»صاروخ باليستي أطلقته مليشيات الحوثي تجاه مدينة الرياض السعودية اتبعه تفجير لأنبوب النفط في منطقة بوري بين السعودية والبحرين».. حدثان يحملان في طياتهما تصعيدا خطيرا غير مسبوق في العلاقات العربية - الإيرانية وهو ما دفع المملكة العربية السعودية إلي طلب اجتماع لوزراء الخارجية العرب بهدف وضع حد للسرطان الإيراني في المنطقة وتعطيل فيروس تدخلات طهران في المنطقة مستغلة جملة من الأحداث المتسارعة بسبب الإرهاب تارة او عدم الاستقرار في بعض الدول العربية تارة أخري سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الوكالة مثل »حزب الله» او جماعة الحوثي في اليمن. اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة من المقرر أن يشهد حضورا وزاريا كبيرا بعد ان أكدت السعودية انها وجهت دعوة لكل وزراء الخارجية العرب لضرورة حضور الاجتماع وفضح ممارسات نظام طهران في المنطقة وتدخلاتها ودعمها للإرهاب وتأجيجها للصراع الطائفي والمذهبي، سواء إمداد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ التي تستهدف المملكة وسعيها الدءوب لاستمرار الصراع في اليمن او دعمها لحزب الله في لبنان بهدف تعطيل بناء الدولة ومواصلة دعمها للإرهاب في الكويت خاصة بعد الكشف عن خلية العبدلي المتهمة بالتخابر مع طهران، واستمرار احتلالها للجزر الإماراتية بالإضافة إلي ممارستها العدوانية تجاه البحرين وهو ما دفع وزير خارجيتها خالد بن أحمد التأكيد علي »أن من يحضر اجتماع القاهرة ولا يري الخطر الداهم والمهدد الآتي من ايران واتباعها، الذي يستهدف نشر الطائفية وتقسيم الأمة وإسقاط الدول، فهو أعمي او يتعامي او في إنكار خطير وغير مبرر.».. »التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية» أصبحت بندا دائما علي مائدة جدول أعمال القمم العربية والاجتماعات الوزارية، خاصة أن قرار الدورة ال 28 لقمة عمان التي عقدت مارس الماضي كلف الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط مواصلة التنسيق مع اللجنة الرباعية التي تأسست يناير 2016 بموجب قرار من الجامعة وتضم مصر والسعودية والبحرين والامارات لتطوير خطة التحرك العربية للتصدي لتلك التدخلات والعمل علي إدراج البند علي اجندة منتديات التعاون العربي – الدولي والإقليمي وتم إدراج هذا البند فعليا علي جدول اعمال الدورة الثالثة للحوار السياسي الاستراتيجي العربي – الصيني مايو الماضي وأكدت توصيات المنتدي بضرورة وقف التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية، كما وجهت قمة عمان الأمانة العامة بضرورة التوجه إلي الأجهزة المعنية في الأممالمتحدة لإدراج هذه البند وفقا لأحكام المادة 2 الفقرة 7 من ميثاق الأممالمتحدة التي تحرم التدخل في الشئون الداخلية للدول.. التصعيد الإيراني تجاه المنطقة العربية يؤكد أن هناك قناعة بضرورة تقديم الدعم للجامعة العربية للخروج من مرحلة إصدار البيانات الرافضة للتدخلات الإيرانية في الشأن العربي إلي تفعيل خطة عربية فاعلة وحشد تأييد دولي، وضمان التأييد العربي الكامل لرفض تدخلات إيران، خاصة بعد أن وصل الأمر إلي مرحلة إعلان حرب علي السعودية من قبل إيران، وفقاً للوصف السعودي الرسمي للصاروخ الباليستي الذي استهدف الرياض، والشعور بان الأمن القومي العربي أصبح مهددا بشكل أكبر بعد التغلغل الإيراني في كل من اليمن وسوريا والعراق ولبنان. ترويض »جار السوء » مهمة ليست سهلة للجامعة العربية التي يعاني القليل من أعضائها بحالة من الضعف نظرا للأحداث الداخلية التي تعتريهم سواء في ليبيا او سوريا او لبنان، بهدف الوصول إلي مرحلة العلاقات بين الدول العربية وإيران بشكل مبني علي مبدأ الاستقلالية وحل الخلافات بالطرق السلمية وفقا لمبادئ وميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي.. اجتماع الوزراء العرب اليوم قد يكون محطة مفصلية في عمر الجامعة العربية والعلاقات العربية - الإيرانية خاصة بعد أن نجحت طهران في استقطاب بعض العرب وهو ما دفع سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني إلي تقديم استقالته بعد تأكيده علي أن إيران تسيطر علي الوضع اللبناني التي قد تجد نفسها في موقف دفاع أمام الوزراء العرب، وقد يتأجل الأمر منعا لحدوث أزمات جديدة الوضع العربي في غني عنها وسيكون الأمر تأجيلاً للمشكلة فقط.