استكمل اليوم الاجابة علي سؤال صديقي المصري الذي يدرس ويعمل في كندا عن سر احترام العالم لليهود في مقابل النظرة المختلفة التي يتعامل بها مع العرب والمسلمين . اجبت الاسبوع الماضي عن جزء من سؤال المرارة الذي وجهه لي الصديق عن سر تفوق 14 مليون يهودي موزعين في القارات الخمس علي مليار ونصف المليار مسلم بما يشكل خمس سكان الكرة الارضية ، وعددت في اجابتي - ليس من باب جلد الذات - انما من قبيل تأمل الحقائق والارقام التي تتحدث عن العلماء اليهود الذين قدموا للبشرية منجزاتهم الحضارية فاحترمهم العالم بينما يواصل البعض في عالمنا العربي والاسلامي جرنا لمستنقع التشرذم والضعف والفرقة والسكون والتجمد والتخلف بتفاهات سطحية نقيم الدنيا من اجلها ولا نقعدها . اقدم اليوم اليهود الذين لعبوا دورا رئيسيا في وضع سياسات الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية ، من خلال ما وصلوا اليه من مناصب مؤثرة في الحكم والسياسة ورئاسة الجامعات والمراكز البحثية والسيطرة علي مجالات الاعلام وصناعة المعلومات ، فمن منا ينسي هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا الاسبق ، أو مادلين البرايت التي تولت نفس المنصب ، ومثلها كاسبر وينبيرجر ، ومثلهم ماكسيم ليتفينوف الذي كان وزير شؤون الخارجية لدي الاتحاد السوفييتي الاسبق ، و ديفيد مارشال الذي وصل لرئاسة الوزارة في سنغافورة ، ومثله اليهودي الروسي ييفيجني بريماكوف ،ووزير الدولة اليهودي البريطاني مايكل هوارد ، والمستشار النمساوي برونو كريسكي ، روبرت روبين الذي تولي وزارة الخزانة الامريكية ، وخورخي سامبايو رئيس البرتغال الاسبق ،وهيرب جري الذي وصل لمنصب نائب رئيس وزراء كندا ، وجون كي الذي وصل لمنصب رئيس وزراء نيوزيلندا ، وآيزاك آيزاك الذي وصل لسدة الحكم في استراليا ، وبيير منديز الذي كان رئيسا لوزراء فرنسا ، وبنجامين دزرائيلي الذي رأس الوزارة في بريطانيا ،وألان جرينسبان رئيس البنك المركزي الأمريكي الاسبق ، واكتفي بهذا القدر من اسماء الشخصيات اليهودية الذين لعبوا ومازالوا يلعبون ادوارا مؤثرة في صناعة القرار في العالم ، ولابد ان نعترف انهم لم يصلوا إلي ما وصلوا اليه بالواسطة ، أوالمؤامرة ، أوالصدفة ، انما وصلوا بما لديهم من كم معرفي وتفوق وتميز وقدرة علي الانجاز ، ودعونا ننتقل إلي الشخصيات اليهودية الاعلامية المؤثرة التي يحسب لها الف حساب في خريطة الاعلام الدولي وصناعة المعلومات ، وفي مقدمتهم علي سبيل المثال لا الحصر " وولف بليتزر " سي ان ان " ، و بربارا وولترز " ايه بي سي نيوز " ، يوجين ماير " واشنطن بوست " ، هنري جرونوالد " مجلة تايم " ، كاثرين جراهام " واشنطن بوست " ، جوزيف ليليفيد " نيو يورك تايمز " ، ماكس فرانكل بنفس الصحيفة السابقة . ان لم نعترف بأن اليهود امتلكوا العالم بعد دراسة وتخطيط ونظرة مستقبلية فلن يكون لدينا الحافز الذي يدفعنا لأن نغير ما بأنفسنا ، ان لم نعترف بأن اليهود يتميزون بالجدية والقدرة علي خلق المعرفة واكتشافها واختراعها.والاحتفاظ بحق الأسبقية قبل نشرها واستثمار عائدها في ابحاث لا تتوقف ، فلن يكون لدينا الحافز الحقيقي للخروج من شرنقة من يريدون لنا العودة للعصور المظلمة ، الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها من اجل تفاهات سطحية . لقد اشعت الحضارة الاسلامية بنور منجزاتها العلمية والفلسفية والفكرية علي العالم عندما كنا نعمل بالعقل ، انظروا حولنا وتأملوا ما يجري لعلكم تعرفون ما حل مكان هذا العقل !