رغم ان الله سبحانه وتعالي لا ينظر إلي صورنا ولكن إلي اعمالنا، فإن هناك من يصر علي تغليب المنهج الشكلي، وإعلاء المظهر علي الجوهر، وإلا فبماذا يمكن تفسير إطلاق حملة هدفها مليون لحيةجديدة في مصر ؟ افهم ان يتبني الشباب الغيور علي وطنه ودينه دعوات لاطلاق مليون ابتكار، أو تربية الضمير، أو بناء الاخلاق، أو محو الامية، أو تحديث التعليم، أو انشاء واد للتكنولوجيا، اصحاب الدعوة الجديدة لا يشغلهم كل هذه »التوافه« لكنهم يطمئنوننا إلي انهم لا يفكرون في فرض اللحية بالقوة! ينسي هؤلاء السياق التاريخي الذي قال فيه سيدنا محمد: »خالفوا المشركين وفروا اللحي واحفوا الشوارب« الآن تجد ملايين البشر ممن ليس لهم اي علاقة باي دين يطلقون اللحية، بل ان المسألة ترتبط احيانا بموضة شبابية تخطف عقول التافهين بل والشواذ! الداعية المتحمس لرؤية 08 مليون ملتح في مصر، اسأله: أليس الاجدي ان نري جميعا 08 مليون منتج ذكي يعمل لدنياه كأنه يعيش ابدا، تماما كما يعمل لأخرته كأنه يموت غدا. مصر تحتاج لأصحاب عقول وضمائر وقلوب »حامية« باكثر من حاجتها لمزيد من الملتحين فاللحية في النهاية سُنة، علي حين تغيب عن حياتنا فرائض عديدة، ثم ان الله ينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وان كانت مسلمة، كما قال ابن تيمية، فهل يكون لبناء الدولة الحديثة العادلة الاولوية علي المشروع القومي لاطلاق اللحي؟!