وسط تحسبات من ردود الفعل المترتبة علي إعلان الإدارة الأمريكيةالقدس عاصمة لإسرائيل، كثفت تل أبيب جهودها الدبلوماسية والسياسية للضغط علي ترامب وحثه علي تسريع وتيرة الإقدام علي تلك الخطوة، وربما لاقت تلك الجهود ثمارها خلال جلسة الكونجرس الأخيرة التي أعرب فيها الأعضاء عن ضرورة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس. السفير الاسرائيلي السابق لدي الأممالمتحدة دوري جولد شارك في مداولات الكونجرس ممثلاً عن إسرائيل، وفي سياق لقاءات مع الأعضاء، وعلي خلاف ردود الفعل العربية، رأي أن نقل السفارة الأمريكية إلي القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل يدعم العملية السياسية ويشجع علي تقدمها. ولم يختلف موقف جولد عن نظيره الأمريكي السابق چون بولتون، الذي وافق هو الآخر علي نقل السفارة، مشيراً إلي أن مجلس الشيوخ وافق علي ميزانية نقل السفارة، ولم يتبق إلا قرار الرئيس ترامب، لكنه في الوقت نفسه اعتبر أن تأخر القرار ربما يعود إلي اعتزام واشنطن استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل بداية العام المقبل 2018. وفي إطار الضغوطات الإسرائيلية الممارسة علي واشنطن، ألقي وزير المواصلات والاستخبارات كلمة في الولاياتالمتحدة بمناسبة الذكري ال 70 لقيام الدولة العبرية، وخاطب فيها نائب الرئيس الأمريكي مايك بينيس، وقال ما نصه: »سيدي نائب الرئيس، اليوم وفي تلك القاعة التي اتخذ فيها قرار إقامة دولة إسرائيل قبل سبعين عاماً، أتوجه إليك باسمي وباسم حكومة إسرائيل، وأؤكد أنه حان وقت اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، كما أنه حان وقت وفاء الرئيس الأمريكي بوعده ونقل السفارة من تل أبيب إلي القدس». وإلي جانب مخاطبته ود اللوبي اليهودي الموالي لإسرائيل »إيپاك» في الولاياتالمتحدة، واصل الوزير الاسرائيلي زيارته السياسية لواشنطن، والتقي في البيت الأبيض موفد ترامب لمنطقة الشرق الأوسط جيسون جرينبلت، لكنه اكتفي بعد اللقاء بالإشارة إلي أنه تشاور مع المسئول الأمريكي حول إشكاليات سياسية والتعاون حول مبادرات إقليمية. وتؤكد التقديرات في إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية تصاعد فرص اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهي النقطة التي تبدأ منها عملية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس، لاسيما بعد إعلان نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس الأربعاء الماضي أن ترامب يدرس بجدية موعد وكيفية نقل السفارة إلي القدس. رغم ذلك، ألمح تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت إلي تلقي إسرائيل خلال الآونة الأخيرة معلومات تفيد بأنه انطلاقاً من حسابات داخلية، ونظراً للضغوطات التي تمارسها دوائر في الحزب الجمهوري وفي الطائفة الإنجيلية، يتحسب ترامب من تراجعه عن التوقيع مجدداً علي مرسوم تمديد حظر نقل مقر السفارة الأمريكية إلي القدس، إذ إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل تزامناً مع مرور 70 عاماً علي إقامة الدولة العبرية سيساهم في تخفيف الغضب المترتب علي تراجعه، خاصة أن عناصر الحزب الجمهوري والإنجيليين سيعولون علي هذا الغضب عند عرقلة نقل السفارة الأمريكية إلي القدس.