالقاهرة التي استطاعت ان تكسب كل الاحترام والتقدير العلمي بعد ان مارس طلابها أبحاثهم في جامعات ألمانيا واستطاعوا أن يتفوقوا علي زملائهم من الجنسيات الأخري حتي الألمان. حتي السفير الألماني بالقاهرة جورج لوي أكد أن الجامعة الألمانية بالقاهرة من أفضل النماذج الناجحة للتعليم العابر للحدود. وأعربت دوروتيا رولاند، سكرتير عام الهيئة الألمانية للتبادل العلمي، عن فخرها بالدكتور أشرف منصور، أحد أبناء جامعة أولم والذي حصل منها علي درجة الدكتوراه ثم الأستاذية، وكانت بدايته هي الحصول علي منحة من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي للسفر إلي ألمانيا.. وأوضح الدكتور أشرف منصور ان التفكير في انشاء الجامعة الألمانية كإحدي الجامعات العابرة للأمم لم يقم علي العلم وحده بل قيم إنسانية رفيعة.. وأشار ميشائيل فيبر رئيس جامعة أولم أن هناك 4500 طالب جاءوا من مصر إلي ألمانيا خلال عام 2014 و2015 ويذهب مدرسون ألمان إلي مصر لتعزيز البحوث المشتركة وهذه هي السياسة الدولية للتعليم والانفتاح والحرية. قررت الاقتراب من أبنائنا الدارسين في ألمانيا وبدعوة جميلة من محمد عادل وهو أحد شبابنا في مدينة ميونخ، قمت بزيارة لواحدة من شركات الروبوت التي تقوم بتصنيع روبوت ذكي لتنظيم ونقل البضائع في المخازن الكبري. وقال محمد عادل: سافرت إلي ألمانيا للحصول علي درجة الماجستير وكنت أحلم بالدكتوراه لكني قررت أن أعمل طالما الفرصة موجودة ولانني متخصص في »الكمبيوتر ساينس»، قررت الالتحاق بالشركة التي تعمل علي تطوير روبوت يعمل في المخازن. لجينا شريف فتاة جميلة تعمل ببنك فيدور في ميونخ تقول: عملي يجعلني اتنقل بين دول أوروبا كثيرا حصلت علي الماجستير وقررت العمل لحين السفر إلي زوجي في كندا فقد كان زميلي في الجامعة الألمانية بالقاهرة وسافرنا معا إلي ألمانيا.. حصلنا علي الماجستير وسافر هو إلي كندا للحصول علي الدكتوراه وقررت العمل في ألمانيا.. اكتسبت خبرة كبيرة في عملي.. وسأعود إلي مصر بعد الحصول علي الدكتوراه، وعيني علي العمل في البنك الدولي، وأحلم أن أكون رئيسة للبنك. نورهان عبدالحليم أيضا قررت أن تخوض الحياة العملية وتقول: عملت في كل المجالات.. وبمجرد حصولي علي الماجستير عملت بإحدي الشركات بمدينة أولم. د. مصطفي حسن خريج جامعة القاهرة وحاصل علي الدكتوراه من جامعة أولم يقول: اعمل حاليا في شركة نوكيا.. تحديدا في معملها بجامعة أولم حيث نقوم بتطوير سرعات الإنترنت لنبتكر جيلا جديدا هو ال5 جي. د. محمد خميس الباحث في مجال أمن المعلومات والذي يعمل بجامعة ميونخ يقول: استطعت انا وزميلتي يمني عبدالرحمن بجامعة شتوتجارت ابتكار طريقة جديدة للحد من سرقة الهواتف الذكية. وفي شتوتجارت وجدت اثنين من شبابنا النابغين الأول طارق زكي وهو واحد من المشاركين في ابتكار برنامج القيادة الذاتية للسيارات حصل علي جائزة ال ieee منذ حوالي ثلاث سنوات وهي جائزة تمنح لأهم رسائل الدكتوراه وحصلت عليها المانيا لأول مرة من خلال طارق. أما الدكتور أحمد جلال فهو واحد من أنبه اطباء العيون في المانيا حصل علي أكبر جائزة في طب العيون من مركز باركير في اسبانيا.