" الفن لا يعترف بالعمر " .. هذه الحقيقة أثبتتها العديد من التجارب الناجحة في مجال العمل السينمائي .. فالكل يذكر علي سبيل المثال لا الحصر الفنانة المعجزة " فيروز " التي قامت ببطولة العديد من الأفلام في فترة الخمسينات .. ولكن ظل تكرار التجربة في مجال الفن التشكيلي محل جدال ، بين من يقول أن الأعمال الفنية للأطفال في السن المبكرة تكون ذات طبيعة طفولية ، بحيث يمكن بمشاهدة اللوحة اكتشاف ذلك، ومن يقول أنه لا فرق بين كبير وصغير، بل بالعكس يمكن أن يكون خيال الصغير أخصب في الرسم. .. عموما الطفلة المصرية " ياسمين " ابنه العشرة أعوام حسمت إلي حد كبير هذا الجدل، وتحولت من فنانة هاوية إلي محترفة، حيث عرضت لوحاتها في عدة معارض فنية. وقصة ياسمين مع العمل الفني لم تختلف كثيرا عن كبار الفنانين، فكما قالت والدتها مدام " هناء " : " لم يكن عرض الإنتاج علي الجمهور هدفها، ولكن متعة ممارسة الفن هي التي دفعتها للإبداع ، وجاءت هذه المعارض كتشجيع لحثها علي مزيد من الإبداع ". وتقول والدتها أن إنتاج ياسمين يتنوع بين رسومات كاريكاتورية وبورتريهات ومناظر طبيعية، حيث أنها تستطيع أن ترسم تحت أي ظرف ، وفي أي مكان ، وهذه عادتها - أيضا - أثناء استذكار دروسها. وإذا كانت هذه العادة تعتبر جديدة في مجال الفن التشكيلي ، حيث يفضل الكثير من الفنانين الهدوء التام وفرض أجواء من العزلة لإنجاز العمل الفني، فإن ياسمين تحتفظ - أيضا - لنفسها بتقليد جديد في هذا المجال، حيث ترفض تماما بيع لوحاتها التي تعرض بمعارضها. وأمام هذا الرفض من الفنانة الصغيرة ، تقول والدتها: " أقوم سنويا بطباعة أعمالها الفنية علي نتائج العام الجديد ، وعرضها للبيع ، لمواجهة طلبات زائري المعارض ، وأعلنت عن تخصيص دخل هذه النتائج لقسم الأمراض الجلدية بمستشفي القصر العيني ، حيث تتردد عليه ياسمين لمعاناتها من مرض جلدي. وعن مستقبلها مع هذا الفن ، لخصت والدتها عشقها له بقولها : " الفن هو مستقبلها وحاضرها " . وأضافت : " ابنتي تتمني أن يكون الفن مهنتها " . هذه الأمنية وجدت ترحيبا كبيرا من الفنان مصطفي حسين الذي افتتح أحد معارضها بساقية الصاوي بالزمالك، وتقول والدتها ان الفنان الكبير قال لياسمين أنها ستكون مكسبا للفن التشكيلي، وأشار إلي إمكانياتها الفنية العالية الواضحة بلوحاتها، والتي تجسدت في أفق الخيال الواسع و اختيار الألوان وتناغمها.