نشأت داخل أسرة متوسطة الحال بحي الجمالية ومنذ ولادتي قررت عمتي أن تتولي تربيتي بعد أن رزق الله والدي بتوأم بنات وعمتي لا تنجب!.. دارت الأيام ووصل عمري ال 15 عاما وعندها قرر أشقائي عودتي إلي منزل والدي رفضت بشدة فكان عقابا لي إجباري علي الزواج من شخص تقدم لخطبتي وتحت ضغوط أسرتي وافقت رغم عدم قناعتي بشريك حياتي ! كان زوجي يعمل باليومية وأحيانا كثيرة يفضل الجلوس في البيت عن الذهاب للعمل.. في البداية صبرت علي تصرفاته وعدم اهتمامه بشئون بيته ورعايته أولاده لكن مع السنوات وارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الاسعار لم أستطع تحمل اهمال زوجي لنا خاصة انه يعول أسرة مكونة من ستة أولاد أربع بنات وأثنين من الصبيان.. وبعد 15 عاما من الزواج تحملت خلالها الكثير ولاول مرة طلبت من زوجي الاعتناء بأسرته وتوفير أقل احتياجات الحياة لهم من مأكل ومشرب وملبس ليس أكثر من ذلك، وكنت أعتقد ان حديثي لزوجي سيفهمه ويجتهد أكثر في البحث عن عمل دائم يمكن من خلاله الانفاق علي أهل منزله لكنني تعرضت للإهانة والضرب والسب واتهمني زوجي بأنني زوجة نكدية!. يا سيدي هل مطالبتي لزوجي بالعمل حتي لا تجوع أسرته يعتبر جريمة؟ وهل حديثي معه لمجرد التشاور والبحث عن حل للخروج من الأزمة التي نعيش فيها خروج عن التقاليد الزوجية! لا.. لقد تحملت زوجي سنوات طويلة يعمل يوما ويقضي بقية الأسبوع في البيت مدعياً انه مريض وهذا غير صحيح.. فزوجي لا يدخن ولا يتعاطي المخدرات وصحته جيده لكنه لا يحب العمل فكان قراري أن أبحث عن عمل مناسب للانفاق علي أولادي بعد أن عجزت في اقناع زوجي بأنه مسئول وراع للأسرة وفق الشرع. يا سيدي لقد تم خطبة ابنتي الكبري وهي الآن تستعد للزواج لكنني لا أملك جهاز زفافها ووالدها »ودن من طين وأخري من عجين» كما يقولون.. عرضت ما يفعله زوجي معي علي أشقائي لكنهم طلبوا مني تحمل الوضع والصبر ومساعدة نفسي بنفسي.. لا أعرف كيف يمكن لزوجة تحملها تصرفات زوجها ولديها 6 أولاد ويرفض شريك حياتها الانفاق علي أسرته حتي بأقل القليل. صدقني يا سيدي لقد فاض بي الكيل ولم أعد اتحمل ما يحدث لي خاصة عندما لا أجد ثمن طعام الافطار لأولادي أو شراء ملابس لهم في المناسبات بخلاف دفع مصاريف مدارسهم قررت أن أكون أمرأة ورجلا في نفس الوقت حتي لا تمتد يدي للغير عشماً في القليل من الجنيهات لسد جوع أولادي أو ملء أفواههم.. بالفعل التحقت بعمل خادمة في البيوت وكم كانت سعادتي أثناء عودتي إلي منزلي أحمل لأولادي كل ما يطيب لهم من طعام وشراب واستمر الحال شهوراً كثيرة لكن أصابني التعب والارهاق في الوقت الذي لم يتحرك زوجي ولم يعترض علي خروجي من المنزل في الساعات الأولي من صباح كل يوم والعودة ليلا. حيرتي أنني فشلت في حل هذه الأزمة حتي أنني فكرت في الطلاق منه والحصول علي حريتي وحرية أولادي لكن أهلي أكدوا لي أن »ضل راجل ولا ضل حيطة» كما يقول المثل الشعبي فماذا أفعل؟ سماح. ع. مدينة النهضة القاهرة