بمجرد ان تدخل أي مصلحة حكومية جماهيرية في اوقات الذروة، ستصطدم بكتلة من الزحام امام المكاتب والنوافذ.. الجميع يقاتل من اجل قضاء مصالحهم والانتهاء منها في اسرع وقت، وامام كل هذا »الطوفان البشري» تجد موظفا غير قادر علي خدمة كل هذا العدد لأسباب مختلفة. وإذا كانت الاتهامات تتصاعد لدولة الموظفين، سواء بسبب تدني الكفاءة، او البيروقراطية التي تسيطر علي أداء معظم مكونات الجهاز الإداري للدولة، إلا أننا حرضنا في المقابل علي الاستماع لصوت الموظفين ودفاعهم عن أنفسهم. تجولنا في عدد من المصالح الحكومية الجماهيرية، ومن بينها علي سبيل المثال هيئة التأمينات الاجتماعية الخاصة بالقطاع الحكومي، وتركزت شكاوي العاملين بها علي سوء المباني والخدمات داخلها، خاصة في المنصورة التي لا يوجد في المبني مصعد مما يتسبب في معاناة مع كبار السن والراغبين في قضاء مصالحهم، كذلك الطابق الأخير لا يوجد به سقف خرساني مما يعرض العاملين لحرارة الشمس وأمطار الشتاء. ويبدي »أحمد. س» أحد موظفي الهيئة استياءه من سوء الظروف التي يعمل بها، وأنهم حاولوا مرارًا وتكرارًا تقديم طلب من اجل اصلاح السقف او تركيب مصعد دون جدوي. واستكمل احمد ان اجهزة الحاسب كثيرًا ما يحدث بها اعطال وان جزءا كبيرا متوقفا عن العمل بالفعل مما يتسبب في التكدس والازدحام الشديد علي الموظف الذي يعمل في ظروف سيئة ورواتب لا تكفي في ظل غلاء الأسعار وساعات عمل طويلة لا راحة فيها. كذلك تلقت »الأخبار» شكاوي من أحد موظفي وزارة التضامن الاجتماعي في اسيوط حيث يوجد موظفون بلا مقرات من الأساس ويضطرون إلي اتخاذ مقرات بعض الجمعيات الخيرية مكانًا للجلوس وقضاء مصالح المواطنين، خاصة الذين يذهبون للحصول علي برنامج تكافل وكرامة وتكون غرفة واحدة متواجد بداخلها صناديق واوراق ولا يوجد حتي دورات مياه داخل المقر لقضاء الحاجة مما يؤدي الي معاناة الموظفات من النساء علي وجه التحديد، بالإضافة الي الأماكن التي يتواجدون فيها تدخل اليه بعض الحشرات والزواحف السامة. وتقول محاسن.ع، موظفة بهيئة البريد: »احنا بالذات شغلنا صعب وكل تعاملنا مع فلوس ناس وامانة لازم تركيز في وسط كل الدوشة والضغط علينا»، كذلك تري محاسن أنه لابد من تحسين خدمات الإنترنت حتي يخف ضغط الجمهور علي المكاتب وبالتالي تحسين الخدمة المقدمة له في المكاتب نفسها وكذلك توفير الوقت والجهد علي المواطن وكذلك الموظف ذاته. واضافت محاسن أن البعض يتهم الموظفين بالتراخي عن العمل دون العلم بالظروف المحيطة به، وكذلك دون تقدير الضغط، فبالطبع لا يحب الموظف تراكم العمل او الطوابير امامه، ولكن هو ايضًا مضطر الي انجاز بعض المهام خلال فترة زمنية قصيرة، ويتعرض للتعدي والشجار بسبب كل تلك التكتلات رغمًا عنه.