تراجع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس عن تقديم استقالته من منصبه بناء علي طلب الرئيس ميشيل عون لإعطاء فرصة لإجراء مزيد من المشاورات لاحتواء الازمة السياسية التي فجرتها الاستقالة في لبنان, وذلك بعدما كان أعلنها بشكل مفاجئ من العاصمة السعودية الرياض في 4 نوفمبر الجاري.. وبعد احتفالات أقيمت أمس في ساحة جادة شفيق الوزارن في العاصمة بيروت بمناسية الذكري ال74 لاستقلال البلاد صاحبها عرض عسكري للجيش اللبناني, استقبل الرئيس» ميشيل عون» الحريري ورئيس البرلمان »نبيه بري» في قصر الرئاسة, وعقب الاجتماع الثلاثي قال الحريري »عرضت استقالتي علي الرئيس عون وطلب التريث والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية وأبديت تجاوبي». وأعرب الحريري -الذي وصل إلي بيروت الليلة قبل الماضية لأول مرة منذ إعلان استقالته - عن أمله أن يشكل قراره »مدخلاً جدياً لحوار مسئول» من شأنه أن »يعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها علي علاقات لبنان مع الأشقاء العرب». وقال الحريري إنه يتعين علي جميع الأطراف اللبنانية الالتزام ببقاء لبنان خارج الصراعات الإقليمية في إشارة إلي جماعة حزب الله المدعومة من إيران التي يعتبر دورها الإقليمي مصدرا لقلق سعودي عميق. وشدد الحريري علي حاجة لبنان إلي جهود استثنائية من الجميع لتحصينه في مواجهة المخاطر, في مقدمتها وجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب وعن الصراعات الخارجية والنزاعات الإقليمية وعن كل ما يسيء إلي الاستقرار الداخلي والعلاقات الأخوية مع الاشقاء العرب وبعد كلمته, غرد الحريري علي »تويتر» »لبنان أمانة غالية أودعها الشعب اللبناني في ضمائر كل الأحزاب والتيارات والقيادات. فلا يجوز التفريط بهذه الأمانة».وبعد تلاوته بيان تعليق الاستقالة قام أنصاره بمسيرة في وسط بيروت وهم يرددون »سعد» ويلوحون بالأعلام الزرقاء لتيار المستقبل وهو الحزب السياسي بزعامة الحريري.وقال الحريري أمام المئات من أنصاره »أنا باق معكم ومكمل معكم». من جانبه, قرر الرئيس القبرصي »نيكوس اناستاسيادس» طرح مبادرة جديدة لنزع فتيل الأزمة بلبنان, وذلك بعد أن التقي الحريري أمس الأول. وقال نيكوس كريستودوليدس المتحدث باسم الحكومة القبرصية »هدفنا المشترك هو استقرار لبنان واستقرار منطقتنا. وفي هذا السياق... سيطرح رئيس الجمهورية بعض المبادرات تحديدا لمؤازرة هذا الهدف: استقرار لبنان»