في عام 2016 أطلق الجمهوري دونالد ترامب حملة انتخابية عاصفة نحو البيت الأبيض حملها بالكثير من الوعود الانتخابية الصادمة التي مثلت انقلابا علي السياسة الأمريكية التقليدية خاصة فيما يتعلق بالقضايا الدولية. وحين أصبح ترامب الرئيس الأمريكي ال45 توقع البعض أن يخفف الملياردير الجمهوري من لهجته وألا تخرج وعوده الانتخابية للنور لكن رجل المفاجآت واصل بعد نحو عام من انتخابه تحديه للعالم وأعلن قراره الاستفزازي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها. وما بين وعود تحققت وأخري لم تتحقق يبقي السؤال ماذا يريد ترامب من القرار ولماذا الآن؟. الأكيد أن الرئيس الأمريكي الذي انخفضت شعبيته إلي نحو 35% يواجه ضغوطا متزايدة بسبب التحقيقات حول التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأمريكية التي قد تفضي إلي محاسبة الرئيس وربما عزله. وفي محاوله لاستعادة بعض من شعبيته حاول ترامب ترسيخ صورة الرئيس الذي يحافظ علي وعوده رغم المخاطر وهو ما ألمح إليها في كلمته التي قال فيها »العديد من الرؤساء قالوا إنهم يريدون القيام بشئ ولم يفعلوه». وهو ما ركز عليه ستيفان كولينسون علي »سي إن إن» قال فيها إنه إذا كان ترامب لم يدفع حتي الآن ثمن قراراته وخسارة الأصدقاء لتنفيذ وعوده الانتخابية وشعاره »أمريكا أولا» فإن الأمر يختلف الآن.. وإذا كان ترامب قد نجح في الوصول إلي البيت الأبيض فإن بقاءه فيه أصبح مهددا لذا فإن عليه البحث من جديد عن دعم اللوبي اليهودي الصهيوني.